شريط البيبي سي

السبت، 14 مايو 2011

إلي أين أنتم زاحفون




بينما كنت أتصفح شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك لفت انتباهي فيديوا  رفعه احد الشباب المتحمس وفيه وصف تفصيلي لكيفية زحف الثائرين من مصر إلي القدس بالأضافة الي صفحات عديدة تروي نفس السيناريوا ولاحظت ان الفكرة لاقت استحسانا كبيرا من قبل الزائرين.      
حينها سألت نفسي هل يعلمون كم ستستغرق تلك المسافة وهل هم مدربين علي قطع تلك المسافات !  وهل سيتحركون في مجموعات ام كتلة واحدة ! وكيف اذا دخلو غزة واصبحوا تحت رحمة اللطيران الإسرائيلي هل سنتعامل بمبدأ (ميقدروش يضربوا كل دول) علي افتراض ان عندهم مباديء انسانية تمنعهم او قوي دولية تضغط عليهم وماذا سيكون موقف الجيش المصري وقتها هل يتدخل لينقذ أبناءه الذين اقحموا انفسهم في معركة خاسرة  فيضطر للدخول في  حرب غير مستعد لها بأي حال من الأحوال ام يقف موقف المتخاذل و ابناؤه يسحقون امام عينه لم اجد اي اجابة تقنعني غير أن هذه فانتازيا من خيال مؤلفها اخشي ان تكون عواقبها وخيمة.      كثير من الذين قرؤوا هذه السطور سيسخطون  ويصبون جم غضبهم علي ولكني أسئلهم ان يكملوا مقالي إلي اخر سطوره فأنا مثلي مثلهم تربيت علي هذا الحلم الجميل يوم تطهير الأقصي الأسير من أيدي الصهاينة الملاعين.لكن اجيبوني با الله عليكم لماذا نحن هكذا نرفض ان نعمل ونطور ونبتكر ودائما ما نتعجل الأمور ومهما انهكنا أجسادنا لا نحاول إجهاد عقولنا ؟. هل ونحن نأتي بطعامنا وشرابنا وملبسنا وركوبنا من صنع أيدي غير أيدينا ننتظر النصر! أليس الله من قال (وأعدوا لهم ما استطتعتم من قوة), إننا يا سادة نشتري سلاحا من عدونا ونريد ان نحاربهم به بل ونهزمهم أيضا  أليس هذا هراء!. أليس الله الذي قال (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون). فهل يستوي من يستورد الإبرة والقلم  بمن قام  بغزو الأرض برا وبحرا وجوا ثم غزى الفضاء الأوسع ولا يتوقف عن العمل, واذا عدنا إلي الوراء قليلا وتذكرنا حرب اكتوبر المجيدة سنجد ان أعظم ما فيها هو الفكرة  المصرية العبقرية بإختراق الرمال بقوة الماء ورغم ان طائرات وصواريخ ودبابات غيرنا والتي كانت معنا قد انتصرت عليهم في البداية لكنها توقفت  أمام تطور التسليح الأمريكي ولم تستطيع ان تكمل بعد العبور فو الله لولا تخلفنا الصناعي  لكنا وصلنا إلي ابعد من ذلك بكثير, وإذا عدنا  للوراء أكثر وأكثر وتذكرنا خندق سليمان الفارسي وخداع خالد في مؤتة الذي انقذ جيش المسلمين وكيف كنا نحارب بعقولنا فينصرنا الله نصر مؤزرا. إن أكثر ما يدعوا للدهشة والقلق أننا نفكر في الثروات التي في أعماق برنا وبحرنا ونرفض التفكير في الثروات التي  في اعماق عقولنا.حتي عندما نتحدت عن تلك الثروات فنحن نتحدث عليها كلمكبل بالأغلال فإننا لانملك العلم الذي يمكننا من استخراجها ونعتمد علي غيرنا في إستخراجها وإن كان لايملك مثلها فقد اصبح شريكا لنا فيها وان كان يمتلك فسيأتي اليوم الذي ينعم فيه بثرواته ,بينما نبحث نحن عن شمعة نضيء بها ظلام دنيانا,  نادمين اننا أبينا من قبل ان نبحث عن شمعة تضيء بها ظلام جهلنا.    
إن النصر لا يأتي إلا بالعلم و تفوق العقول وقد تأخرنا في هذا كثيرا  بسبب تخاذلنا وفساد حكامنا ولقد حققت تلك الثوة العظيمة معجزتين الأولي اننا كسرنا حاجز الخوف والتخاذل والثانية اننا اسقطنا رأس الفساد وأذياله وأصبح لزاما علينا ان نعود للحاق بركب الحضارة وقبل ان نفكر في الزحف نحو المجهول علينا ان نفكر في العمل.ولا بد وان يكون هذا العمل في ثلاث محاور متوازية    
 المحور الأول: تنمية الثروة الزراعية والحيوانية, فالشعب الدي لايملك قوته لايملك قراره فقد حان الوقت لكي نعود لزراعة القمح والذرة والأرز و كفانا سنيناَ أضاعها المفسدون في زراعة الكاكا والكنتالوب وحتي نؤمن استغلال هذه الموارد لابد من حل فوري لمشكلة مياة النيل مع جيراننا الذين افسد النظام البائد العلاقة بيننا وبينهم, بل وإعادة استغلال المياه الجوفية اتي كانت تهدر في ملاعب الجولف (لذا أقترح أن يتم إلغاء كل تلك الملاعب وإستبدالها بملعب واحد داخل سجن طره حتي لا ينقطع السادة الفاسدون عن ممارسة هوايتهم التي جفت منها أرياقنا)  كما ينبغي علي الدولة البدء بالتفكير في تحلية مياة البحر كمورد مائي بديل متي سنحت لنا مواردنا الإقتصادية بذلك. 
 نأتي إلي  المحور الثاني والأهم وهو  البحث العلمي الذي يجب ان يتحرك في اتجاهين وهما تكنولجيا الهندسة العكسية وإدارة الإبتكار فهاتين أداتين قادرتين علي جعل مصر تلحق بركب التطور التكنولوجي كما فعلت من قبل دول شرق اسيا وبالفعل  هناك كثير من الأساتذة والباحثين بل وطلاب الهندسة المصريين الذين  أدركوا ان تلك مفاتيح التقدم وقطعوا اشواطا لا بأس بها في هذين الإتجاهين وما ينقصهم هو وقوف الدولة بجانبهم ماديا ومعنويا. فإن اهم ما كنا نفتقره في المرحلة الزائلة هو افتقاد القرار السياسي الشجاع. وعلينا ان نتعاون في هذا مع اخواننا الذين سبقونا في الإيمان (تركيا و ماليزيا) ونستفيد من تجرتهم الرئعة , ومن ثم نسخر كل تلك الأمكانات في إعادة إحياء دور الهيئة العربية للتصنيع الذين كان منوط به القيام بالصناعات الإٍستراتيجية الكبري ولنعيد شعار تلك الهيئة (وإعدوا لهم ما استطتعتم من قوة) الشعار الذي لا ينبغي ان يكون قاصر علي هيئة او حتي جماعة بل يكون شعارنا جميعا في المرحلة المقبلة وعندما نتمكن من صنع محرك السيارة المصري ومعالج الحاسوب المصري فما لاشك فيه سنتمكن من صنع قواعد الصواريخ والغواصات والطائرات المقاتلة .     
اما المحور الثالت فهو نشر الثقافة وأنا أدعو لإعادة إحياء مشروع الدكتور عمرو خالد (اقرأ) فإنه فرض عين  علي امة اقرأ ان تعود لتقرأ تقرأ التاريخ لتستنير من تجارب السابقين وتقرأ  الحاضر لتزداد وعيا, تقرأ في علوم الدين والدنيا معا.  فيها بنا نجعل (وأعدوا) و (اقرأ) وسيلتين وتحرير الأقصي هي الغاية,  فالغاية السامية لا تحقق إلا بالوسيلة الطيبة.     
فليكن هذا مشروعنا الذي لن يتحقق بدون  مثلث النجاح والضمان  مثلث يكون ضلعه الأول شعب حر أبي لن يعود مرة أخري شيطان أخرس وضلعه الثاني الديمقراطية الحقيقية في دولة لا يعلوا صوت فيها فوق سيادة القانون وقاعدته جيش نظامي وطني  قوامه من الشعب ليكون درعا للشعب يحافظ علي الديمقراطية ولا يمارسها ويحمي سيادة القانون.مشروع عظيم لا ينتظر إلي القائد المُخلِص او المهدي المنتظر بل يعتمد علي أمة واعية تعرف ما تريد ولا تدخر جهدا في سبيل تحقيق أهدافها.     
وأخيرا علينا ان ندرك اننا لن نترك نمضي في هذا المشروع العظيم بسلام فقد علمتني جدتي  (إن الحداية مابترميش  كتاكيت) فإنهم سيحشدون ثرواتهم و إعلامهم وأقلامهم وسمومهم أملين في تشتيتنا وتجوعينا وتسطيح عقولنا وزعزعة ايمانانا وامانانا. ساعين بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتدمير مشروعنا الذي يؤمنون بأن فيه تدميرا لمشروعهم فهما مشروعان لن يلتقيا مشروع الخير ومشروع الشر مشروع الحق ومشروع الباطل, لذلك نحن في حاجة ماسة لجهاز أمن قومي قوي ليتصدي لكل محاولات النيل من هذا الوطن وأحلام أبنائه وعقول مفكرية وأدبائه. كما نحتاج أيضا إلي علماء دين ينشرون الوسطية والإعتدال واحترام الأخر يذكرون الناس بأن الدين عمل وأن العمل الجهاد وأن الأخلاق أعلي مراتب الإيمان.    
فيا من تنادون إلي الزحف المقدس إعلموا ان هذا الزحف  لابد ان يبدأ بالزحف نحو المجد وحينها فقط سنكون قادرين علي  الزحف نحو القدس لندخل الأفصي سويا لنؤدي صلاة الشكر مرددين قول الوعد الحق (نْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا







تعليق المدون:


ربنا عرفوه بالعقل
كلنا نتذكر حادثه إعتداء إسرائيل على السفينه التركيه التي كانت تحمل بالمعونات إلى فلسطين والتي تناقلتها كل وكالات الأنباء وقتلت من قتل وجرحت من جرح ولم تعطي إسرائيل أي أهميه لكل ذلك ولم يهمها الرأي العام ولا غيره ....


ولنفترض أن تكرر هذا السيناريو مره أخرى على حدود مصر وتم قتل عدد كبير من المصريين نتيجة هذا الزحف .
ماذا ستكون نتائج ذلك ؟؟
الآتي:
1- وضع الجيش المصري في موقف صعب للغايه بين خيارين إما السكوت عن ذلك لعدم الإستعداد لدخول حرب غير مخططة مع العدو وما يترتب عليه من تحويل فرحة الثورة العارمه إلى ضعف وخنوع تجاه العدو .


2- الضرب لإستعاده كرامة وهيبة المصريين والجيش وبذلك التورط في حرب غير محسوبه  كما حدث في عام 1967.


هل هذا ما تريدونه أيها الزاحفون ؟؟


الرجل العاقل هو الذي يفكر في أفعاله قبل أن يتفذهاومعرفة ما سوف يترتب عليها ويتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب


عودوا إلى رشدكم..


                                                      التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق