شريط البيبي سي

الأحد، 14 أغسطس 2011

المصحف فى يد علاء وجمال

  بقلم   د.كمال مغيث    ١٣/ ٨/ ٢٠١١  المصري اليوم
لا أعرف ما السر الكامن وراء حمل علاء مبارك وجمال مبارك المصحف الشريف طوال وقت محاكمتهما مع أبيهما ونفر من المتهمين بقتل حوالى ألف وإصابة ستة آلاف من أبنائنا وبناتنا أثناء تظاهرهم السلمى، ومحاكمة علاء وجمال، خاصة على التربح وأخذ الرشاوى والصفقات المشبوهة واستغلال النفوذ، خاصة أنه لم يؤثر عنهما حملهما المصحف ولا اهتمامهما بما فيه قبل نكبتهما تلك التى صنعاها بأيديهما، وبخلاف رعاية علاء مبارك إحدى مسابقات حفظ القرآن الكريم كصدقة على روح طفله الراحل، فإنهما كانا يقدمان نفسيهما كشباب عصرى يجيد اللغات الأجنبية ويستطيع أن يخاطب الغرب بلغته وثقافته وقيمه وأنماط سلوكه، وأيضاً بنمطه الاقتصادى الليبرالى المتوحش، يؤكد هذا أن جمال كان رائدا وقائدا لعملية الخصخصة وبيع أصول القطاع العام ومصانعه «بتراب الفلوس» لأصدقائه من العرب والأجانب.

ومع تسليمنا بأن الله سبحانه هو الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، إلا أن الواضح أن علاء وجمال لا يعلمان أن المصحف الشريف الذى يحملانه ليس حلية يتحلى بها المسلمون فى أيديهم وسياراتهم وليس مجرد كتاب الله المقدس والمتعبد بتلاوته، والذى يثاب المسلم على قراءته وحفظه، وإنما هو مع كل هذا ناموس للحياة المؤمنة المطمئنة وداعٍ إلى الأخلاق، وهادٍ إلى الحق والرشد، ومرشد إلى السلوك القويم ومستودع لقيم الحق والخير والعدل والإنسانية٠
وهو المصحف الشريف الذى عرفته بلادنا مع الفتح الإسلامى بعد عشرين عاماً فقط من وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أى منذ ما يزيد على الألف وأربعمائة عام، ولقد حفظنا ما تيسر من آياته وسوره ونحن صغار، وخشعت قلوبنا وفاضت عيوننا من الدمع، ونحن نستمع إلى تجويد وقراءة شيوخنا العباقرة لسور المصحف، الشيخ محمد رفعت، مصطفى إسماعيل، عبدالباسط عبدالصمد، أبوالعينين شعيشع وغيرهم.{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين} [المائدة : ٨٣]
فأين كان علاء وجمال من قيم ذلك المصحف ومن أوامره ونواهيه، هل فكر علاء مبارك فى القرآن عندما طلب من المهندس حسب الله الكفراوى ألف فدان «مرة واحدة وبلا مقابل» وهل يعلم أن القرآن ينهانا عن أن نأخذ ما ليس من حقنا، وأين كان القرآن وهو يفرض هو وأخوه فردة وإتاوة على كل العقود التى تبرم فى بلادنا؟! وأين كانت تلك القيم وهما يقاسمان أصحاب المكاسب مكاسبهم، وأين كانت دعوة القرآن للتواضع، وقد كانت زيارات جمال مبارك للبلاد المصرية تبدأ بالقبض على عشرات الفقراء والأرزقية وحجزهم حتى تتم الزيارة فى هدوء؟ وأين كانت الأمانة التى يدعونا إليها القرآن وجمال يفجر شرم الشيخ نكاية فى حسين سالم فيقطع أرزاق ويزهق أرواح أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل فى صراعه مع الفاسد حسين سالم؟
وأين كان الحق وهو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وذكر فى القرآن أكثر من مائة مرة، وجمال يتفق مع أبيه وأسرته وبطانة الفساد والخراب على وراثة البلاد والعباد، ظلماً وجوراً وفجوراً؟
وأين كانت قيم القرآن وصرخته بأن «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً» المائدة ٣٢، وهم يتواطئون ويحرضون على قتل أنفس بريئة ترفض الذل والهوان والضيم الذى سامونا إياه سنين عدداً.
إننى أعرف أننا جميعا مآلنا إلى الله الحكم العدل، ولكننى أعرف أيضاً أنه سبحانه وتعالى هو الذى جعل حقوق الناس مقدمة على حقه، وهى الحقوق التى لن نمل من السعى لانتزاعها حتى ولو رفع علاء وجمال المصاحف على أسنة الرماح، كما رفعها الخوارج والمنافقون ذات يوم.
 

رأي المدون :
" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ، فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ " (‏ الأنعام‏:44-45)
صدق الله العظيم
التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق