شريط البيبي سي

الخميس، 26 مايو 2011

الحر كة الإسلامية المصرية.. هل ستضيع منها الفرصة الرابعة؟

د. ناجح إبراهيم يكتب: الحر كة الإسلامية المصرية.. هل ستضيع منها الفرصة الرابعة؟
٢٥/ ٥/ ٢٠١١
استنشقت الحركة الإسلامية المصرية الحديثة منذ نشأتها عبير الحرية ثلاث مرات فى تاريخ مصر السياسى، وهذه هى المرة الرابعة.

أما أولى الثلاثة فكانت فى فترة الحرب العالمية الثانية، حينما أعطى مصطفى النحاس باشا للإخوان حرية الدعوة فى مصر كلها فى مقابل تنازلهم عن الترشح فى البرلمان.
أما الثانية فكانت فى الفترة من ١٩٥٢ حتى ١٩٥٤، وهى فترة الوصال بين الإخوان وعبدالناصر.
أما الثالثة فكانت فى السبعينيات فى عهد السادات، والتى انتهت بمقتله.
وقد تأملت فى الفترات الثلاث فوجدت أن الحركة أضاعت هذه الفرص الثمينة لتقديمها العاطفة على الحسابات الدقيقة.. ورغبتها فى دغدغة العواطف قبل بث العلم الدقيق والفقه المنضبط.. وإغفالها ــ فى كل الحالات الثلاث ــ فقه الأولويات وفقه المصالح والمفاسد، ورغبتها فى الاستحواذ على كل شىء.
واليوم نعيش بعد ثورة ٢٥ يناير فى الفرصة الرابعة، التى أرجو أن يكون حظ الإسلاميين فيها أوفر من غيرها.. وأن يقرأوا تاريخ التجارب الثلاث السابقة بدقة، ويعالجوا الأخطاء التى وقعنا فيها من قبل.
ورغم ذلك فإن القراءة المتبصرة للفرصة الرابعة تجعلنى أجد أن نفس الأخطاء تتكرر الآن، وبصورة متسارعة فى مواقف كثيرة أسوق بعضها للاختصار، فالسيدة عبير فخرى التى احتجزتها الكنيسة فترة بعد تحولها إلى الإسلام لا تستحق منا كل هذا الضجيج.. وكل من عرفها قال إن الإسلام لم يصل إلى عقلها أو سلوكها أو أخلاقها حتى الآن.
فهل نحرق الوطن من أجلها؟
وهل تسيل الدماء من الطرفين من أجلها؟
لماذا لم نحولها إلى قضية حقوقية بدلاً من أن تكون قضية دينية طائفية؟
ولو فعلنا ذلك لوقف إلى جوارنا بعض المسيحيين وكثير من اليساريين والاشتراكيين والليبراليين، ولكنه الإغفال لفقه الأولويات وفقه المصالح والمفاسد، والرغبة فى مخاطبة عواطف العوام ودغدغة مشاعرهم، والخلط بين الولاء الدينى للشخص والإنصاف والعدل فى الحكم على الأمور.. وتفعيل فقه الأولويات وفقه المصالح والمفاسد.
ووجدنا ذلك أيضاً فى رغبة البعض فى تجييش آلاف المدنيين للزحف إلى غزة فى الأسبوع الماضى.. وهذه الدعوة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وليس لها أى مردود عملى سوى دغدغة العواطف.
لقد نسى هؤلاء أن اقتحام آلاف المصريين الحدود الإسرائيلية هو إعلان حرب بكل ما تعنى الكلمة، حتى وإن لم يدرك ذلك البعض.
والغريب أن الذى أعلن الحرب نيابة عن مصر كلها هو فصيل من الشعب دون إرادة الباقين، ودون إرادة الدولة بمؤسساتها العسكرية والسياسية والاستراتيجية.
وقد أحسن الإخوان والسلفيون وغيرهم من العقلاء حينما طالبوا بوقف هذه المسيرة.. لأنها لو تمت لكان معنى ذلك أننا نسينا كل دروس الستينيات التى كنا نحارب إسرائيل فيها بالعواطف والكلمات دون استعداد حقيقى لذلك، مما أدى إلى كارثة ٥ يونيو ١٩٦٧.
فكيف نحرر فلسطين قبل أن يكون لمصر رئيس للجمهورية، وقبل أن يكون لها برلمان؟
وكيف ندخل فى مواجهات خارجية والاقتصاد المصرى فى أسوأ حالاته، والفتن الطائفية تموج فى المجتمع المصرى كموج البحر؟
فالحروب ليست تسلية أو باباً لدغدغة العواطف وكسب الأنصار من الشباب.
أما الموقف الثالث الذى استوقفنى فهو ذلك الخلط الكبير الذى حدث بين صفوف الإسلاميين، بين المحبة الشخصية لرجل زاهد مثل الشيخ أسامة بن لادن وتقييم فكره وفكر القاعدة بالإنصاف والعدل والقسطاس المستقيم، حتى قال أحد الشيوخ الشهيرين فى جمع مكون من ٥ آلاف شاب فى إحدى الجامعات: «إن بن لادن أعظم رجل فى العالم»، خالطاً ــ للأسف ــ بين التعاطف معه كرجل زاهد طلَّق الدنيا ومنهجه وفكره الخاطئ، الذى لم يقبله أى عالم من علماء المسلمين، وأنكره عليه معظم الحركات الإسلامية فى العالم كله، والذى أدى إلى احتلال أفغانستان وجر البلاد والحركات الإسلامية إلى مواجهة مع أمريكا والغرب لم تكن ترغبها أو تريدها، ولم تكن مستعدة لها، وأدى إلى التضييق على الدعوة فى كل مكان، وأدت تفجيرات تنظيمه إلى موت مئات المسلمين، ومئات آخرين من المدنيين من المسلمين وغير المسلمين.. وكلها دماء معصومة حرَّم الإسلام إهدارها.
والغريب فى الأمر أن حركة حماس كانت أكثر ذكاء من بعض الإسلاميين فى مصر، إذ إنها تحارب فكر القاعدة فى غزة وتقبض على أفراده، لأنهم ببساطة يكفرون حماس ويقتلون بين الحين والآخر بعض قياداتها، وقد تكون قيادتها لدولة جعلتها أكثر وعياً من الإسلاميين فى المعارضة.
فلا بد أن نفرق بين التعاطف الشخصى والتعاطف الفكرى، لأن التعاطف الفكرى، سيؤدى إلى التبرير الفكرى، ثم الانضواء الفكرى لتتكرر الأخطاء وندور فى دورتها التى لا تنتهى أبداً.
إننى أخاف على الفرصة الرابعة أن تضيع من الإسلاميين كما ضاعت الثلاث.. ووقتها سنعزو ذلك إلى نظرية المؤامرة التى يعشقها البعض، ناسين أننا وقعنا فى خطأ أساسى، وهو تركنا فقه الأولويات وفقه المصالح والمفاسد.
*من قيادات الجماعة الإسلامية

رأي المدون

نقطة نظام
أعتقد أن أكثر الأحزاب تنظيما هو حزب الحريه والعداله ( الإخوان ) وإنه من المفروض لأي تنظيم منضبط أن لا يترك أعضاءه فرحين بما وصلوا إليه ويترك العنان لأفكارهم الشخصيه بالتجول في عقول الشعب مره بالخوف وأخرى بالريبه .
يجب أن يكون هناك متحدث رسمي وحيد يتكلم بإسم الجماعه في الشئون الخططيه ووالفكريه ولا يسمح لمن هب ودب أن يتكلم بإسم الجماعه .
مع إنني مقدر مدى النشوه التي يشعر بها أعضاء الجماعه ولكن في رأيي أن ذلك سوف يضيع الفرصهالرابعه لهم بشئ من الغباء.
وحتى إن لم يحدث ذلك الأن فإنه إن إستمرت هذه الطريقه سوف يحدث بعد الدوره الأولى من الرئاسه أي بعد 4 سنوات فهل تريدون أن تفقدوا الشارع المصري وهو شعب الوسطيه في الإسلام ؟
                                                                                    التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق