شريط البيبي سي

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

جيل مبارك مشى جنب الحيط .. و جيل الثورة مشى علي الحيط

- داليا العقاد
 
 بعد أقل من 24 ساعة على «موقعة العلم» بحسب مستخدمى تويتر، التى
انتهت بقيام أحمد الشحات بحرق العلم الاسرائيلى أعلى مبنى السفارة واستبداله بالعلم المصرى، قام الرسام البرازيلى كارلوس لاتوف «رسام الثورة» برسم كارتونى يشبه هذا الشاب بالرجل العنكبوت ــ الشخصية السينمائية المعروفة وبلغ عدد المشاهدين للكارتون من مستخدمى تويتر نحو 14 ألف زائر فى أقل من أربع ساعات.

وقال وائل غنيم الناشط السياسى تحت عنوان «الرجل العلم» أن هذا الشاب هو نفسه الذى أذهل الثوار فى ميدان التحرير، عندما صعد أعلى عمود إنارة بالقرب من ميدان التحرير حاملا علم مصر»، وعلقت «إيمان» إحدى مستخدمات تويتر قائلة «شىء مذهل أن يصعد شاب 14 دورا بارتفاع 70 مترا كنوع من الاحتجاج السلمى على قتل 4 مجندين مصريين داخل الحدود المصرية، ببساطة لقد جعلنا ننظر إلى أعلى». «موقعة العلم ستخلد فى تاريخ مصر بحروف من نور، شكرا للرجل العلم، شكرا من كل قلب مصرى، ومن كل أم مصرية اهتز قلبها فرحا بإنجازك» كان هذا تعليق سلامة عبد الحميد أحد مستخدمى توتير، وقال آخر «مبارك حط السفارة فى اخر: الدور وقال يمشى جنب الحيط وشباب الثورة عرف مكان السفارة، ومشى على الحيط».

وحاول البعض استغلال هذه الموقعة فى الترويج السياحى لمصر على تويتر بالقول «تعالى زور مصر، شاركنا فى الثورة وشاهد بطلنا الخارق الرجل العلم يمشى على الحيطان»، وقال «محمد السيد»: «امشى، ثور، حارب، اصعد مثل المصريين».

«واللى يتاخد علمه من على سفارته ممكن يتاخد منه أى حاجة» كان أحد التعليقات الساخرة من مستخدم توتير يسمى مصرى، وقال فى تعليق آخر «بالطول والعرض جبنا العلم الأرض».

رأي المدون:

هذاا هو شعب مصر .... في هذا الموقف نستعيد رأي رئيس وزراء إيطاليا في المصريين بعد تنحي مبارك وإنتصا الثوره
مصرلم تأتي بجديد ... إنها تصنع التاريخ كما هي عادتها .

التاريخ يسجل

السبت، 20 أغسطس 2011

إلا الجيش

إلا الجيش
  بقلم   على السيد    ١٩/ ٨/ ٢٠١١
لم يتعرض الجيش المصرى، بأفراده وضباطه وقادته ومجلسه لمأزق كبير وخطير منذ نكسة ١٩٦٧، مثلما يتعرض هذه الأيام ، فالجيش المقاتل وجد نفسه فجأة وبلا تخطيط منه، فى بحر متلاطم الأمواج، متعدد الرؤى ومتناقض الانتماءات، بحر يسبح فيه الناس كل حسب هواه، ويرفضون التلاقى عند شاطئ واحد، أو حتى التجمع قرب شاطئ واحد. الجيش، أى جيش، لا يعرف العمل إلا بخطة محكمة، ليس فيها رؤى متصارعة ومتضاربة، ولا يعرف سوى أن يصيب هدفه بدقة متناهية. الجيش المصرى الذى عرف كيف يقاتل الأعداء بجلد فى حرب الاستنزاف وبذكاء فائق فى حرب أكتوبر فى موقف لا يحسد عليه الآن. إذ يتعرض كل يوم لنقد جارح وسب مهين من كثيرين مازلنا حتى اللحظة نشك فى انتماءاتهم، وما إذا كان ولاؤهم لـ«رب المال»، أم لوطن ينتظر أعداؤه بشغف متى يغرق فى الفتنة.

ربما لا تعرف، كما لا أعرف، لماذا كل هذه الإهانات والتجريح؟ ولحساب من؟ فأنت رأيت بعينيك أن جيشك العظيم لم يطلق رصاصة واحدة على صدر مواطن، مثلما يحدث الآن فى ليبيا وسوريا واليمن، وتعرف أن جيشك الباسل لولا أنه انحاز إلى الشارع المصرى ما سقط النظام، ولولاه لـ«بقينا» حتى اللحظة غارقين فى حمام من الدماء أو ضائعين وسط محاكمات استثنائية لكل من خطط ودبر، لما كان سيسمى الانقلاب على الحكم.
ووقر فى يقينك أن قادة الجيش جلسوا مع الكبار والصغار واستمعوا لكل من كان لديه وجهة نظر، وتحملوا الكثير من الرذالات والتناقضات والثرثارات الفارغة والسفسطة المقيتة، ووسعوا صدورهم إلى أقصى مدى، حتى ظن الصغار أن هذا ضعف، فراحوا يمارسون الابتزاز ليحصلوا على «مزايا خاصة جدا»، وحين لم يجدوا من يوافقهم سبوا وهاجموا ورفعوا أصواتهم بـ«العواء». وأنا أعرف أن الثوريين الأتقياء يقدرون الدور العظيم الذى لعبه الجيش المصرى منذ ٢٥ يناير وحتى اليوم، ويعرفون مدى دعمه لنجاح الثورة، ويدركون أنه لولا قيادة الجيش للبلاد لدخلنا فى «فوضى عارمة»، ولتحول البلد إلى ميليشيات تتصارع على السلطة،
 فهل كنت ستقبل بمجلس رئاسى لا تعرف منه أحداً، وهل كنت ستوافق على أن يحكمك أشخاص لم تسمع عنهم من قبل وتشك فى أفكارهم وميولهم وانتمائهم، ثم ماذا لو لم يتسلم السلطة رجال عرفوا طوال تاريخهم العسكرى أنهم يفتدون الوطن بأرواحهم، هؤلاء الذين حملوا الأمانة، ومازالوا، وليس من بينهم طامع فى السلطة أو عميل لغير الوطن، فلماذا يهاجم هؤلاء إذن رغم أنهم عملوا طوال الفترة الماضية، وفقا لما سمعوا وحللوا، ووفقا لما تقتضيه المصالح العليا للبلاد، ووفقا لما تمليه عليهم ضمائرهم اليقظة.
وإذا كان البعض وصل إلى درجة من السخف والاستخفاف بعقول الناس وراحوا يعملون على الفصل بين «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» والقوات المسلحة، باعتبار أن الأول يحكم البلاد الآن ، وأن سبه وإهانته أو نقده لا علاقة لها بالجيش فهذا «غباء بيّن» وتحايل رخيص، لأن المجلس هو مجلس أعلى للقوات المسلحة وليس لرئاسة الجمهورية، مجلس أضيف إلى أعبائه الجسيمة عبء خطير وهو قيادة البلاد فى ظرف مؤقت واستثنائى.
 المجلس الأعلى، كما أوضح قادته منذ اللحظة الأولى، هو مجلس يدير شؤون البلاد، وفى الوقت نفسه هو مجلس أعلى للقوات المسلحة المصرية. ومن الجهل أن نقول إن المجلس الأعلى يقوم بعمل رئيس الجمهورية، لأن هذا غير صحيح بالمرة، والصحيح أن المجلس «يدير» البلاد إلى أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وكل ما يصدر عنه من مراسيم وقرارات هو من أجل «العبور» من المرحلة الحالية، إلى حيث يشرع البرلمان ما يشاء من قوانين، ويكون «جمعية تأسيسية للدستور»، بل يحق له أن يلغى كل ما صدر فى المرحلة السابقة من قرارات وقوانين إن رأى أنها غير مناسبة فى مرحلة الاستقرار. وكل ما قدمه المجلس الأعلى هو اجتهادات قد يخطئ فى بعضها، وقد يصيب فى بعضها الآخر، لكنها فى النهاية اجتهادات القصد من ورائها نبيل.
فقبل ٢٥ يناير لم يكن أحد يجرؤ على نقد «الجيش»، بل لم يكن مباحا حتى مديحه إلا بإذن، وهكذا تفعل معظم بلدان العالم بما فيها الدولة العريقة فى الديمقراطية. الجيوش «خط أحمر» لا يجوز الاقتراب منه لأنها عالم لا يناقش أموره أو مشاكله إلا رجاله العارفون والموثوق فى ولائهم. فتسريب معلومة واحدة عن جيش ما يمثل كارثة كبرى فى النظام العسكرى، والجيش لا يدخل فى علاقة مباشرة مع المدنيين إلا عند الكوارث ويتدخل دائما فى اللحظة الحاسمة وللصالح العام، وهكذا فعل جيشنا.
تولى الجيش مهام حفظ الأمن فى ٢٨ يناير، ثم مهام إدارة شؤون البلاد بعد تنحى مبارك، وبدلا من أن نقدم له الشكر والامتنان قدمنا له الطعنات الغادرة، ونسينا أو تناسينا أن المجلس الأعلى هو الكيان الكبير لقواتنا المسلحة والمعبر عن جيشنا العظيم، ومن المستحيل الفصل بين الجيش ومجلسه الأعلى.
وإذا كنت متابعا لـ«تويتر، وفيس بوك» فستسمع وتقرأ أقذع أنواع «السباب» وليس النقد. «سباب وتهم» لا تصلح إلا للأعداء، فما بالنا إذا كانت موجهة لأشخاص فى المجلس العسكرى، بل لم يسلم المشير حسين طنطاوى، الذى لم يكن متاحا لأحد أن «يمتدحه»، فما بالنا بأن يتم الأساءة اليه الآن. وأنا لن أتوقف طويلا أمام الإهانات الجارحة، ولكنى سأتوقف أمام الهدف الجهنمى من وراء سب الجيش وقادته، انظروا معى إلى ما كتب على «جروب» يطالب بنقد أعمال المجلس العسكرى:
١- «إيماناً منا بحرية التعبير عن الرأى. وإيماناً منا بأهداف ثورة ٢٥ يناير التى قامت لتسقط عمليات القمع المستخدمة ضد شباب مصر الأحرار. فنرجو قبول الدعوة بانتقاد المجلس العسكرى الذى يعمل عمل رئيس الجمهورية ويتمتع بصلاحياته وانطلاق التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر يوم الجمعة ١٩/٨».
٢- «المطلوب من كل شخص يكتب ٥ جمل أو أكثر على صفحته الشخصية هذا اليوم ينتقد فيها أعمال العنف التى يستخدمها المجلس العسكرى ضد الثوار والثورة أو يصور فيديو ينتقد فيه المجلس وينشره على اليوتيوب».
٣- «المجلس العسكرى يعتقل الثوار ويحاول قتل الثورة لأنه يخشى من فتح ملفات فساده.. كما أنه بعد أن ذاق طعم السلطة.. فلا يريد العودة إلى الوقوف كطابور تشريفات لأى رئيس، كما كان يفعل أيام مبارك ... ولماذا لا يستمرئ السلطة وهى قد أتت له على طبق من فضة مقدمة من الثوار، الذين أغمضوا عيونهم حينها عن حقيقة أن المجلس هو جزء من نظام مبارك الذى طالبوا بإسقاطه لا إسقاط مبارك وحده».
ستلاحظ أن هذه الدعوات تحريض رخيص على الجيش، وستجد مطالب بنقده بدون وقائع، أى مجرد «سب وقذف»، وستلاحظ أن تهم العنف الموجهة للمجلس لا تعرف مع من كانت؟
وهل هو عنف مبرر أم دفاع عن النفس أم عنف للعنف، أم أن الأمر «محض افتراء»، وستلاحظ أيضا أن «التحريض» وهو تهمة يعاقب عليها القانون، أصبح من أسس «حرية الرأى». الأخطر هو ما جاء فى الفقرة الثالثة، وبالتحديد السطر الأخير من هذه الفقرة الذى يعتبر المجلس جزءا من «نظام مبارك» كان ينبغى إسقاطه أيضا، هنا تفهم المغزى الحقيقى من وراء الحملة المدبرة والمنظمة على قواتنا المسلحة، وهو إسقاط هذه «المؤسسة الحامية والحارسة» للوطن.. لماذا؟
 لكى تعم الفوضى، وتنتشر الاضطرابات، وتتفشى الصراعات ويتفكك الوطن تماما كما حدث فى العراق، حين سقط النظام كان القرار الأول هو «حل الجيش» ليحل الخراب والدمار، فحل الجيش معناه إسقاط الدولة وليس النظام فقط، إذ لا يمكن إحداث فوضى فى بلد ما وجيشها قوى وقادر على قيادة البلاد، ومنع سقوط الدولة أو انهيار المؤسسات كما حدث فى العراق الذى لو ظل جيشه لظلت الدولة، لكن أعداء العراق أرادوا أن يدمر البلد بالكامل فكان لهم ذلك بـ«حل الجيش».
وتأمل معى «التهم المجانية» التى توجه إلى «قادة خير أجناد الأرض»:
«إنهم يعتقلون الثوار، لكى لا يتم كشف فسادهم»، فتسأل من هؤلاء الثوار ومتى تم القبض عليهم ومن قبض عليهم، لتكتشف سريعا ألا شىء من هذا حدث، ثم تسأل كيف عرف هؤلاء «من مجهولى النسب والهوية، على «فيس بوك» بالفساد الذى ارتكبه أعضاء المجلس الأعلى، وكيف يمكن اتهام «كل قادة جيش مصر» بالفساد؟
 اللهم إلا إذا كان مطلق التهمة يريد تدمير سمعة جيشنا العظيم لـ«حساب جهات ودول وأنظمة» تريد لنا الخراب الدائم.فلا أحد يستطيع توجيه تهمة «لشخص عادى» إلا بدليل قاطع يقدم لجهات التحقيق، وهى وحدها التى تفصل فى «التهمة»، و بما أن الجيش وحده من يمتلك «صندوق أسراره» وهذا حقه لا ينازعه فيه أحد، فلا يمكن توجيه مثل هذه التهم «البشعة» لقادته، وتوجيهها ليس مجرد «سب وقذف» بل جريمة ترقى لـ«الخيانة».

رأي المدون :

يجب أن نؤكد على حقيقه هامه .... هي أن الجيش في مصر الأن هو العمود الفقري لجسد الامة المصريه و إذا إنهار ينهار الجسد كله
مطلوب الأن التأكيد على عدة حقائق :
أولا : أن الديمقراطيه المطلوب ممارستها لا يجب أن تمارس الان على الجيش الذي يحكم لفتره إنتقاليه ثم يقوم بتسليم السلطة إلى الشعب .
ثانيا : يجب أن يكون هناك العذر الكامل للمجلس العسكري لأنه يحكم في فترة شديدة الحساسيه ( بعد الثورة ) ويجب أن نترك له الفرصه كامله لترتيب الأوراق التي إن لم تعجبنا مستقبلا فسوف نغيرها عن طريق الديمقراطيه .
ثالثا : كل المطلوب من المجلس العسكري الأن هو أن يقوم بوضع خطة زمنيه دقيقه لتسليم السلطة إلى الشعب في أقرب وقت لمنع التصادم المقصود أو غير المقصود بالقوى السياسيه الموجوده على الساحة متباينة الأغراض والأهداف .
أويدك يا أستاذ / علي السيد في عنوان مقالك ( إلا الجيش )
التاريخ يسجل

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

«الفرعون» يتحدث..! «١»


«الفرعون» يتحدث..! «١»

  بقلم   مجدى الجلاد    ١٧/ ٨/ ٢٠١١

آآآآه.. صدرى يضيق.. أريد هواءً نقياً.. ما هذا السقف؟! إنه يحجب عنى الأفق.. أريد أن أغادر هذا القفص.. أليست هذه «أكاديميتى»؟!.. نعم.. ولكننى لمحت اللافتة وأنا فى طريقى إلى القاعة «أكاديمية.. للأمن».. شالوا اسمى.. لا.. بل شطبوه، دون أن يعلقوا لافتة جديدة.. آآآآه.. أشعر بأن الأعين تمزقنى.. تلك الوجوه أعرف بعضها.. ولكنها تبدلت.. نظرات الرضا والاسترضاء تحولت إلى سهام انتقام وكراهية وتشف.. ماذا فعلت كى يحدث لى كل هذا..؟!!
يقولون إننى كنت ديكتاتوراً.. مستبداً.. ظالماً.. عنيداً.. وفاسداً.. ياااه.. كل ذلك.. يبدو أنهم فقدوا عقولهم.. هل نسوا ما قدمت لمصر.. هم الذين خانوا العهد.. انقلبوا علىّ.. والآن يريدون إعدامى.. يبدو أننى سأموت قبل صدور الحكم.. أشعر بأننى أموت ببطء.. ولماذا أعيش وقد زال ملكى، وأصبحت محاكمتى قصة تروى فى العالم كله.. فهل لمثلى أن يهان بعد أن أعزته السلطة؟!
يراودنى إحساس قاتل.. الغصة فى حلقى تكاد تقبض روحى.. يبدو أننى بشر.. إنسان.. أمس فقط دخلت الحمام.. فعلت مثلما يفعل الناس.. هل مات الإله الذى كانت تنحنى تحت قدميه الرؤوس.. أين من كانوا يصلون صوب قبلتى، ويسبغون علىّ عبارات التقديس.. كنت لا أتكلم.. وهل تتكلم الآلهة.. كان حولى من يجيدون قراءة إرادتى وتنفيذ مشيئتى.. أين ذهبوا.. هل وضعوهم فى السجن مثلى.. أى شعب ذاك.. هل سيقوى على الحياة بدونى.. لمن سيقدم فروض الولاء والطاعة.. لمن سيصلى غيرى؟! آآآآه.. هل تدخل الآلهة القفص؟! لا.. لست إلهاً.. أنا إنسان.. بشر.. مثل كل المتحلقين حولى.. لست إلهاً لأننى خائف الآن.. الآلهة لا تخاف.. الآلهة لا تتحول إلى «فرجة» على الشاشات.. الآلهة لا تسقط من عروشها..!
أتذكر الآن لحظة البداية.. كنت إنساناً بسيطاً.. كان لون أرض «كفر مصيلحة» لايزال فى بشرتى.. كنت أدرك أننى أصغر من مقعد الحكم.. منحنى الله نعمة كبيرة.. مصر ليست دولة عادية.. وأنا الرئيس.. كنت صادقاً حين قلت فى خطابى الأول بمجلس الشعب «هيه مدة واحدة.. الكفن ليس له جيوب».. والله كنت صادقاً..
ولكن أشياء كثيرة تغيرت حين دلفت إلى القصر الجمهورى.. رجال القصر والمسؤولون فى كل المواقع يتوضأون قبل الوقوف أمامى.. الأناشيد ومهرجانات المديح تقام تحت قدمى.. أرفع إصبعى فتدنو لى الدنيا.. أومئ برأسى فتطير رؤوس وتنحنى رؤوس وتعلو رؤوس وتهبط رؤوس.. كنت أنهرهم، بعنف.. وكان صوت بداخلى يريد أن يصرخ «لست إلهاً».. ولا حتى «نصف إله».. شعرت فى البداية بأننى إنسان غير عادى.. زعيم ملهم.. كان صعباً أن أخطئ.. ثم بات مستحيلاً.. ثم بدأت أشعر بأننى لا أنطق إلا بالحكمة.. كنت أقول رأياً فتلتهب الأكف تصفيقاً.. كنت أنطق بكلمة واحدة فتتحول إلى نص مقدس..!
سنوات قليلة.. وبدأت ألحظ أننى مختلف عن الجميع.. يبدو أن الأقدار رسمت لى مصيراً مختلفاً.. يبدو أننى «نصف إله» حقاً.. ويبدو أن السماء أرسلتنى فى هذا الوقت تحديداً إلى مصر رسولاً ونبياً.. يقولون لى إن هذا الشعب كان سيموت جوعاً لولا تصريفى للأمور.. ويقولون لى إن الوحوش كانت ستلتهم مصر لولا حكمتى..
ويقولون لى إن بصيرتى ملأت البطون وغرست العلم فى العقول.. تدريجياً نسيت أيامى الأولى.. نسيت كفر مصيلحة.. نسيت الحرب والطائرات.. ومازلت أذكر كلمات أحدهم بعد خطابى الأول «كفن إيه يا ريس.. إنت فى مهمة مقدسة.. البلد كان هيروح فى داهية لولا حكمتك».. قالها.. ثم انحنى مقبلاً يدى وكاد يسجد لتقبيل حذائى، لولا خجلى الريفى.. وحين خرج.. نظرت إلى المرآة، فاكتشفت أن لون أرض «كفر مصيلحة» زال من بشرتى..!
أسمع الآن صوتاً يأتينى من بعيد.. المتهم فلان الفلانى.. آه.. أنا هنا فى القفص.. «موجود».. هكذا رددت على القاضى..!



رأي المدون:

((أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)) المائدة32
صدق الله العظيم

التريخ يسجل

الاثنين، 15 أغسطس 2011

أشباح الفتنة الكبرى

بقلم: فاروق جويدة
 14 اغسطس 2011

أشباح الفتنة الكبرى


لا أحد يعلم الآن عدد التجمعات الشبابية التى خرجت من ميدان التحرير بعد نجاح ثورة 25 يناير.. هناك من يقول إن ميدان التحرير افرز 18 ائتلافا، وهناك آراء أخرى تقول إنها 32 ائتلافا، وهناك مبالغات وصلت بعدد الائتلافات إلى 220، وهذا بالتأكيد رقم مبالغ فيه.. المهم أن الشعب الذى توحد يوم 25 يناير وظل صامدا 18 يوما فى الميادين حتى سقط النظام، هذا الشعب نفسه هو الذى تفكك الآن وأصبح شيعا وأحزابا..

كانت الأزمة الحقيقية التى صنعها الإعلام فى عهد النظام السابق هو ما يسمى الفتنة الطائفية وهى صناعة أمنية إعلامية محلية تداخلت فيها عناصر الصحافة والفضائيات وأمن الدولة وحشود الأمن المركزى ووصل بها الحال إلى تدبير الجرائم وتجنيد البلطجية وإحراق الكنائس وقتل الأبرياء، كل ذلك من أجل إيجاد حالة من الرعب والإزعاج والخوف بين المواطنين من أجل هدف واحد هو بقاء النظام والسلطة الغاشمة وسيطرة جهاز الأمن على كل شىء فى أرض الكنانة..

كان النظام السابق بارعا فى تدبير كل هذه الأشياء وارتكاب كل هذه الجرائم التى شغلت المصريين زمنا طويلا وأصبح الحديث عن الفتنة الطائفية ولقاءات عنصرى الأمة واجتماعات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر وبابا الكنيسة يمثل طقوسا يومية وسنوية وفى جميع المناسبات من أجل حماية الوطن من هذه الكوارث التى تهدد أمنه واستقراره..

لم يخل خطاب لرئيس الدولة السابق طوال ثلاثين عاما من الحديث عن كارثة الفتنة الطائفية والصراع الدينى الذى يهدد أمن مصر وسلامتها.. أصبح حديث الفتنة الطائفية هو القضية الأساسية فى مصر على كل مستويات العمل السياسى والنشاط الدينى والأمنى والاقتصادى محليا ودوليا وابتلع المصريون الطعم وكبرت الكارثة حتى إنها تحولت إلى حرائق للكنائس وقتلى فى الشوارع وأصبحت مصدرا للصحافة العالمية التى تتحدث عن مستقبل مصر الغامض فى ظل هذه الفتنة.. وظهرت مراكز أبحاث محلية ودولية تتحدث عن الأقلية القبطية المظلومة فى مصر والمد الإسلامى الذى تجاوز كل الحدود والجرائم التى يشهدها الشارع المصرى كل يوم ولاشك أننا صدقنا ذلك كله بل وشاركنا فى تجسيد هذا الشبح الذى يطارد المصريين فى كل مكان حتى أصبح جزءا من واقعنا البغيض.

كانت حرائق الكنائس صناعة أمنية وكان آخرها حريق كنيسة القديسين فى الاسكندرية ليلة رأس السنة مع بداية هذا العام وقبل انطلاق الثورة بأيام قليلة ويومها تحول كل بيت فى مصر إلى جنازة للمسلمين والأقباط معا ولم نكن يومها نعلم أن أجهزة الأمن قد استغرقتها المسرحية الهزلية التى تقدمها كلما طلب النظام ذلك حتى يعيش المصريون فى حالة رعب دائم..

وإذا كان شبح الفتنة الطائفية بين عنصرى الأمة قد اكتشفنا حقيقته رغم علمنا أن هناك أسبابا تتطلب منا الحذر إلا أن قيام ثورة يناير كشف أمامنا حقائق كثيرة حول هذه المؤامرة الأمنية السخيفة.. بعد قيام ثورة 25 يناير توحد الشعب المصرى بكل طوائفه وفئاته وكان مشهد الصلاة الجماعى بين المسلمين والأقباط شهادة ميلاد جديدة لشعب عرف التوحيد قبل الأديان ولم يعرف يوما خصومات فى الدين وعاش المسلمون والأقباط على ضفاف نيلنا الخالد أخوة متحابين.. كنا نتصور أن ثورة يناير ورحيل النظام السابق بكل رموزه الأمنية والسياسية قد أغلقت ملف الفتنة الطائفية وأن الشعب الذى انصهر وتوحد واختار طريقه فى ميدان التحرير سوف يبدأ رحلة جديدة نحو مستقبل جديد.. خرجنا من ميدان التحرير يوم رحيل رأس النظام شعبا واحدا متماسكا متحدا على هدف واحد وبعد شهور قليلة وجدنا نفس الميدان الذى توحدنا فيه وقد أصبح ميدانا للانقسامات والاعتصامات والطوائف والغريب أننا لم نعد مسلمين وأقباطا فقط ولكننا أصبحنا نواجه فتنة كبرى بين المسلمين أنفسهم..
لم تعد القضية هى الفتنة الطائفية بين الأقباط والمسلمين ولكنها أصبحت فتنة أكبر بين تيارات إسلامية تؤمن بنفس العقيدة وتقيم نفس الصلوات وترفع راية محمد عليه الصلاة والسلام وترتل القرآن الكريم وفى شهر الصوم تنطلق مواكب الرفض والإدانة والتشكيك والتخوين والعمالة وكلها تحت راية الإسلام..

نحن الآن أمام مشهد عجيب يحتاج إلى دراسات نفسية وسياسية ودينية وقبل هذا كله دراسات سلوكية وأخلاقية.. بماذا نفسر هذا العدد الضخم من التجمعات الإسلامية التى ظهرت بعد ثورة يناير وجاءت ومعها هذا الكم الرهيب من الخلافات والصراعات والمعارك.. هناك تجمعات دينية نسمع عنها لأول مرة فلا هى كانت تعكس تواجدا دينيا حقيقيا من حيث الدور والأثر فى الشارع المصرى ولا هى كانت صاحبة دور سياسى سواء كان معارضا أو مؤيدا للنظام السابق.. ولا أحد يعرف كيف نشأت هذه الجماعات وكيف كبرت وتوسعت.. كل ما كنا نعرفه أن هناك جماعة الإخوان المسلمين وهى جماعة دينية سياسية نعرف كل تاريخها ومعاركها مع الأنظمة السياسية المختلفة سواء قبل ثورة يوليو 1952 أو بعدها..

كلنا يعرف قصة الإمام الشهيد حسن البنا مع النظام الملكى واغتيال قائد الجماعة.. وكلنا يعلم شهداء الجماعة بعد ذلك الشهيد سيد قطب وعبدالقادر عودة والصراع التاريخى بين الجماعة وثلاث مراحل من تاريخ مصر المعاصر مع عبدالناصر والسادات ومبارك.. وكلنا يعلم تاريخ الإخوان المسلمين وقد نتفق أو نختلف حول نشاطها ودورها ومعاركها ولكن هناك كيانا موجودا ناضل وتحمل وشارك وأصاب وأخطأ.. وكلنا يعترف أن الإخوان حققوا تواجدا سياسيا واضحا وصريحا فى السنوات الماضية وفى ظل نظام قمعى جائر.. هذه كلها حقائق ثابتة..

ونحن نعلم أيضا أن الصوفية فى مصر تاريخ طويل منذ مئات السنين وهى أكبر وأقدم تجمع دينى فى العالم الإسلامى وليس فى مصر وحدها.. والصوفية لها مكانة خاصة حتى الذين اختلفوا معها فى النهج والغاية.. إلا أن للصوفية مكانة خاصة فى وجدان المصريين بل والمسلمين فى كل بلاد الدنيا.. ولا نستطيع أن نفصل هذه المكانة عن رموز الصوفية الذين عاشوا فى مصر ابتداء بالإمام البوصيرى وابن الفارض والسيد البدوى وأبوالحسن الشاذلى وإبراهيم الدسوقى وكلهم من أولياء الله الصالحين رضوان الله عليهم.. ومع هؤلاء كان وجود آل البيت رضوان الله عليهم سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة ومن دفن فى مصر من آل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.

ولم يمنع وجود الصوفية فى مصر من وجود رموز إسلامية عظيمة مثل ضريح الإمام الشافعى رضى الله تعالى عنه.. كانت فى مصر مقبرة شهيرة تضم أولياء الله الصالحين وهى مقابر الصوفية وعندما انشأ النظام السابق طريق المحور أزال الجزء الأكبر من هذه المقابر وكان من بينها مقبرة ابن خلدون عالم الاجتماع الكبير.. وتم هدم مقابر الصوفية لإنشاء طريق المحور..

ومع الصوفية وتاريخهم الطويل فى مصر كانت هناك جماعات إسلامية فى فترة السبعينيات أخرى مثل أنصار السنة المحمدية وكانوا الأقرب للسلف الصالح.. وكانت هذه التيارات الدينية بعيدة تماما عن السياسة فلم يعرف عن الصوفية أنهم اقتربوا من العمل السياسى وكذلك أنصار السنة..

وعندما ظهرت التيارات الدينية المتطرفة مثل الجهاد والجماعة الإسلامية كان واضحا من البداية أن هذه التيارات تحمل أهدافا ومشروعا سياسيا وإن تخفت وراء الدين.. ومن هنا كان اختيارها للعنف طريقا وهو الذى انتهى بها إلى جريمة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات..

الغريب أننا بعد ثورة 25 يناير وجدنا مشهدا جديدا على الساحة السياسية فى مصر، حيث ظهرت جماعات سياسية متعددة الألوان والرؤى وإن حملت الفكر الإسلامى، والأغرب من ذلك أن هناك جماعات مثل الصوفية لم تكن لها علاقة فى الماضى بالعمل السياسى وقررت أن تدخل الساحة السياسية.. وخرجت جموع التنظيمات السياسية التى مارست العنف فى فترات سابقة لتعلن قيام أحزاب سياسية شرعية تمثلها.. وحتى هذه اللحظة ليس هناك اعتراض على ظهور هذه الجماعات ورغبتها فى دخول الساحة السياسية مثل كل القوى ولكن الغريب حقا أن هذه الجماعات بدأت نشاطها بفتح أبواب واسعة لصراعات دينية بينها وأن غلفتها بواجهة سياسية.. وهنا أيضا بدأت عملية استقطاب بين هذه الجماعات.. والأخطر منذ ذلك كله أن بوادر هذه الخلافات تقترب كثيرا من مناطق الصراع ولن يكون غريبا أن يقع فى المستقبل القريب صدام بينها ولنا أن نتخيل مثلا مواجهة بين السلفيين والصوفيين وهذا أمر وارد.. وعلى سبيل المثال لو أن تجمعات السلفيين قامت بهدم ضريح لأحد أولياء الله الصالحين فسوف يرد رموز الصوفية على ذلك بهجوم أعنف وأشد.. ولنا أن نتصور الآن موقف الإخوان المسلمين وهم التيار السياسى الأقوى فى الساحة الدينية ماذا يفعل هذا التيار لو أن جماعات الصراع الدينى تحت راية الإسلام اقتربت من مناطق الصدام.. لن يكون غريبا أن يحدث هذا الصدام بين الصوفيين والسلفيين وجماعات أخرى مثل الجهاد أو الجماعة الإسلامية.. ولاشك أن دخول الدين بهذه الصورة إلى العمل السياسى سوف يفسد الاثنين معا..

هناك حالة خوف شديدة تجتاح عقلاء هذا الوطن أمام هذا التصعيد الغريب فى لغة الحوار والخطاب الدينى والسياسى والشىء المؤسف أن هذا الصراع يحدث بين أبناء عقيدة واحدة ووطن واحد وثورة شارك فيها الجميع فهل من الحكمة أن يصبح الدين مطية لتيارات سياسية لا أحد يعلم توجهاتها ثم تكون المواجهة بينها ولا أحد يعلم إلى أين تحملنا كل هذه الصراعات..

بعد أن كنا نعانى من فتنة طائفية واحدة بين المسلمين والأقباط فإننا نستقبل الآن فى الشارع المصرى شبحا آخر يسمى الفتنة الكبرى لأنه بين أبناء عقيدة واحدة.. هنا لابد أن يتدخل الأزهر الشريف قلعة الإسلام الحقيقية لإسكات كل من يتاجر بالدين أو يرفع رايته فى سوق السياسة.. لن يكون من الحكمة أن نترك هذه الجماعات تفسد علينا فرحتنا بثورتنا العظيمة أو تسمم لنا الساحة السياسية حين تخلط الدين بالسياسة وتتصارع مع بعضها ونحن لا ندرى هل هو صراع دين أم صراع سياسة أم أنه يخفى الكثير من المصالح والأهداف.. إنها فى تقديرى الفتنة الكبرى التى يمكن أن تهدد مستقبل هذا الوطن وتطيح بكل أحلام الأمن والاستقرار فيه..
راي المدون :
أستاذ فاروق جويده .
في كل مجتمع توجد نخبه من العقلاء والمفكرين وهؤلاء هم عقل الأمه وأحسبك منهم
والعقل يمثل بالنسبه للجسم الكنترول الرئيسي لكل تصرفاته ولا يمكن أن ينعكس الوضع ويصبح الجسم هو المحرك للعقل وإلا ترتب على ذلك دمار الإثنين .
يجب أن تشكل لجنه تسمى ( لجنة الحكماء ) تضع خطة موضوعيه وزمنيه لإنهاء المرحله الإنتقاليه وتمثل مكان العقل لهذه الأمه .
حتى تستطيع هذه الأمه من تجاوز هذه الفتره الحساسه والتي قد تؤدي كما شرحت إلى الفتنه الكبرى .
يجب أن نسرع في ذلك قبل أن نبكي على اللبن المسكوب .

                                                        التاريخ يسجل

الأحد، 14 أغسطس 2011

المصحف فى يد علاء وجمال

  بقلم   د.كمال مغيث    ١٣/ ٨/ ٢٠١١  المصري اليوم
لا أعرف ما السر الكامن وراء حمل علاء مبارك وجمال مبارك المصحف الشريف طوال وقت محاكمتهما مع أبيهما ونفر من المتهمين بقتل حوالى ألف وإصابة ستة آلاف من أبنائنا وبناتنا أثناء تظاهرهم السلمى، ومحاكمة علاء وجمال، خاصة على التربح وأخذ الرشاوى والصفقات المشبوهة واستغلال النفوذ، خاصة أنه لم يؤثر عنهما حملهما المصحف ولا اهتمامهما بما فيه قبل نكبتهما تلك التى صنعاها بأيديهما، وبخلاف رعاية علاء مبارك إحدى مسابقات حفظ القرآن الكريم كصدقة على روح طفله الراحل، فإنهما كانا يقدمان نفسيهما كشباب عصرى يجيد اللغات الأجنبية ويستطيع أن يخاطب الغرب بلغته وثقافته وقيمه وأنماط سلوكه، وأيضاً بنمطه الاقتصادى الليبرالى المتوحش، يؤكد هذا أن جمال كان رائدا وقائدا لعملية الخصخصة وبيع أصول القطاع العام ومصانعه «بتراب الفلوس» لأصدقائه من العرب والأجانب.

ومع تسليمنا بأن الله سبحانه هو الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، إلا أن الواضح أن علاء وجمال لا يعلمان أن المصحف الشريف الذى يحملانه ليس حلية يتحلى بها المسلمون فى أيديهم وسياراتهم وليس مجرد كتاب الله المقدس والمتعبد بتلاوته، والذى يثاب المسلم على قراءته وحفظه، وإنما هو مع كل هذا ناموس للحياة المؤمنة المطمئنة وداعٍ إلى الأخلاق، وهادٍ إلى الحق والرشد، ومرشد إلى السلوك القويم ومستودع لقيم الحق والخير والعدل والإنسانية٠
وهو المصحف الشريف الذى عرفته بلادنا مع الفتح الإسلامى بعد عشرين عاماً فقط من وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أى منذ ما يزيد على الألف وأربعمائة عام، ولقد حفظنا ما تيسر من آياته وسوره ونحن صغار، وخشعت قلوبنا وفاضت عيوننا من الدمع، ونحن نستمع إلى تجويد وقراءة شيوخنا العباقرة لسور المصحف، الشيخ محمد رفعت، مصطفى إسماعيل، عبدالباسط عبدالصمد، أبوالعينين شعيشع وغيرهم.{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين} [المائدة : ٨٣]
فأين كان علاء وجمال من قيم ذلك المصحف ومن أوامره ونواهيه، هل فكر علاء مبارك فى القرآن عندما طلب من المهندس حسب الله الكفراوى ألف فدان «مرة واحدة وبلا مقابل» وهل يعلم أن القرآن ينهانا عن أن نأخذ ما ليس من حقنا، وأين كان القرآن وهو يفرض هو وأخوه فردة وإتاوة على كل العقود التى تبرم فى بلادنا؟! وأين كانت تلك القيم وهما يقاسمان أصحاب المكاسب مكاسبهم، وأين كانت دعوة القرآن للتواضع، وقد كانت زيارات جمال مبارك للبلاد المصرية تبدأ بالقبض على عشرات الفقراء والأرزقية وحجزهم حتى تتم الزيارة فى هدوء؟ وأين كانت الأمانة التى يدعونا إليها القرآن وجمال يفجر شرم الشيخ نكاية فى حسين سالم فيقطع أرزاق ويزهق أرواح أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل فى صراعه مع الفاسد حسين سالم؟
وأين كان الحق وهو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وذكر فى القرآن أكثر من مائة مرة، وجمال يتفق مع أبيه وأسرته وبطانة الفساد والخراب على وراثة البلاد والعباد، ظلماً وجوراً وفجوراً؟
وأين كانت قيم القرآن وصرخته بأن «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً» المائدة ٣٢، وهم يتواطئون ويحرضون على قتل أنفس بريئة ترفض الذل والهوان والضيم الذى سامونا إياه سنين عدداً.
إننى أعرف أننا جميعا مآلنا إلى الله الحكم العدل، ولكننى أعرف أيضاً أنه سبحانه وتعالى هو الذى جعل حقوق الناس مقدمة على حقه، وهى الحقوق التى لن نمل من السعى لانتزاعها حتى ولو رفع علاء وجمال المصاحف على أسنة الرماح، كما رفعها الخوارج والمنافقون ذات يوم.
 

رأي المدون :
" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ، فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ " (‏ الأنعام‏:44-45)
صدق الله العظيم
التاريخ يسجل

السبت، 13 أغسطس 2011

لِــــــــــــمَ

لِــــــــــــمَ
بقلم : د . معتز بالله عبد الفتاح


لِمَ تبذل مجهودا كبيرا كي تمنع شرا، ومع ذلك يقع . . ولِمَ تبذل مجهودا كبيرا كي تصنع خيرا، ومع ذلك لا يتم.
ولِمَ يتكرر ذلك، ألا يعني ذلك أنك أصبحت بلا دور أو تأثير؟

لِمَ تجتهد في تجميع أموال لمشرع خيري، وتكتشف أن البعض يتهمك بأن لك أغراضا غير بريئة، مع أنه لا يوجد في تاريخك ما يشير إلى أن قرشا حراما واحدا دخل بيتك.

ويتوقف المشروع لأن القضية تحولت من عمل لله، إلى مسابقة في أن كل إنسان يدافع عن نفسه.

ألا يعني ذلك أن الحرث في البحر مضيعة للوقت؟

لِمَ قدرة بعض الناس على الإساءة والتخوين والتشكيك تفوق أضعاف قدرتهم على التسامح والتفهم والتعايش،
ألا يعني هذا أن مبارك ورجاله لم يكونوا كل المشكلة وإنما هم فقط جزء من مشكلة أكبر؟

لِمَ نتفق ونلتزم ونؤكد ونشهد الله على ما اتفقنا عليه، ثم يتنصل الكثيرون مما اتفقنا عليه والتزمنا به وأكدنا عليه وجعلنا الله عليه شهيدا،
ألا يعني ذلك أن فينا الكثير من النفاق؟


لِمَ ينال الصبية والتافهون والأقزام من قيمة ومكانة أهل الفضل والعلم والأخلاق (وأنا قطعا لست من أي الفريقين)،
ألا يكون ذلك انتحارا أخلاقيا جماعيا؟

لِمَ تكون المشكلة أن أهل القوة والأمانة ينسحبون (ولهم أسبابهم)، وأهل القوة بلا أمانة يتقدمون (ولهم مصالحهم)،
ألا يعني ذلك أننا مقدمون على منزلق خطير؟

لِمَ يخشى أفضل الناس أن يعملوا، ويتقدم المفضولون الصفوف،
ألا يعني هذا أن العملة الرديئة ستطرد العملة الجيدة؟


لِمَ تقوم ثورة بهذا الطهر، ثم يعقبها هذا الكم من الأنانية والصبيانية والعشوائية،
ألا يعني هذا أنها كانت استثناء انتهى وقد عاد كل منا إلى سابق عهده مما ألفاه وألفه؟

لِمَ تحاول استخدام العلم لعلاج مشاكل مجتمع لا يعترف بالعلم،
ألا يعد ذلك محاولة غير علمية؟

لِمَ تحاول استخدام المنطق لعلاج مشاكل مجتمع عشوائي،
ألا يعد ذلك تفكيرا غير منطقي؟

لِمَ تحاول أن تعيش بالأخلاق في مجتمع يتاجر بالأخلاق،
ألا يعد ذلك سفها غير أخلاقي؟

لِمَ تجد شخصا يتغنى بالوطنية، وبعد أن تساعده إيمانا منك بصدق حسه لوطنه ثم تكتشف أنه سمسار يتاجر بالوطنية ويقدم لك رشوة باسم الوطنية لتمرير عمل غير أخلاقي ،
ألا يجعلك ذلك أكثر حذرا وأقل ثقة في أهل «الوطنية الزائفة»؟
والأغرب أنك بعد أن ترفض «الرشوة» يتهمك وآخرون بأنكم مقصرون لا تقومون بواجبكم في خدمة «الوطن»؟

لِمَ الإنسان يترك ماله وعمله وأسرته كي يساعد بلده، ويكتشف هذا الكم من الغل والكره والحقد،
ألا يكون الإنسان قد أخطأ وعليه أن يصحح خطأه؟

لِمَ كل أسرتك القريبة منك، الأم والزوجة والأخت والأخ والبنت، يقولون لك سافر، وتقرر ألا تسافر،
ألا تعد مجنونا؟

لِمَ كل هذا يحدث، أي آية يطبق الإنسان:
الآية الكريمة التي تقول «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»

أو الآية الكريمة:« إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَة فَتُهَاجِرُوا فِيهَا»؟

هذا البلد فيه شرفاء كثيرون، ولكنهم متفرقون، لا يجمعهم مشروع مشترك، وبعيدون عن مفاصل صنع القرار.
وهذه معضلة أخرى تستحق شيئا من البحث، لأن الحلول التي قال بها الأكاديميون الغربيون لن تنطبق علينا، فيما أعلم.

والله أعلم.
 
رأي المدون :
 
يا أستاذ / معتزبالله
أنا من أشد المعجبين بك وبمواقفك وآراءك
وأعتقد إنه من أهم مميزات ثورة 25 يناير هي ظهور من هم أمثالك ولكن أرغب أن أعطيك نصيحة الشيخ المجرب
نحن نعرف أن من يتصدر للعمل العام أو الخدمة العامة لابد أن يتصف ببعض الصفات والتي أهمها الآتي.
1- نكران الذات التام .
2- عدم إنتظار المكافأه أو حتى العرفان بالجميل أو حتى الشكر .
3- أن يهب مجهوده وتعبه لوجه الله فعنده حسن الثواب.
4- أن لا تتملكة أبدا روح اليأس لأن هذا هو ما يتمناه أعداءه.
5 - أن لا ينظر أبدا إلى الخلف وينظر دائما للأمام .
6- أن يكون دائما واثقا في نفسه ولا يبالي بأسهم الحقد التي يجب أن يتوقعها دائما .
 
ولا ننسى يا أستاذ معتز أن المثل الذي يقول أن الشجره المثمرة هي دائما التي تتعرض للقذف بالطوب ويأتي هذا دائما من الصغار وليس الكبار
 
عزيزي ... أستمر وتقدم فمن أمثالك هم أمل مصر للمستقبل .
 
                                                                              التاريخ يسجل

الاثنين، 8 أغسطس 2011

قلق شديد على الثوره المصريه


بقلم   د. محمد أبوالغار    ٧/ ٨/ ٢٠١١ المصري اليوم

بالرغم من الشعور العام بالارتياح لمحاكمة مبارك علنياً أمام قاضيه الطبيعى، إلا أنه خلال الأسبوعين الماضيين حدث قلق كبير بين عدد من عقلاء الثوار وبين الكبار الذين ساندوا الثورة، وبين قطاع كبير من الشعب المصرى الذى اشترك فى إنجاح الثورة بعد أن فاض به الكيل من بطش النظام ومن عمق الفساد ومن تهميش مصر والمصريين.
اتفق المصريون على مليونية من أجل المواد الأصيلة فى الدستور، كما سبق أن حدث بعد كل ثورات العالم التى سبقتنا بأن وضع الشعب مواد دستورية مستمرة فى مضمونها تضمن حقوق الإنسان واستمرار الديمقراطية، ولكن الشباب قرروا أن تحول المليونية إلى المطالبة باستكمال مطالب الثورة وحددوا المطالب بدقة، وكان يوم جمعة ناجحا شارك فيه الشعب المصرى ورضخت الدولة للمطالب وتم تغيير الوزراء والإعلان عن بدء المحاكمات وضمان علانيتها، وتعويضهم عائلات الشهداء وكان من المنطقى أن يقوم الثوار - الذين تقلص عددهم فى الميدان وازداد عدد البلطجية والباعة الجائلين فيه - بتعليق الاعتصام، ولكن ذلك لم يحدث وحاول الكثير من المفكرين والثوار العقلاء وقيادة الجمعية الوطنية للتغيير، خلال اجتماعات مع الشباب، إقناعهم بإنهاء الاعتصام، وقد اشتركت فى عدة اجتماعات مع ائتلافات الشباب وقلنا لهم إن الثورة قد نجحت لأن الشعب كله أيدها وشارك فيها بالفعل.
منذ حوالى شهر بدأت أشعر بنبض الشارع يتحول وهو غير راض عن الاعتصام فى التحرير، البعض يعتقد أن معظم المطالب قد أجيبت ولا داعى للتعنت، والبعض الآخر يشعر أن مشاكله الاقتصادية جزء منها سببه اعتصام التحرير. وشعر أصحاب المحلات فى وسط المدينة بوطأة التوقف عن العمل وخاصة فى شهر رمضان، وكان البعض غاضباً لأن الاعتصام جذب عددا كبيراً من البلطجية والعاطلين إلى منطقة وسط القاهرة الخديوية مما أعاق السير والعمل وأصبحت منطقة غير آمنة. كل ذلك قيل للشباب من الجميع فى اجتماعات مكثفة وكان ما يتفق عليه ينقض بعد ساعات قليلة.
ثم جاءت المسيرة لوزارة الدفاع وهى فكرة لم تلق تأييداً شعبياً، ومع ذلك دافعنا عن الشباب وكان على الثوار أن يعلموا أنهم إذا فقدوا تأييد الشعب يكونون قد فقدوا كل شىء وأن الثورة لم تكن لتنجح بهم وحدهم وإنما بتأييد ومشاركة جماهير الشعب المصرى.
وتناقصت أعداد الثوار فى الميدان واقتنعت الأغلبية بفك الاعتصام، حتى تقرر أن يفض الاعتصام بالقوة بواسطة الشرطة العسكرية وبحراسة الأمن المركزى، ومن المظاهر التى أبكتنى منظر الشعب وهو يصفق للأمن المركزى عند فك الاعتصام، ومنظر الثوار مقبوضا عليهم بالشرطة العسكرية، وأرجو أن يتم الإفراج عنهم جميعاً.
لقد أضعنا أسابيع مهمة فى تاريخ الثورة بينما يتم صنع الطريق للمستقبل فى مصر، وتقوم كل القوى بالضغط لتغيير المسار فى صالحها. لن يصلح أحد المسار للشباب وعلى الشباب العقلاء أن يصلحوا من أنفسهم وأن يبدأوا الخطوة الأولى بمصالحة الشعب المصرى الذى ساندهم. وأن يبدأوا فى العمل الوطنى الحقيقى لمساندة مصر ومستقبلها، ويعلموا أن تعنتهم الشديد تجاه زملاء لهم أكبر سناً وأكثر خبرة ولهم رصيد وطنى طويل لم يكن له داع وهو خطأ استراتيجى كبير أدى إلى شق الصف.
لقد كنت أتوقع أن يكون لشباب مصر حزب أو ائتلاف واحد، أو أن يوحدوا صفوفهم خلف الجمعية الوطنية للتغيير أو المؤتمر الوطنى أو حزب من الأحزاب ليصبحوا أحد أجنحته، ولكن ذلك لم يحدث للأسف الشديد، بل استمروا مشرذمين فى عشرات الائتلافات التى لا يعلم أحد بدقة عدد المشتركين فى كل منها.
الأمر أصبح غاية فى الصعوبة ولا أعرف كيف يستطيع هؤلاء الشباب الذى يكابر بعضهم حتى هذه اللحظة بأنه على حق. كيف يستطيعون أن يكتسبوا ثقة الشعب الذى أحبهم ودافع عنهم. إنها لحظة خطيرة فى تاريخ الثورة وتاريخ مصر الحديث، وإن سرقة الثورة المصرية التى اشترك فيها الجميع سوف تكون كارثة على مستقبل مصر. إن شباب الثورة الذى أعرف معظمه - وهم من أجمل وأنقى الناس - حدث فى عدد كبير منهم تحول غير مفهوم وتصوروا أنهم وحدهم يملكون الحقيقة كلها.
لقد شاهد الجميع أعلام السعودية ترفرف فى ميدان التحرير وشاهدنا صور بن لادن ترفع فى الميدان، وشاهدنا الميدان الغالى علينا جميعاً يتحول إلى ميدان فى قندهار، وفى نفس الوقت انتشرت البلطجية فى ربوع مصر ربما بمساعدة فلول النظام ورجال الشرطة الذين تم الاستغناء عنهم. وفى اليوم التالى رفعت الرايات السوداء ودخلت العربات شبه المصفحة يركبها ملثمون ويريدون الاستيلاء على السلطة فى العريش وإقامة دولة إسلامية. ونحن جميعاً نساند الجيش المصرى فى تطهير سيناء والقضاء على هذه العصابة.
الشعب المصرى فى قلق شديد على مستقبله والبعض بدأ يفقد الثقة فى الثورة التى رويت بدماء المصريين.
يا شباب مصر الواعد نظموا صفوفكم وفكروا فى شىء غير تقليدى تعيدون به اكتساب ثقة الشعب المصرى ونحن معكم ووراءكم. كلنا نريد مصر جميلة واحدة لها مستقبل بين الأمم المتقدمة، وذلك بالعلم والثقافة والفن والحرية.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك

رأي المدون :
عدة أسئله
1- من هم الموجودون في ميدان التحرير الأن ومن هم الذين يريدون الاستمرار فيه ؟
2- هل سيصبح ميدان التحرير مكان لكل من هب ودب بإسم الثوار ؟
3- هل ما يحدث من تجاوزات ومن أفكار غير عاقله في الميدان سيتسب إلى الثورة ويؤدي إلى تشويهها .أويد الدكتور محمد الغار في ضرورة أن يكون هناك متحدث رسمي بإسم الثوار حتى لا تفقد فعاليه الثوره وفي نفس الوقت لانشوهها
وليأخذ ذلك شكل جمعيه عموميه وتصدر قراراتها بأغلبية الأصوات
أيها المصريون : حافظوا على جمال وزخم ثورتكم فنحن أصحاب حضاره 5 ألاف سنه وسنعرف كيف نكمل المسيره
                                                                                      التاريخ يسجل

السبت، 6 أغسطس 2011

خارطة طريق لإعادة الثورة إلى مسارها الصحيح



بقلم د. ناجح إبراهيم ٥/ ٨/ ٢٠١١
■ هناك حرب مستعرة ومشتعلة الآن بين الإسلاميين والليبراليين من جهة، ويقع كل منهما فى كارثة التهويل والتضخيم والتفخيم لأى خطأ يصدر من الآخر.. وينتظر كل واحد منهما خطأ الآخر بفارغ الصبر.. ويسعد به وينشره فى الآفاق.. مع لوازمه من الشطة والفلفل والذى منه.. حتى يصبح مستساغاً ويسوق على أوسع نطاق.


■ فخطأ واحد يرتكبه أحد الإسلاميين يتم تضخيمه وتفخيمه واستغلاله بطريقة فجة لوصف تيار كامل بالخطأ.. دون الاعتداد بشخصية الخطأ والعقوبة والجريمة.. وهى مبادئ أساسية فى الإسلام والليبرالية والقانون كذلك.


■ وفى المقابل، حينما تحدث أى سقطة أو كلمة أو زلة لسان من ليبرالى يستشعر منها البعض نقداً للإسلاميين تؤول على أنها هجوم على الإسلام نفسه.. ومحاربة للدين نفسه.. وتعدٍ على الشريعة.. رغم أن هناك فرقاً بين الإسلام المعصوم والإسلاميين غير المعصومين.. والأمثلة فى الطرفين معروفة.


■ والآن يتم على نطاق واسع توسيع رقعة الحديث عن كل ممارسة سلبية من أى إسلامى لتصبح معيارا للحكم على كل الإسلاميين، وكل ممارسة سلبية من ليبرالى لتصبح معياراً على الحكم عليهم جميعاً.. مع شن كل فريق حرباً لا هوادة فيها على الآخر تنحى فيها مصالح الأوطان الحقيقية.


■ والحقيقة التى يدركها الطرفان فى قرارة أنفسهم أن مصر ليست بهذه الدرجة من التشدد أو التزمت أو التطرف الدينى الذى يصوره بعض الليبراليين، كما أنها ليست بهذه الدرجة من الانحراف عن الدين والتربص بالأديان والإسلام، الذى يصر عليه بعض الإسلاميين.


■ كما أن أكثر الليبراليين المصريين لا يكرهون الإسلام.. ولكنهم يخالفون الإسلاميين فى قضايا كثيرة أكثرها قضايا سياسية أكثر منها دينية.. وإن كان الدينى يدخل فى بعضها تبعاً.


■ وعلينا أن نقول بصراحة إن هذا الخطأ أو ذاك الذى حدث أو يحدث من بعض الإسلاميين لن يؤدى أبداً إلى وجود ديكتاتورية الدولة الدينية.. أو سيضيع الدولة المدنية كما يصورون.


■ وأن خطأ هذا الليبرالى أو ذاك لن يضيع الإسلام.. لأن الإسلام ببساطة أكبر من ذلك.. وأجل من ذلك.. ويمكن معالجة الخطأ دون الوقوع فى أخطاء أشنع قد تؤخر الدعوة الإسلامية نفسها.


■ كما ينبغى على القوى الليبرالية أن تقر أن الإسلاميين نالوا القسط الأكبر من العذاب والهوان والاعتقال فى عهد الرئيس حسنى مبارك، وأن هذه التضحيات الكبرى كانت وقوداً للثورة.. وأن القوى الليبرالية لم تتعرض لأى تضييقات تذكر فى عهد الرئيس مبارك مقارنة بالإسلاميين.


■ وعلى الإسلاميين أن يقروا بصراحة أن القوى الليبرالية هى التى بدأت الثورة، وهى التى قامت بتحريك الشعب المصرى فى ثورة ٢٥ يناير.. وأنه لولا هذه القوى ما قامت الثورة ولا تحركت.. ولا وصلت إلى ما وصلت إليه.


■ وعلى الإسلاميين ألا ينحوا أصحاب الثورة أو يختطفوها دونهم بعد أن أصبحوا عنصراً فاعلاً فيها بعد قيامها ونجاحها.


■ وعليهم أن يتشاركوا مع غيرهم فى بناء مصر الحرة المستقلة القوية، التى لا تقصى أحداً ولا تغمط حقاً.. وتعرف حق الضعيف قبل القوى.


■ وعلى الفرقاء جميعاً الآن الجلوس على مائدة واحدة للاتفاق على القواعد الأساسية لبناء الدولة المصرية القادمة.. وأن يراعى الجميع سنة التدرج كسنة كونية لا يمكن إغفالها.


■ وعلى الإسلاميين أن يتذكروا موقف النبى (صلى الله عليه وسلم) من مشكلة الحجر الأسود.. فقد كان بوسعه أن يحمل الحجر الأسود وحده ويضعه فى مكانه.. ولكنه بسط ثوبه وحمل كل زعيم قبيلة طرفاً من الثوب حتى وضعوه فى مكانه.


■ ومصر اليوم بمثابة الحجر الأسود وعلى كل الفرقاء أن يشاركوا فى حمل مسؤولية هذه الدولة الوليدة، وأن يحملوا طرفاً من المسؤولية ليصل الحجر الأسود إلى مكانه.. ولتصل مصر وثورتها إلى شاطئ الأمان.


■ فهل ندرك هذه الرسالة النبوية العظيمة؟.. أم ماذا؟!!


رأي المدون :


يعيش ويموت الإنسان وحتى أخر يوم في حياته ... يجب عليه أن يتعلم .
فلنتعلم من الكبار حين قالوا :


الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد ... ( الشيخ محمد متولي الشعراوي )
في نصيحة إلى ثوار مسترشداً بتجربة جنوب إفريقيا.
يجب أن لا تتملكنا روح الانتقام ممن ظلمونا وأن نحاول أن نكسبهم إلى جانبنا بدلا من أن يكونوا أعداء لنا .
وأن لا نضيع وقت كثير في محاوله الانتقام حيث أن أقامه العدل أصعب كثيرا من هدم الظلم ويجب أن نتفرغ لذلك ... ( الثائر / نيلسونن مانديلا )


وفي رأيي إنه من ينتظر لكي يتعلم من أخطاءه فسوف يحتاج إلى وقت كثير جدا لرؤية الطريق الصحيح حيث يجب أن تبدأ من حيث إنتهى الأخرون وحتى نوفر الوقت والجهد .
وليس عيبا أن نتعلم ولكن العيب أن نرفض التعلم .


