شريط البيبي سي

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

أين الخطأ 00 ؟!

في الصميم

جلال عارف - الاخبار - 28/11/2011

سوف ندخل تاريخ الثورات باعتبارنا أصحاب أروع ثورة شعبية سوف تلهم العالم كله لأجيال عديدة قادمة. وايضا باعتبارنا أسوأ من أداروا الفترة الانتقالية بعد الثورة حتي كادوا أن يبددوا الحلم وان يسوقوا الوطن الي دائرة الفوضي والانقسام!
هذا هو حجم المأساة التي وقعت والتي علينا أن نحاسب أنفسنا عليها وأن نعرف كيف وقعنا في كل هذه الاخطاء.. هذا اذا كنا بالفعل صادقين في إنقاذ الثورة ومصممين علي استكمال المشوار!
اننا نتحدث الآن عن مواعيد مختلفة لانهاء الفترة الانتقالية وكأن شيئا قد تحقق من مهام هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ الثورات، بينما الواقع يقول اننا لم ننجز شيئا حقيقيا، والمشهد أمامنا يعطي صورة لحصاد مرير من شهور الارتباك والانقسام بعد الثورة والصراع يتسع بين الثوار في ميادين التحرير وبين السلطة التي يفترض أنها تمثلهم»!!« والشهداء مازالوا يتساقطون، وعيون أروع شباب مصر مازالت هدفا للرصاص، والامن الذي اضاعه النظام السابق قبل سقوطه لم يعد حتي الآن، والاقتصاد الذي انفتحت امامه كل ابواب الازدهار بعد الثورة يسير من سييء الي أسوأ، ودعاء الملايين صباح مساء هو: اسلمي يا مصر. والقضية ليست قضية شخصية كمال الجنزوري أو سنه المتقدمة، القضية أكبر من ذلك بكثير.. إنها قضية ثورة »انتصرت« ولم تصل للحكم ونظام سقط رموزه وفقد شرعيته ومع ذلك مازال يتشبث بالسلطة ويرفض الاستسلام!
ولقد كان في مقدور المجلس العسكري أن يجنبنا الكثير مما نعانيه اليوم، لو أنه حسم الامر وسار بالثورة التي كان شريكا فيها الي نهاية المسار، بدلا من أن يقف في منتصف الطريق مكتفيا بما تم من اسقاط رموز النظام. لم يكن مطلوبا من المجلس العسكري أن يقف علي مسافة واحدة من كل القوي كما يقول بل أن يضرب كل قواعد النظام السابق السياسية والاقتصادية، وان يجمع قوي الثورة الحقيقية حول رؤية شاملة للدولة الحديثة القائمة علي الحرية والعدالة.
الثورات لا تقوم لكي تسير علي نفس السياسات التي فرضها النظام البائد، والفترة الانتقالية التي لا تنتهي بتمكين قوي الثورة الحقيقية من الحكم هي دعوة لاشتعال الثورة من جديد.. ولهذا تستمر الثورة في ميادين التحرير تشيع الشهداء وتنتظر الحسم الذي يفرض شرعية الثورة التي جمعت مصر في يناير ولا ينبغي أبدا ان تفرقها مهما كانت الاخطاء.

رأي المدون :
في رأيي أن ما حدث في التحرير في 19/11/2011 كان ضروري ولابد منه ومن يعترض على ذلك يجب أن يرد على الأسئله الأتيه :
1- ماذا كان الهدف من حملة المشير رئيسا ؟
وهل يملك كائن أن يتكلم بإسم القائد الأعلى للقوات المسلحة بدون رضاه ؟
2- ما هو الهدف الخفي من إقحام الماده التاسعه والعاشره من وثيقة السلمي المتوفاه حديثا أسف ( وثيقة المجلس العسكري ) ؟
3-  هل مازال من يجلس على كرسي السلطة في مصر الآن يستكثر على الشعب المصري أن يحكم نفسه بنفسه حتى الآن ؟
4- لماذا تغير الخطاب الموجه إلى الثوار في ميدان التحرير وميادين محافظات مصر من وصفهم بالبلطجه إلى وصفهم بالشهداء بعد الفشل في القضاء عليهم في موقعة محمد محمود ؟
5- لماذا لا يتحرك المجلس العسكري دائما في الإتجاه الصحيح إلا بعد الضغط عليه بالمظاهرات وكأنه لا يتحرك مقتنعا بل يتحرك مجبرا ؟
6- لماذا لم ينفذ المجلس العسكري وعوده بتسليم السلطة بعد 6 شهور وتحديد موعد زمني لذلك إلا بعد ثورة المصريين عليه في الميادين ؟
7- لماذا يستخدم المجلس العسكري نفس أسلوب مبارك القديم في تصدير الشرطه في مواجهة الثوار ثم التراجع عند الفشل وتحميل الشرطة بعد ذلك أخطاء قتل الشهداء ؟
في رأيي أن إستمرار المجلس العسكري في السلطة هو ورطه كبيره له ولمصر وعليه أن ينهي هذا الارتباك الواضح في إدارة شئون البلاد بالإسراع في تسليم السلطه للشعب حتى قبل مرور ال6 شهور المحدده لأننا جميعا من يدفع ثمن عدم الاستقرار من دماء أبنائنا الغالي وتدهور إقتصادنا الجريح

التاريخ يسجل

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

جناية النخبة

آفهمي هويدي
خر تحديث: الأحد 20 نوفمبر 2011 - 9:35 ص بتوقيت القاهرة  جريدة الشروق
صباح أمس (السبت 19/11) كان العنوان الرئيسى لإحدى صحف الصباح كالتالى: الإسلاميون يستعرضون القوة فى «التحرير» وتحت التقرير المنشور أبرزت الصحيفة عنوانا آخر يقول: الأحزاب المقاطعة تصف المليونية بجمعة «قندهار». وفى ذيل الصفحة تقرير ثالث ذكرت عناوينه أن محررتين بالصحيفة المذكورة ذهبتا إلى ميدان التحرير بالنقاب والخمار لاستطلاع موقف السيدات المشاركات. وكان العنوان كالتالى: الإخوانيات يخلصن فى الهتاف من أجل الثواب. ومع التقرير صورة لثلاث سيدات منتقبات، اثنتان هما محررتا الجريدة!

الانطباع الذى يخرج به المرء من مطالعة التقارير الثلاثة وصورة المنتقبات يتلخص فى أن ما جرى فى ميدان التحرير بالقاهرة لم يكن سوى استعراض للجناح المصرى فى حركة طالبان، بما يستصحبه ذلك من تداعيات فى الذهن العام تستحضر التجربة الأفغانية وتنظيم القاعدة وجبال تورا بورا وبيانات الملا عمر وأسامة بن لادن والدكتور الظواهرى.

صحيح أن ذلك الموقف لم يكن مقصورا على الصحيفة المذكورة، وأن منابر إعلامية أخرى عبرت عنه، إلا أن الجرعة التى أبرزتها الصحيفة أمس كانت أكبر من غيرها. وظل القاسم المشترك الأعظم بين الجميع هو معالجة المشهد المصرى من منطلق عقائدى وليس سياسيا. وكان المنظر فى ميدان التحرير أمس دالا بقوة على غير ذلك. آية ذلك أن الهتافات والخطب التى القيت كانت كلها تتحدث عن إدانة وثيقة الدكتور على السلمى ومطالبة المجلس العسكرى بالإسراع فى تسليم السلطة للمدنيين. بما يعنى أن الذى احتشدوا فى الميدان كانوا مواطنين أولا لهم رأى فى الشأن السياسى يمكن الاتفاق عليه أو الاختلاف معه، وشاءت الظروف أن أغلبهم كانوا من المنتمين إلى التيار الإسلامى باختلاف فصائله، وأقول «أغلبهم» لأن هناك آخرين من خارج ذلك التيار تضامنوا مع ذلك الموقف وذهبوا إلى الميدان لكى يعلنوا عن غضبهم واحتجاجهم على الوثيقة وعلى سياسة المجلس العسكرى.
ما أريد أن أقوله إن ثمة إصرارا من جانب بعض الأبواق والمنابر على قسمة البلد معسكرين أو فريقين. الإسلاميون فى جانب والعلمانيون والليبراليون فى جانب آخر. وتلك قسمة خاطئة وخطره فى ذات الوقت. هى خاطئة لأنها تتبنى خطاب النخب وبعض المثقفين الذين ينتمون إلى أجيال ظلت تصارع فى الساحة السياسية المصرية طوال نصف القرن الأخير على الأقل. وهؤلاء أسقطوا خلافاتهم على الشارع وجروا وراءهم آخرين، فى حين أن تلك الصراعات التى جرى إحياؤها على النقيض تماما من روح ثورة 25 يناير، التى صهرت الجميع فى بوتقة الوطنية المصرية. وهى خاطئة أيضا لأنه ليس صحيحا أن معارضة الوثيقة ومطالبة المجلس العسكرى بالإسراع فى تسليم السلطة للمدنيين من الأمور المقصورة على الإسلاميين وحدهم. لأن كثيرين من الوطنيين الغيورين على مستقبل البلد أعربوا عن ذلك الموقف. وقد نشرت جريدة «المصرى اليوم» فى 9/11 مقالة بهذا المعنى للدكتورة منار الشوربجى واعتبرت أن تصنيف المعارضين وفقا لهوياتهم وانتماءاتهم الفكرية عبث لا تملك مصر ترف الوقوع تفيه، فى اللحظة التاريخية الحاسمة التى تمر بها البلاد.

على صعيد آخر، فإن هذه قسمة تمهد لاستقطاب خطر، يعطى انطباعا لدى العوام يشكك فى احتقان الذين يقفون فى المعسكر المعارض للإسلاميين يستبعد أن يكونوا غير إسلاميين، الأمر الذى يغير من طبيعة الاصطفاف على النحو الذى يضر ضررا بالغا بالذين يقفون فى معسكر العلمانيين والليبراليين، ويصورهم بحسبانهم ضد الإسلام ذاته، وليسوا مختلفين سياسيا مع الجماعات الإسلامية.

من المفارقات التى تثير الانتباه فى هذا الصدد أن العلمانيين والليبراليين ينتقدون ما يعتبرونه احتكارا للإسلام من جانب الإسلاميين، فى حين أنهم لا يترددون فى احتكار العديد من القيم السياسية الإيجابية، مثل التعددية والحداثة والتنوير ومدنية المجتمع. وهذه الفجوة لا يمكن تجاوزها إلا إذا أدير الصراع على قاعدة الخلاف السياسى وليس الهوية العقائدية.

فى مواجهة هذا المأزق لا مفر من الاعتراف بمسئولية النخبة فى مصر عن الاحتراب والتشرذم الحاصلين.. وقد أقر بتلك المسئولية كاتب ليبرالى وطنى هو الدكتور وحيد عبدالمجيد الذى نشرت له المصرى اليوم مقالة تحدث فيها عن «جناية النخبة على الوطن» (18/11) كما تحدث عنها كاتب وطنى قبطى آخر هو الأستاذ سامح فوزى فى مقالة نشرتها صحيفة الشروق قال فيها إننا بحاجة إلى نخبة جديدة بديلا عن النخبة السياسية الراهنة «التى ألقت بالمجتمع فى التيه الفكرى والاستقطاب» (الشروق 19/11).

هل غدت النخبة جزءا من مشكلة مصر بعد الثورة بدلا من أن تصبح أملها فى الحل؟

رأي المدون :
جاء هذا المانشيت في جريدة الأحد الماضي 20-11-2011 للأسف هذه الجريده المصري اليوم والتي كنا نكن لها كل احترام وتقدير لمده طويله .
لا أدري ماذا حدث للأستاذ مجدي الجلاد رئيس التحرير . لماذا هذا التحيز الواضح ضد الإسلاميين وهم جزء من المجتمع أن أهم صفات الاعلامي الناجح هو أن يقف في موقف الحكم ما بين اللاعبين في الملعب فتخيل حكم في مباراه ينحاز لفريق دون الأخر كيف سيتم إخراج هذه المباراه إلى بر الأمان ؟
لقد خصمت كثير من رصيد حب الجمهور لك يا مجدي بقدر ما أشعلت من نار في جوانب هذا المجتمع . وإنني أعرف كثيرا من أصدقائي قد قاطعوا شراء جريدة المصري اليوم لهذا الموقف المنحاز الغير مبرر.
الإعلام مسئول عن عرض جميع وجهات النظر وتحليل الموقف دون إبداء الرأي هل سنرجع إلى عهد الرأي الواحد يا أستاذ مجدي ؟

ما كانش العشم يا أستاذ النخبه

التاريخ يسجل

السبت، 19 نوفمبر 2011

بالفيديو .. صاحبة قضية كشف العذرية تستنجد بالشعب “هاتلي حقي”.. وتؤكد: قررت ألا أسكت لأنه ممكن يحصل مع أي بنت “