التااريخ يسجل

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

حوار مع سائق تاكسى


بقلم   د. محمود عمارة    ١/ ٨/ ٢٠١١ المصري اليوم
منذ بداية الأيام الأولى لثورة ٢٥ يناير وأنا أستخدم «التاكسيات» كثيراً فى تنقلاتى، والغرض هو: التعرف على ما يقال بالشارع، ورأى الناس، وسماع الشائعات بكل ما فيها من أكاذيب وحقائق.. وأحيانا أسمع تحليلات من سائقى التاكسى يعجز عنها معظم محللينا من فرقة المحتكرين للشاشات ليل نهار وهات يا زعيق، وهرتلة، وكلام مليان وكلام فارغ!!
وها هو الحوار الذى دار أمس الأول مع «سائق» حملنى من التحرير إلى ما قبل «طرة»، عند المدخل الثانى للمعادى:
السائق: أنا شفت حضرتك قبل كده، مش عارف فين؟.. عموماً أنا كان راكب معايا قبل سيادتك راجل كبير، وشكله بيفهم أوى فى السياسة، وقعدنا من مصر الجديدة لغاية التحرير نتكلم فى أحوال البلد، (على فكرة أنا معايا بكالوريوس تجارة)، بس الراجل دا قالى كلام جامد أوى، وعايز آخد رأى سيادتك فيه: هو صحيح «المجلس العسكرى» هيستولى على السلطة، ومش هيسيب الحكم؟؟
قلت له بنرفزة: يا عم إنت راجل متعلم، ومتابع كل حاجة زى ما بتقول.. أمَّال الناس الجهلة تقول إيه؟.. إذا كان الجيش من أول يوم أعلن إنه مش طامع فى السلطة، وحتى المشير بعضمة لسانه قال: إحنا عايزين نرجع لشغلنا وثكناتنا النهارده قبل بكرة،.. يبقى إيه لازمة الإشاعات، والكلام الفارغ ده؟
السائق: بالراحة عليا يا باشا.. أنا هعيد على حضرتك الكلام اللى الراجل قاله.. وقال لى: الأيام بيننا وبكرة هتشوف، وابقى افتكرنى. قال لك إيه؟ قال: إن الجيش اعترف إنه كان بيجهز لانقلاب على حسنى مبارك فى سبتمبر إذا حاول توريث الكرسى لجمال.. يعنى كان عندهم «خطة» يديروا البلد إزاى.
قلتله: وبعدين؟
قال: يعنى كانوا جاهزين ومستعدين ولا إيه؟، وأهى جتلهم الفرصة.. شوف بقى أول حاجة عملوها إيه: إنهم بدأوا بمغازلة «الإخوان» والتيارات الإسلامية، والدليل إنهم فى أول لجنة شكلوها جابوا رئيسها طارق البشرى، وكمان صبحى صالح، لأنهم عارفين إن الإخوان هيخافوا من تجربة ٥٤ بعد الثورة وخطورة الصدام مع الجيش، وجتلهم «فرصة العمر» إن الجيش أهه اعترف بيهم وإداهم أكتر من حقهم، عشان كده تلاقى «الإخوان» بكل تياراتهم مع المجلس العسكرى قلباً وقالباً، وهو محمى بيهم دلوقتى.
وقاطعته: مهو كل دا معروف ومفيش عليه خلاف.. إيه الجديد؟
الجديد: إن المجلس العسكرى بقى معاه «سند» كبير، واعتبر إن الاستفتا بـ٧٨% لصالح شرعيته وليس على التسع مواد، والدليل إنه بعد ما أخد الشرعية ضاف ٥٩ أو ٥٦ مادة من عنده لإحساسه إنه خد خلاص الشرعية يعمل زى ما هو عايز.
يا عم إنجز:
يا باشا حلمك عليا، وهقولك الراجل قال إيه كمان: كده، المجلس العسكرى بقى معاه الشرعية، وبقى معاه كمان كل التيارات الإسلامية اللى هيكتسحوا الانتخابات بكراتين الزيت والسمنة، وبالخدمات المجانية، وبالفلوس، وبالخطاب الدينى فى الجوامع اللى بيشيعوا فيها إن كل ثوار التحرير والقوميين والاشتراكيين والشيوعيين والليبراليين دول كلهم ضد الشريعة، وعملاء للغرب، وبيحاربوا الإسلام، وبيقبضوا من الأجانب، والمسيحيين كمان بيستقووا بالأمريكان.
خد بقى الكلام الجامد: بيقول ماتنساش إن المجلس العسكرى فى خطته الانقلابية على جمال وأبوه كان لازم يبدأ «بكسر» الشرطة لأنها كانت مع جمال.. علشان كده أول حاجة عملوها إنهم سابوا الشرطة تقع، والأقسام تتحرق، وأمن الدولة يتمسح بيه الأرض، والشرطة عارفة وساكتة دلوقتى، لكن بعد شوية لما الخلافات هتزيد بين بعض الشباب المتهورين وبين الجيش، جايز يضربوا ضباط وعساكر الجيش فى الشارع، يبقى ممكن المضارين من قيادات الشرطة واللى أحالوهم معاش «هيطلعولهم» البلطجية ويندسوا مع الشباب وتحصل معركة مع الجيش، والموضوع يكبر ويفلت من الكل، وقاطعته: إيه يا عم الكلام ده؟.. فين السؤال؟
السؤال: ماذا لو أن المجلس العسكرى إذا لقى إن البلد هتبوظ.. وأديك شايف.. البلد سايبة ومفيش دولة، ومحدش خايف من حد، والبلطجية واخدين راحتهم، والإخوان مع قرايب ونسايب الفلول هيكسبوا انتخابات مجلس الشعب، والاقتصاد فى الباى باى، والاحتياطى النقدى خلص.. هيحصل إن المجلس العسكرى بحجة إن البلد هتروح فى داهية إنه يؤجل انتخابات رئيس الجمهورية لسنة ٢٠١٤ اللى أصلا محددلهاش تاريخ.. وبعدين يبقى يشوف. وسألته: وإيه مصلحة المجلس العسكرى بأنه يحتفظ بالسلطة؟
قال بتهكم: يعنى بعد تجربة أردوغان فى تركيا ومحاكمته للجنرالات هناك وكسر أنف الجيش، وبعد ما شافوا حسنى مبارك وولاده وحبيب العادلى ورئيس أمن الدولة يتبولون على نفسهم خوفاً من الإعدام.. وإن مبقاش فيه حد كبير ع الشعب.. وإن ممكن ييجى رئيس للجمهورية دكر، والشباب يطلع بالملايين فى الميادين يطالب بمحاكمة بعض أعضاء المجلس العسكرى لأى سبب، ده غير إن السلطة محدش بيسيبها بسهولة، وإدينى إنت مثل لجيش كان معاه السلطة وببساطة كده سلمها لمدنيين، خللى بالك أنا مابقُولشى إنهم طمعانين فى الكراسى.. لأ.. أنا بقول: إن البلد لما هتبوظ، (لأن كله سايبها تبوظ).. يبقى السيناريوهات كلها مفتوحة من تمويل أجنبى، عربى، تدخلات أمريكية، إسرائيلية. إقليمية، وأصحاب مصالح، مع قوة تيار الإخوان، وهزيمة ساحقة لممثلى الثورة، وإحساسهم إن الثورة اتخطفت منهم.. مع الصدامات والقتل اللى ممكن يحصل وقت الانتخابات، وتصفية الحسابات من الفلول والشرطة، والثوار، وحزب الكنبة، والمأجورين، والحمقى، والمجانين من بعض السلفيين يمكن إن الأمور تتعقد، وتتكعبل، فالناس تطلع تناشد الجيش يمسك البلد وبكده ميبقاش فيه رئيس.. ومن هنا لـ٢٠١٤ ياما فى الجراب يا حاوى؟؟!!.. ومين عالم إيه اللى ممكن يحصل ثورة ثانية وثالثة، ولا ثورة جياع تبقى آخر فصول المسرحية، ومين هيخطف المركب فى النهاية؟؟
ونزلت من التاكسى وقلت بهزار: دا السيناريو الإسود اللى ممكن يودينا فى ٦٠ داهية.. لكن لو انتظرتنى فى نفس المكان لغاية بعد العيد، هقول لك السيناريو «الأبيض» اللى ممكن يودينا تركيا أو ماليزيا!!
وكل رمضان وأنتم بخير!!

رأي المدون:
في ضوء ما يحدث الأن هناك عدة أسئله :
1- الإنفلات الأمني في كل أنحاء مصر وحتى اللحظة ( في العريش ) ... ما هو المقصود من إستمراره حتى الأن ؟
2- هل هناك تعمد ألا يصدر قرار سليم من المجلس العسكري إلا بعد إعتراض من المظاهرات ؟
3- هل مازال المجلس العسكري عند وعده بتسليم السلطة إلى الشعب أم تظهر في الأفق بعض بوادر للتراجع في ذلك ؟
وفي هذا الصدد نسترجع مقولة أ . د . محمد سليم العوا .. أن بقاء العسكر في السلطه أكثر من اللازم هو من الكبائر !!
وأخيرا فإنني أقول إنه إن أراد الله بهذا البلد خيرا .... فيجب على العسكر أن يسلموا السلطه في أقرب وقت ممكن ومصر بها من الكفاءات الكفيله بحفظ النظام فيها بالقانون مثل باقي الدول المحترمه في كل أنحاء العالم .

                                                  التاريخ يسجل