فى عهد المخلوع لم يكن احد يصدق اى سوء يقال عليه واعتمد هو ومن حوله على هاله القدسيه التى صنعها حوله على ان يفعل كل ما يحلوا له دون حساب من احد هل نرغب ان نكرر مافعله مبارك من اتتهاكات مع من بجلس على نفس كرسيه مره اخرى بعد الثوره ؟اذا قبل بعض المشككيين ذلك منحن اذن شعب نستاهل كل مايحدث لناوان نظل ابدا فى خانه الشعوب غير المحترمه فى العالم ...اما اذا فكرنا قليلا لماذا تقول مثل هذه البنت مثل هذا الكلام بمثل هذه الشجاعه الالسبب واحد وهو محاوله فضح هذه الاعمال الفاضحه التى هى استمرار لعهد الطاغيه المخلوع واننا مازلنا نعيش فى نفس عصره المهين لكرامه كل المصريين ولحمايه امثالها من الشرفاء من التعرض لنفس هذا الموقف ...اليس كان من الاسهل لها ان تنسحب وتدارى مصيبتها فى هتك عرضها بهذا الشكل المهين وتسكت بدون فضيحه البنت السوهاجيه الشريفه ... اتقوا الله ايها المشككين . اقول هذا وانا متأكد ان جمعيات حقوق الانسان قد اثارت هذه القضيه فى حينها ولكن لم يسمع احد لهم (ودن من طين وودن من عجين) اليس من حق الشعب المصرى بعد ذلك ان يطلب وبشده ان يحاكم المدنيين امام قاضيهم الطبيعى وهو القاضى المدنى الذى سوف يكشف كل هذه البلاوى ؟؟؟ تخيل هذه البنت بنتك ؟؟؟؟حرام ياكفره.

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

الفتنة النائمة

بقلم على السيد ٨/ ١١/ ٢٠١١ المصري اليوم

هل تولد الديكتاتورية من رحم الفوضى الناتجة من حرية منفلتة؟

هل تحتاج الحرية لمن يكبح جماح فوضويتها فى لحظة ما؟

هل الحرية الزائدة تولد الفوضى العارمة؟

أى نظام يمكن أن يأتى فى ظل الفوضى؟

متى يمكن للناس أن يقولوا «لا» للظلم والعدوان والتآمر والخنوع والخيانة، دون أن ينزلقوا إلى الأنانية والعبث بوطنهم؟

فحين تنتشر الفتن، وتكثر الجرائم الغريبة، ويعم الخوف، ويغيب التآخى، ويضعف الولاء للوطن، مقابل الولاء للقبيلة أو الطائفة أو فئة العمل، ويرتعش الأمن، ويتفشى السطو والنهب والقتل تترنح الدولة وتصبح على مشارف التهلكة، ومن ثم تكون أمامها خيارات مرة وقاسية، أحدها أن تقبل بالاستبداد مرة أخرى.

فـ«النظام الحاكم» يسقط فى لحظة، وتسقط «الدولة» فى سنوات. يسقط النظام بأيدى الشعب غالباً، وتسقط الدولة بأيدى الحكام والشعب والأعداء دائماً.

سقوط النظام يمكن أن يكون فرصة ذهبية لبناء دولة عظيمة، ومجتمع عصرى متطور وناهض بعد نفض غبار الاستبداد. بينما يؤدى سقوط الدولة إلى انتشار الفوضى، وموت القانون، وتسيد الفتن والشائعات، ورواج الدجل، وتفوق الكلام على العمل، ويصبح الكذب شطارة والبلطجة شجاعة، والتطرف إيماناً، والعلم إلحاداً، والهدم وطنية، ويتخلى الناس عن الإيمان بالوطن الواحد والعيش المشترك، ويختبئون خلف القبيلة أو الجماعة الدينية، وتصبح دور العبادة حاكمة ومتحكمة فى كل شؤون الحياة، لدرجة أن يصبح الدين موضوعاً متأخراً فى أولويات دور العبادة.

واستعادة الدولة أو الحفاظ على ما تبقى منها يتطلب قبضة حديدية وحكماً ديكتاتورياً يتخذ قرارات حادة وحاسمة، وهذا النوع من الحكم يعطى نتائج أشبه بتلك التى تعطيها الفوضى: تخلفاً وغياباً لروح الابتكار، ونزوعاً إلى الانكماش على الذات، وشيوع الرغبة فى عدم المشاركة، وفى الحالتين يشيد حائط عملاق أمام فرص التقدم، إذ يغلق باب الاجتهاد، ويفتح باب التطرف، يغلق باب التسامح ويفتح باب العنف، يغلق باب العمل ويفتح باب الفهلوة والتحايل، يصبح التعليم بلا جدوى، والصحة بلا فاعلية، تخرج الجامعات جهلاء، وتخرج المستشفيات مرضى ينتظرون الموت.

وحين يسقط «نظام حاكم» ينبغى أن تتجه أنظار وقلوب الشعب وقادته فى الفكر والسياسة والعلوم إلى الدولة، ليعضوا عليها بالنواجذ: يصلحوا ما فسد منها ويطوروا ما تخلف فيها، ويدعموا ما وهن منها، ويحولوا دون سقوطها بكل الوسائل، فسقوط دولة يمكن أن يكون نهاية لشعب بأكمله أو مقدمة لدخوله فى صراعات لا تنتهى إلا بتقسيمه.

الحكم المستبد الذى هو ضرورة الانفلات، والفوضى التى هى نتيجة الانفلات، يؤديان إلى:

١-تفكك مؤسسات الدولة، وتحولها إلى مؤسسات متصارعة مع غيرها للحفاظ على وجودها «الذاتى»، وتحقيق مكاسب «خاصة»، مثل صراع «القضاة والمحامين»، و«أمناء الشرطة وضباط الشرطة» و«أساتذة الجامعات مع وزارة التعليم العالى».. وغيرها من صراعات يؤدى احتدامها إلى نهاية الدولة.

٢- تقسيم الوطن على أسس عقائدية وطائفية وقبلية، بحل مشكلات كل فئة بمعزل عن مشكلات المجتمع، أو منع الفتن من منبعها، أى من المدرسة.

٣- تناحر النخبة السياسية والثقافية، للفوز بنصيب من الدولة المريضة.

٤- تفشى صراع الطبقات الاجتماعية، الذى يبدأ بالأفراد وينتهى بالجماعات فى ظل ارتخاء قبضة القانون. ٥- كثرة المطالب الفئوية فى ظل ظروف لا يمكن فيها تحقيق رغبات الجميع.

فهل سيكون نصيبنا استمرار الفوضى، أم انقضاض ديكتاتور على السلطة، أم سيظهر من يخلصنا من كل ذلك؟

رأي المدون:
المجلس العسكري والمستنقع الذي دخل فيه
مصر الآن تمر بفترة من أصعب فترات تاريخها المعاصر وبشئ من التحليل الهادئ نستطيع أن نحدد الصورة أمامنا كالآتي :
الصورة بها عده فصائل من الشعب المصري.
الفصيل الأول :
فصيل يمثله جزء كبير من شباب هذه الأمة المثقف والمتعلم ثار على نظام فاسد استمر قابع على صدر الأمة مده طويلة يفرض سيطرته بالقوة المسلحة والإرهاب والتعذيب والمعتقلات حتى قضي على كل رأي يعارضه وترك جزء منها مسيس كديكور لزوم ألصوره ولم يكتفي بذلك بل رأي أن إبن الرئيس يجب أن يكون هو الوريث الشرعي للحكم.
ثار هذا الشباب ليثبت للعالم كله إنه ليس قطيع من الماشية يساق حيث يريد له الراعي الفاسد... ثار للوصول إلى دوله حرة يحكمها أبنائها الأحرار المصريين وبصرف النظر عن الديانة أو الانتماء وأصبح هذا الشباب هو رأس ألحربه التي استطاعت أن تسقط النظام الفاسد وذلك سلميا.
الفصيل الثاني :
فصيل من هذا الشعب أكبر عمرا عاش في النظام القديم ردحا من الزمن وقاس كثيرا من ظلمه واستبداده حتى وصل إلى مرحله اليأس من تغييره ولم يجد بد لاستمرار الحياة من التأقلم معه ومن باب الرضا بالمكتوب وهذا الفصيل بحكم سنه لديه من المال والاستثمارات ما يخشى دائما أن يفقده في حاله عدم وجود الاستقرار
وهذه فئة رجال الأعمال والرأسمالية الوطنية الشريفة.
الفصيل الثالث :
فصيل من الشعب له اتجاهاته الايديولوجيه المختلفة حيث يوجد به جزء من المتدينين المتطرفين ( من الجانبين ) والاشتراكيين بأنواعهم والعلمانيين بأنواعهم كل له مدرسته الثقافية التي أقتنع بها ويؤمن بأهميتها وضرورة أبرازها الآن للتطبيق في دوله الثورة.
الفصيل الرابع :
فصيل كبير من الشعب المصري تعود أن يكون صامتا ومطيعا من باب السير بجوار الحائط أو داخل الحائط كما تعود دائما ووجد الوقت المناسب بعد الثورة لكي يعبر عن المكبوت في نفسه لمده طويلة وهذا الفصيل يمثله أغلبية الشعب المصري وهي طبقة الموظفين ومحدودي الدخل واللذين سحقتهم أعباء المعيشة والارتفاع المتواصل في الأسعار الذي إنتهك ميزانيتهم المتواضعة ورغم ذلك إستطاع هذا الفصيل أنه مكافح ويعلم أولاده ويحاول أن يلحق بقطار المعيشة الأدميه بقدر استطاعته .
هذا الفصيل ربما خرج من أبناءه من أوقد فتيل الثورة تحت ظروف انسداد كل الطرق التي أوقفت طموحاته وطموح أبناءه ... هذا الفصيل أحس عند قيام الثورة إنها الفرصة الذهبية للتنفيس عن كل ما هو مكبوت فيه طوال السنوات الماضية وأنتفض مطالبا بتصحيح الأوضاع المختلفة دون خوف من عقاب محاولا الوصول إلى أكبر مكاسب ممكنه من صوره مطالب فئوية متأكدا إنه إن لم يحصل عليها الآن وفورا فلن يحصل عليها أبدا في المستقبل.
الفصيل الخامس :
فصيل من الشعب المصري عاصر النظم السابقة منذ قيام الثورة 1952 وحتى عهد السادات ثم عهد مبارك وأستطاع أن يتلون في كل فتره بلون صاحبها وأن يناور ويهادن ويحاور حتى يستطيع أن يحصل لنفسه على أكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات الممكنة من كل عصر وذلك بدون التمسك بأي مبادئ أو قيم ...بل كانت مصلحته الشخصية هي المحرك الأول له في كل الاتجاهات وتكونت من هذا الفصيل كل رجال البطانة الفاسدة التي أحاطت بالحكام من المنافقين الباحثين عن دور لهم في أي مكان بجوار الحاكم وكذلك كل المشتاقين للسلطة وتحقيق ذلك بكل الطرق المشروعة والغير مشروعه وأشهرها استخدام البلطجيه كسلاح لهم في أعمالهم تحت حماية السلطة.
الفصيل السادس :
فصيل من الشعب المصري ( هو القوات المسلحة ) وفي رأيي إننا لا نستطيع أن نفصله عن الشعب المصري فهم أخواتنا المصريين ولكن في زيهم العسكري المشرف .
وجد هذا الفصيل وقيادته بعد قرار المخلوع بترك المسئولية وبتولي القوات المسلحة مسئولية الدولة وجد الدولة قد وقعت بدون إرادته ( في حجره ) فارتعش رعشه من إصابته الكهرباء فجأة واهتزت الأمور في يده فتره طويلة وربما حتى الآن وقد يرجع ذلك إلى عدم وجود الخبرة السياسية اللازمة لهذا الموقف .
أضطر لتعويض ذلك إلى الإستعانه بالخبرات السياسية والقانونية التي رأى ضرورة الاعتماد عليها .
ولم ينتبه إلى أن هذه القوى بها اتجاهاتها الأيدلوجية المسبقة والتي تضاربت مع بعضها مما أظهر القرار المتخذ متضارب أيضا وقد تعرض للخطأ في كثير من الأحيان مما أظهره إنه في حاله ضعف بيين.
وقد حرص هذا الفصيل في بداياته أن لا يغضب أحد وأن يأخذ موقف الحكم ما بين كل الاتجاهات الأيديولوجية التي فوجئ بها أمامه وقد ساعد ذلك على أن يظهر أمام الجميع إنه أكثر ضعفا وأقل حسما وقد أكد هذا الإحساس اعتماده على حكومة ضعيفة لا تقدم ولا تؤخر في أي شيئ .
ولقد حرص هذا الفصيل منذ اليوم الأول لاعتلاء كرسي السلطة  بالقول أنه لا يطمح فيها وإنه يتوق إلى تسليم السلطة إلى قياده من الشعب وحدد مده 6 شهور لانتخاب مجلس شعب وشورى وانتخاب رئيس للدولة مدنيا.
أعتبر هذا الفصيل نفسه وعلى لسان قائديه إنه شريك في الثورة وإنه قد ثار مثل الثوار على النظام القديم وساعد على نجاحهم بعدم تعرضه لهم.
بعد تحديد الملامح الرئيسية للصورة التي تمت خلال التسعة شهور الماضية.
حدثت الأحداث الآتية:

1- فصيل الشباب أنقسم هذا الفصيل إلى قسمين : القسم الأول وهو الذي أعتبر إسقاط رأس النظام وإسقاط مشروع التوريث البغيض هو تحقيق لكل أماله وأن القوات المسلحة كفيله بتكملة باق المشوار ورجع إلى بيته. القسم الثاني : أعتبر أن إسقاط رأس النظام هي مقدمة للإصلاح ومطلوب استمرار الثورة لهدم باق النظام وبناء حياه جديدة وهذا القسم هو الذي أصر على استمرار الاعتصام بميدان التحرير للضغط على المجلس العسكري( الفصيل السادس ) و على تقديم الرئيس والفاسدين ورموز النظام السابق إلى المحاكمة عن قتل المتظاهرين ونهب أموال ألدوله والإفساد السياسي ونجح في تحقيق ذلك بضغط التظاهر.
2- فصيل أصحاب الأيديولوجيات وقد أنتفض هذا الفصيل عن بكرة أبيه كل يبرع في تقديم نفسه وشرح أفكاره سواء كانت دينيه أو اشتراكيه أو علمانيه وبهدف الانتساب إلى الثورة ومحاوله إقناع جموع الشعب بها وخرج من تحت الأرض أصحاب نظريات كانت مختفية ولا يسمع عنها مثل السلفيين وليدغدغوا مشاعر الشعب المصري ( الأغلبية المسلمة ) والمتدين بطبعه بضرورة مناصرتهم للوصول إلى الدولة الدينية....قلب هذا الاتجاه من السلفيين الترابيزه على الجميع وأثار مخاوف المسيحيين من الدولة الدينية التي قد تطغى على حقوقهم كمواطنين مصريين وخاصة بعد مظاهرات السلفيين الحاشدة في ميدان التحرير والتي أثارت مخاوف الفصائل الأخرى أيضا من العلمانيين والاشتراكيين من الحكم الديكتاتوري الذي يتخيلونه للدولة الدينية. حتى أن بعض هذه الاتجاهات بعد أن كانت تعادي اتجاه الإخوان المسلمين بوضوح أصبحت تعتبرهم بالنسبة للاتجاه السلفي هو الاتجاه الديني المعتدل والذي إن كان لابد منه فهو الأفضل.زادت ضغوط كل الاتجاهات الأخرى ضد التيار الديني في محاوله إيقاف تقدم التيار الديني الذي أحس الجميع إنه يحظى بقبول الشارع المصري وخاصة بعد تداول قضايا الفساد والسرقة للعهد السابق في كل مكان وتأكدهم أن الرجوع إلى صندوق الانتخاب سوف يرجح نجاح هذا الاتجاه. وصلت هذه الضغوط إلى الفصيل السادس من الشعب وهو القيادة العسكرية وحاولت أن تضع حل وسط يرضي الأطراف جميعا وهو المبادئ الفوق دستوريه التي يتفق عليها الجميع لوضع الدستور حتى لا يميل في اتجاه على حساب الآخر. . زامن تأجج الصراع أن الاتجاهات الأخرى لم تستطع أن تتألف مع بعضها لكي تكون قوه في مواجهه الاتجاه الديني المنظم وتفتت هذه القوى وتناثرت واختلفت فيما بينها كالعادة ولم تتفق على شيئ.
3- وهو فصيل رجال الأعمال الشرفاء والذي يقوم الاقتصاد الوطني عليه تقريبا هذا النوع من الناس يحملون في أعناقهم أقدار أسرهم وأسر من يعملون معهم ويديرون تقريبا عجلة الاقتصاد في مصر الذي دائما يؤثر عليه بالسلب أي اهتزاز في منظومة العمل مما يؤثر بالسلب أيضا على ضغط الإنتاج والاستثمار والتوسع والتقدم لأي دوله تقوم على الاقتصاد الحر واللذين ينادون دائما ( ألحقونا الاقتصاد حيقع !! ) هذا الفصيل يفضل الاستقرار دائما ويقلقله دوما ما يعطل الإنتاج والذي أستمر إلى ما يقرب من عام . فضلا عن تأثير ذلك على السوق الخارجي والذي لا ينفصل في العصر الحديث عن السوق الداخلي ولذلك أصبح هذا الفصيل معارض لأي أعمال تعارض الاستقرار
4- فصيل الأغلبية التي كانت صامته. وهذا فصيل محدودي الدخل وموظفي الدولة المطحونين يرى أن الاستقرار هو ضياع لحقوقه ولذلك يقدم دائما بهز أي استقرار للأوضاع بالمظاهرات الفئوية والأمثلة كبيره طوال الشهور السابقة من مظاهرات الأطباء والمدرسين وأمناء الشرطة وموظفي الكهرباء ومترو الأنفاق والقطارات والنقل العام ومراقبي المطارات وعمال المصانع وغيره حيث شملت تقريبا كل جموع الشعب والتي استطاعت أن تخرج من القمقم الآن فقط.
5- الفصيل الذي ضاعت مكاسبه بقيام الثورة وسقوط رؤوس النظام وهذا الفريق يحاول بكل قوته في المحافظة على مكاسب التي حققها طوال السنوات السابقة ويخشى من أن فقدان القرب من السلطة سوف يفقده سلطانه وربما ما تمكن من امتلاكه بالفساد خلال الفترة السابقة ولذلك يقوم هذا الفصيل بالإستماته في الرجوع إلى السلطة ولو بالعودة إلى النفاق وبتكوين أحزاب جديدة تحت مسمى أخر يستطيع أن يمارس فيها نفس الدور الذي يمارسه من قبل وليس هناك أي مانع من أن يتغير اللون ولكن الهدف واحد لا يتغير.
6- وهو فصيل المجلس العسكري ( الذي هو جزء من الشعب المصري ) أين هو من هذا المستنقع الذي وضع فيه بدون إرادته ؟
وجد المجلس العسكري نفسه مضطر إلى اتخاذ القرارات ألأتيه :
1- عدم السماح للفصيل الأول ( شباب الثورة ) بالاستمرار في إضرابات ميدان التحرير لأكثر من ذلك وأضطر إلى إجلائهم من الميدان بالقوة حتى يمكن أن تسير منظومة العمل بالدولة .
2- حتى يمكن أن تسير عجلة الاقتصاد في طريقها ويستطيع جموع الشعب أن تجد لقمة العيش والملبس وغيره أعطى الضوء الأخضر للفصيل الثاني باستمرار النظام الاقتصادي الحالي لإعطاء الأمان لرؤوس الأموال الشريفة بالعمل.
3- في محاوله رأب الصداع الذي ترتب على ظهور التيارات الدينية المتطرفة ومحاوله أحداث الفتنة الطائفية ما بين الأديان قام بتحمل تكاليف إعادة بناء الكنائس في صول وإمبابة ووقوف موقف الحكم بقدر الإمكان في كل هذه الأحداث.
4- في محاولة القضاء على مخاوف الاتجاهات الغير دينيه في المجتمع وكذلك الأخوة المسلمين من سيطرة الاتجاه الديني على الدستور أقترح عمل مبادئ فوق دستوريه حاكمة لواضع الدستور لا يمكن الخروج عليها كحل وسط لهذا التخوف.
5- للقضاء على مخاوف قصر الفترة اللازمة لإجراء انتخابات الرئاسة وعدم استعداد الأطراف الأخرى غير الإسلاميين لها لقلة الوقت اللازم لذلك فقد تم مد مدة تسليم الرئاسة إلى عام 2013 لتحقيق هذا الهدف.
6- بنفس القاعدة التي نفذت في ميدان التحرير في منع المظاهرات الفئوية من تعطيل عجلة الإنتاج ثم من تعطيل عجلة الإنتاج تم منع مظاهرات ماسبيرو من أمام التليفزيون بالقوة عن طريق الشرطة العسكرية بعد استمرارها أكثر من 3 أسابيع.
7- اعتبرت بعض القيادات المسيحية أن استخدام القوة في هذا الموقف نوع من التعصب من الجيش ضد فئة معينه وتم استخدام القوه أيضا للرد على قوه المنع من الجيش مما ترتب عليه سقوط ضحايا من الجانبين في موقعة ماسبيرو الشهيرة والمؤسفة.
8- ظهر ائتلاف غريب في الفترة الأخيرة ينادي بأن يقوم بترشيح المشير قائد المجلس العسكري نفسه رئيسا للجمهورية وتبعه نفي من المجلس العسكري لذلك مذكرنا بما كان يحدث أثناء ترشيح جمال مبارك للرئاسة في العهد البائد
9- ظهر المشير قبل ذلك في وسط البلد بزي مدني يقابل ويصافح الجماهير بشكل غير معتاد ولم يعرف سببه إلا بعد ذلك.
ترتب على ما تقدم الآتي:
1- إحساس كل القوى الشعبية بجميع أطيافها أن المجلس العسكري قد تغيرت خططه بالنسبة لوعده بتسليم الحكم في فترة زمنيه معينه وإنه يتراجع بوضوح في تنفيذ هذا الوعد مستندا إلى تناحر القوى الوطنيه وعدم تجمعها على هدف واتجاه واحد.
2- نزول د . علي السلمي بالمبادئ الفوق دستوريه مع وجود بنود بها تعطي للمجلس العسكري سلطة أكبر من سلطة رئيس الدولة ومجلس الشعب هو نوع من القفز على الدولة وعلى المجالس المنتخبة ونوع من الدكتاتورية العسكرية المرفوضة.
3- حرص المجلس العسكري على عدم تحديد جدول زمني واضح لتسليم السلطة للشعب يزيد من المخاوف من نياته.
4- الخوف من أن يكون المحرك الرئيسي لكل الاضطرابات التي حدثت من المرحلة الإنتقاليه هي اضطرابات مقصوده والهدف منها . ضرورة العودة إلى قوة الدولة في صورة الحكم العسكري الديكتاتوري مرة أخرى. وخاصة أن هناك فصائل من الشعب المصري كما سبق توضيحه يهمها ذلك لاستمرار دوران عجلة الإنتاج والحفاظ على الاستقرار.
ليس أمام أغلبية فصائل الشعب المختلفة إلا النزول مره أخرى إلى ميدان التحرير 18/11/2011 لإفاقة المجلس العسكري من نشوة السلطة التي تمتع بها لمدة 10 شهور كانت كافيه لوصوله إلى حد الثمالة وعدم تقدير الأمور كما يجب التضحية بالقليل خوفا من فقدان الكثير .
ولقد إستطاع المجلس العسكري بدون أن يدري أن يوحد هذه الفصائل المتنافرة مره أخرى ويخلق لنفسه يوم أسود مثل يوم تنحي مبارك.
إن الشعوب الواعية عند قيام الثورات تحرص على أن يسقط النظام القديم بالكامل وفي نفس الوقت تضع نصب أعينها ألا تسقط الدولة وتترك للشعب عن طريق صندوق الانتخاب أن تختار قائدها دون وصاية من أحد.

التاريخ يسجل

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

معتز بالله عبد الفتاح يكتب : خاصية التدمير الذاتي

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح    -    2011-10-29 14:05:41


البعض يملك هذه الخاصية. يدخل نفسه والآخرين في متاهات تنتهي إلى قرارات مدمرة لصاحبها. و"التدمير الذاتي" هو وصف لما هو أعقد من مجرد "سوء التقدير". سوء التقدير وارد، لأنه ببساطة خاصية إنسانية. إنما التدمير الذاتي هو سلسلة متسقة الحلقات من تجاهل المعلومات الجديدة التي تتناقض مع المعلومات القديمة أو الافتراضات السابقة، ورفض تغيير الرأي أو الموقف رغما عن وجود أسباب منطقية تدعو لذلك، ورفض الاستجابة السريعة للمتغيرات بسبب عدم الاعتبار لعنصري الزمن وتكلفة الفرص الضائعة، وتبنى مقولات ورفع شعارات واتخاذ قرارات تحقق مكاسب سريعة ولها تكاليف مدمرة في المستقبل. كل ما سبق ليس بذاته "تدميرا ذاتيا" هو فقط "تدمير" لكن ما يجعله "ذاتيا" هو أن يكون أول من يتضرر منه هو متخذ القرار نفسه، فهو الذي رفض المعلومات الجديدة مع أنها تفتح له آفاقا أرحب للاختيار، وهو الذي يرفض تغيير الرأي أو الموقف مع أنه لو فعل ذلك لحقق مكاسب أكبر، وهو الذي لا يستجيب بالسرعة الكافية للتحديات الجديدة مع أنه من الواضح له أن الاستجابة السريعة في مصلحته، وهكذا.

???

هناك مجموعة من الأساطير في حياتنا، فوجئت بأنها موجود بنفس القدر والخطورة في الحارة والشارع كما هي موجودة في حياتنا السياسية الحكومية والحزبية. ولحضراتكم عينة من هذه المقولات التي تحمل في داخلها خاصية التدمير الذاتي:
أولا أسطورة "الرجل لا يرجع في كلامه". لو أنا فهمت هذه العبارة على ظاهر معناها، إذن الصحابة العظام الذين صدقوا الرسول محمد أو حواريى السيد المسيح عليهما السلام أخطئوا لأنهم "رجعوا في كلامهم"، وعليه فأبو لهب وأبوجهل وبيلاطس والرهبان اليهود الذين لم يؤمنوا بدعوتى محمد وعيسى "رجالة" لأنهم صمموا على "كلامهم".
  تلك إذن قسمة ضيزى. أين إذن نضع الحث على التناصح وتعليم الناس الخير وأن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والمرونة في الإدارة؟
أقول هذا الكلام بعد أن هالنى أن البعض يرفض أن "يرجع في كلامه" خوفا على مصداقيته رغما عن يقينه بخطأ موقفه والتكلفة المهولة له ولشعب بأكمله. المصداقية ترتقي ويرتقى صاحبها حين تكون مبنية على قوة الموقف والحجة والاستعداد لعمل ما هو في صالح عموم الناس حتى لو كان مبنيا على تقدير مختلف للموقف ولمعطياته. والأغرب أن الإنسان الرجّاع للحق، يوصف بأنه "مالوش كلمة" و"متلون" و"ثعلب" مع أن الأولى بهذه المصطلحات هو من يغير مواقفه من أجل مصلحة شخصية وبدون مراجعة فكرية حقيقية وبشكل سريع ومتخبط يبدو معه المرء وكأنه بلا بوصلة أو وجهة إلا ما يحقق المصلحة الخاصة. وشتان بين هذا وذاك. أزعم أن من يغير موقفه حين يستبين له موضع الخطأ فيه ويصرح للناس بأسباب تبنيه للموقف الأول وأسباب تغييره لموقفه، أكثر حرصا على الحق، وأكثر ثقة بالنفس، وأنفع للمجتمع ولنفسه ممن يتشبث بالباطل خشية أن يُظَن فيه أنه كان يوما على غير الحق، وممن يتناوب الحق والباطل وكأنهما يستويان مثلا.
هناك سياق واحد ربما أقبل فيه هذه المقولة وهو مقام "الوفاء بالوعد"، فالوعد القاطع دين قاطع لا بد من الالتزام به، ولكن الانسحاب من هذا السياق إلى غيره مضرة.
ثانيا أسطورة "أبو العريف": كم من أشخاص تكون لديهم قدرة استثنائية على أن يطرحوا آراءهم في كل القضايا بغض النظر عن تخصصهم أو خبرتهم وكأن عبارة "لا أدرى" أو "غير متأكد" أو "اسأل شخصا آخر له خبرة أكثر" نقيصة لا تليق بأي إنسان مصري على قيد الحياة.
 أما وقد سُؤل فلابد أن "يفتى". وبما أن أي مواطن يستطيع أن يدلى بدلوه في كل قضية، إذن فمن الممكن أن يكون المستشار القانوني لرئيس الدولة مثلا له نفس الحجية والوزن النسبي في مجال تخصصه مع أي نصيحة تأتى لصانع القرار من زوجته أو ابنه أو بنته أو سائقه تحت شعار: "اهوه كله كلام، وكله عند العرب كلام". المشكلة أن هذه الأسطورة قد تجعلك تنصت للشخص الخطأ في التوقيت الخطأ فتقع المصيبة، وبعدها تبحث عن الشخص الصح في التوقيت الخطأ لتعرف لماذا حدث التدمير الذاتي. ثالثا أسطورة "تمام يا ريس": هذه الأسطورة لها إسهام في خاصية التدمير الذاتي عن طريقين: الأولى بصيغتها الحالية وهو "تمام يا ريس" أي مجاراة صانع القرار في كل ما يقول بأي صيغة كانت حتى لو كان الكلام فيه مضار واضحة، لكن "الزعيم لا يخطئ أبدا" عند هؤلاء. ويكتشف المرء أن أحد المشروعات الكبيرة في وسط القاهرة تم بناء على رغبة الرئيس مبارك، وحين دُعي لافتتاحه سأل عن التكلفة فلما عرف بها انتقد الوزير المسئول فكان رده: "احنا كنا بنفذ تعليمات سعادتك يا افندم". وهناك جانب آخر لهذه الأسطورة وهو بإضافة كلمة "كله" لتصبح "كله تمام يا ريس". وهى تعنى حجب المعلومات المزعجة عن صانع القرار والمبالغة في تصوير الإنجازات وكأن الأمور كلها تحت السيطرة وتسير في اتجاهها الصحيح بلا تقييم موضوعي وحقيقي وخارجي للوضع. وكلمة "خارجي" أحيانا تعنى وجود جهة مستقلة قيمت الوضع الذي مفروض أنه "كله تمام".

???
هل نتصور أن التباطؤ العجيب الذي كان عليه مبارك ومن معه في اتخاذ أي قرار حتى مساء 28 يناير رغما عن غليان الأوضاع بدءا من 25 يناير قد حدث دون تأثير من الأساطير الثلاث السابقة؟
لو كان هذا الرجل استجاب لمطالب العشرات من المخلصين الذين قالوا له "أصلح أو ارحل" لسنوات طوال قبل 2011، لكنا الآن حققنا ما نريد بتكلفة أقل.
لو كان سيادة المشير يجلس مع مستشارين مخلصين ويستمع إليهم بانتباه أكثر ويأخذ كلامهم بجدية أكثر، لكنا الآن حققنا فترة انتقالية بتكلفة أقل وأسرع.
لو كانت القوى الثورية، استجابت لفكرة إجراء الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي، كانت حصلت على أصوات أكثر مما ستحصل عليه يقينا في نوفمبر وساعتها كان وجود مجلسي الشعب والشورى مزية لهم لتزيد فرص تمثيلهم. لو كان المجلس العسكري التزم بخريطة الطريق التي اختارتها الأغلبية بإجراء انتخابات سريعة، والتزم المجلس العسكري بأن يسلم السلطة في 2011، لظل احترام الناس وتقديرهم للمجلس في مكانته اللائقة. ولكنهم "رجعوا في كلامهم" بسبب افتراضات خطأ ومعلومات خطأ.

 ما العمل؟
1ــ على كل مسئول أن يكون له مجموعة من المستشارين ممن لا يلتزمون بهذه الأساطير. ناس متمكنة في علمها وفى قوة شخصيتها ولا تخشى أن تقول الحق ولو كان مرا على آذان من يسمعون منهم. مستشارون يكونون أكبر من الكراسي التي يجلسون عليها، وليست نيتهم أنهم التحقوا بعمل ما كي "يكسبوا قرشين ويكوّنوا نفسهم".
2ــ على كل مسئول أن يتواصل بشكل أسبوعي مع العاملين معه لو كان في شركة أو مصنع أو مع آحاد الناس لو كان في وظيفة حكومية من خلال موعد أسبوعي يتبنى فيه فكرة "الباب المفتوح".
3ــ لا تُحجب المعلومات والتقييمات السلبية عن المسئولين، فهي مهما كانت مزعجة نفسيا لكنها مفيدة ذهنيا لأنها تساعدهم على ضبط إيقاع حركاتهم واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة. ولو كان المسئول غير قادر على الموازنة بين الانزعاج النفسي وبين الفائدة الذهنية المترتبة على المعلومات والتقييمات السلبية، إذن فهو ليس مؤهلا لأن يتخذ مواقع قيادية، والأولى به أن يمتهن مهنة تكون ضغوطها النفسية أقل.
4ــ هناك مقررات دراسية ودورات تدريبية يلتحق بها الأفراد كي يكتسبوا ويصقلوا مهارات القيادة والإدارة السليمة إن كانت عندهم مقوماتها لأنها مهارات إن لم يتم تطويرها فستضمر.
لو حد يقدر يطلع السيد المشير على هذه المقالة، أكون له من الشاكرين، فالتكلفة ترتفع والاقتصاد يستنزف والمرحلة الانتقالية تطول بلا صالح وطني، وقد خرجنا بالفعل عما طالب به أهل "نعم".

رأي المدون :
نعم لقد تأكدت تماما أن هناك مؤامرة مخططه دبرت في الخفاء لكي يحدث ما يتم الأن في مصر
ببساطه هناك نوع من البشر مستعد أن يتحالف مع الشيطان في سبيل الوصول إلى هدفه
ولنجيب عن هذه الأسئله لكي نستطيع أن نفهم
س1 : من الذي ترك الرئيس المخلوع لمده شهرين تقريبا بشرم الشيخ هو وأسرته دون توجيه أي إتهامات له ولاتباعه رغم ما كشف عليه في الصحف العالميه عن تجاوزاتهم الماليه
الواضحه ورغم فاجعة موقعة الجمل وقتل المتظاهرين المسئول عنها النظام السابق ولم يتحرك أحد من المسئولين الجدد إلا بعد حدوث الضغط الشعبي الذي إضطرهم إلى وضعه في السجن
هو وأتباعه وأفراد أسرته ؟

س2 : من المسئول عن إيقاف التحقيق مع سيدة مصر الأولى ( والأخيره ) زوجة المخلوع وإيقاف كل الإتهامات التي وجهت إليها وتركها تتصرف في أموالها المنهوبه من الشعب
المصري بحريه كامله حتى الأن ؟

س3: من المسئول عن إخفاء كل شرائط الفيديو المسجله أثناء الثوره في المتحف المصري والتليفزيون لكل أحداث هذه الأيام ؟
س4 : من المسئول عن تعطيل العداله في الوصول إلى نتائج التحقيق في كارثه إطلاق النار على المتظاهرين من القناصه في ميدان التحرير أثناء الثوره ؟
س5 : من المسئول عن تعطيل وعدم ظهور نتيجه التحقيق في كارثة حادث تفجير كنيسه القديسين بالأسكندريه قبل الثورة والتي راح ضحيتها أكثر من 25 مصري حتى الأن ؟
س6 : من المسئول عن السماح لمجهولين أن يقوموا بهدم كنيسه صول بالعياط لمده 12 ساعه دون تدخل ودون محاسبه عن من فعل ذلك ثم إعادة بنائها على حساب الدوله ؟
س7 : من الذي سمح لمجهولين بالإعتداء على شباب المتظاهرين أمام مسجد النور بالعباسيه بالطوب والسنج وغيرها حتى قتل أحدهم ؟
س8 : من الذي سمح لمجهولين بالإعتداء على متظاهري ماسبيرو وتدبير مذبحه لأكثر من 25 متظاهر مصري ؟
س9 : من الذي سمح لمجهولين بقطع طريق الأوتستراد بالمقطم والإعتداء على أقباط حي الدويقه دون الوصول إلى الأن إلى نتائج التحقيق في ذلك؟
س10 : من الذي أشعل الفتنه الطائفيه في إمبابه ومن المستفيد من ذلك ؟
س11 : من الذي سمح لمجهولين أن يستمروا في قطع طريق الصعيد لمده 3 أيام دون مراعاه لمصلحة وأمن الوطن ؟
س12 : من الذي سمح لمجهولين بالتواجد لتصعيد مظاهرات المدرسين ضد وزير التربيه والتعليم للمطالبه بعزله ؟
س13 : من الذي سمح لمجهولين بالتواجد لتصعيد مظاهرات عمال النقل العام ضد رئيس الهيئه وتعطيل مرفق المواصلات بالقاهره الكبرى ؟
س14 : من الذي سمح لمجهولين بالتواجد وتصعيد مظاهرات الأطباء ضد وزير الصحه ؟
س15 :من الذي سمح لمجهولين بتدبير إضراب موظفي وزارة الكهرباء مهددا بإنقطاع الكهرباء عن مصر رغم مخالفة ذلك لقانون التظاهر المصري ؟
س16 : من هو المحرك الرئيسي عن إندلاع مظاهرات أمناء الشرطة ضد وزير الداخليه وإستمرارها حتى تتحقق مطالبهم وأهمها إبعاد مساعديه عن الوزاره ؟
س17 من المسئول عن تعطيل صدور قانون الغدر وإستبعاد مسئولي الحزب الوطني المنحل وفلوله حتى الأن ؟
س18: من الذي سمح لمجهولين بالتواجد لتصعيد خلافات المحامين والقضاه والوصول إلى حد إستخدام الطبل وإطلاق النار ؟
س19 : من المسئول متعمدا عن إستمرار حاالة الإنفلات الأمني في ربوع مصر كلها منذ قيام الثورة ولمدة 9 شهور وحتى الأن دون وضع أي حلول ناجحة للقضاء عليها
س20: من الذي إستطاع أن يردع البلطجيه عند محاولتهم الإستلاء على أرض الدوله تحت خطوط الضغط العالي عند عزبة الهجانه في مدينه نصر وإسترجاعها منهم إلى الدوله ؟
س21: من إستطاع أن ينجح في ردع البلطجيه اللذين حاولوا الإستيلاء على حوالي 2000 وحدة سكنيه جاهزه للتسليم في مشروع بيت العيله في 6 أكتوبر وإرجاعها إلى الدوله ؟
س22 :من الذي تراجع عن الوعد المقدم للشعب عند إستلام السلطه من المخلوع في أن يتم تسليم السلطه إلى الشعب خلال 6 شهور؟
س23 : من هو المحرك الرئيسي لحملة ( المشير رئيسا ) وهل يريد أن يفهمنا أن هذا هو الحل الأمثل لحل كل هذه الأزمات المفتعله ولكي ترجع كل الأمور إلى نصابها ؟
س24 : من أين يتم دفع نفقات هذه الحمله ؟
إن إستطعت أن تجيب على كل هذه الأسئله ستعرف كل ما يحدث الأن في مصر
وتعرف أن مقوله ( عبد المنعم مدبولي ) كل شئ إنكشف وبان هي عباره صحيحة وتستطيع أن تكسب هديه المسابقه
وهي ( كرسي تيفال ) هديه إلى حاكم مصر القادم

التاريخ يسجل