شريط البيبي سي

السبت، 6 أغسطس 2011

خارطة طريق لإعادة الثورة إلى مسارها الصحيح



بقلم د. ناجح إبراهيم ٥/ ٨/ ٢٠١١
■ هناك حرب مستعرة ومشتعلة الآن بين الإسلاميين والليبراليين من جهة، ويقع كل منهما فى كارثة التهويل والتضخيم والتفخيم لأى خطأ يصدر من الآخر.. وينتظر كل واحد منهما خطأ الآخر بفارغ الصبر.. ويسعد به وينشره فى الآفاق.. مع لوازمه من الشطة والفلفل والذى منه.. حتى يصبح مستساغاً ويسوق على أوسع نطاق.


■ فخطأ واحد يرتكبه أحد الإسلاميين يتم تضخيمه وتفخيمه واستغلاله بطريقة فجة لوصف تيار كامل بالخطأ.. دون الاعتداد بشخصية الخطأ والعقوبة والجريمة.. وهى مبادئ أساسية فى الإسلام والليبرالية والقانون كذلك.


■ وفى المقابل، حينما تحدث أى سقطة أو كلمة أو زلة لسان من ليبرالى يستشعر منها البعض نقداً للإسلاميين تؤول على أنها هجوم على الإسلام نفسه.. ومحاربة للدين نفسه.. وتعدٍ على الشريعة.. رغم أن هناك فرقاً بين الإسلام المعصوم والإسلاميين غير المعصومين.. والأمثلة فى الطرفين معروفة.


■ والآن يتم على نطاق واسع توسيع رقعة الحديث عن كل ممارسة سلبية من أى إسلامى لتصبح معيارا للحكم على كل الإسلاميين، وكل ممارسة سلبية من ليبرالى لتصبح معياراً على الحكم عليهم جميعاً.. مع شن كل فريق حرباً لا هوادة فيها على الآخر تنحى فيها مصالح الأوطان الحقيقية.


■ والحقيقة التى يدركها الطرفان فى قرارة أنفسهم أن مصر ليست بهذه الدرجة من التشدد أو التزمت أو التطرف الدينى الذى يصوره بعض الليبراليين، كما أنها ليست بهذه الدرجة من الانحراف عن الدين والتربص بالأديان والإسلام، الذى يصر عليه بعض الإسلاميين.


■ كما أن أكثر الليبراليين المصريين لا يكرهون الإسلام.. ولكنهم يخالفون الإسلاميين فى قضايا كثيرة أكثرها قضايا سياسية أكثر منها دينية.. وإن كان الدينى يدخل فى بعضها تبعاً.


■ وعلينا أن نقول بصراحة إن هذا الخطأ أو ذاك الذى حدث أو يحدث من بعض الإسلاميين لن يؤدى أبداً إلى وجود ديكتاتورية الدولة الدينية.. أو سيضيع الدولة المدنية كما يصورون.


■ وأن خطأ هذا الليبرالى أو ذاك لن يضيع الإسلام.. لأن الإسلام ببساطة أكبر من ذلك.. وأجل من ذلك.. ويمكن معالجة الخطأ دون الوقوع فى أخطاء أشنع قد تؤخر الدعوة الإسلامية نفسها.


■ كما ينبغى على القوى الليبرالية أن تقر أن الإسلاميين نالوا القسط الأكبر من العذاب والهوان والاعتقال فى عهد الرئيس حسنى مبارك، وأن هذه التضحيات الكبرى كانت وقوداً للثورة.. وأن القوى الليبرالية لم تتعرض لأى تضييقات تذكر فى عهد الرئيس مبارك مقارنة بالإسلاميين.


■ وعلى الإسلاميين أن يقروا بصراحة أن القوى الليبرالية هى التى بدأت الثورة، وهى التى قامت بتحريك الشعب المصرى فى ثورة ٢٥ يناير.. وأنه لولا هذه القوى ما قامت الثورة ولا تحركت.. ولا وصلت إلى ما وصلت إليه.


■ وعلى الإسلاميين ألا ينحوا أصحاب الثورة أو يختطفوها دونهم بعد أن أصبحوا عنصراً فاعلاً فيها بعد قيامها ونجاحها.


■ وعليهم أن يتشاركوا مع غيرهم فى بناء مصر الحرة المستقلة القوية، التى لا تقصى أحداً ولا تغمط حقاً.. وتعرف حق الضعيف قبل القوى.


■ وعلى الفرقاء جميعاً الآن الجلوس على مائدة واحدة للاتفاق على القواعد الأساسية لبناء الدولة المصرية القادمة.. وأن يراعى الجميع سنة التدرج كسنة كونية لا يمكن إغفالها.


■ وعلى الإسلاميين أن يتذكروا موقف النبى (صلى الله عليه وسلم) من مشكلة الحجر الأسود.. فقد كان بوسعه أن يحمل الحجر الأسود وحده ويضعه فى مكانه.. ولكنه بسط ثوبه وحمل كل زعيم قبيلة طرفاً من الثوب حتى وضعوه فى مكانه.


■ ومصر اليوم بمثابة الحجر الأسود وعلى كل الفرقاء أن يشاركوا فى حمل مسؤولية هذه الدولة الوليدة، وأن يحملوا طرفاً من المسؤولية ليصل الحجر الأسود إلى مكانه.. ولتصل مصر وثورتها إلى شاطئ الأمان.


■ فهل ندرك هذه الرسالة النبوية العظيمة؟.. أم ماذا؟!!


رأي المدون :


يعيش ويموت الإنسان وحتى أخر يوم في حياته ... يجب عليه أن يتعلم .
فلنتعلم من الكبار حين قالوا :


الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد ... ( الشيخ محمد متولي الشعراوي )
في نصيحة إلى ثوار مسترشداً بتجربة جنوب إفريقيا.
يجب أن لا تتملكنا روح الانتقام ممن ظلمونا وأن نحاول أن نكسبهم إلى جانبنا بدلا من أن يكونوا أعداء لنا .
وأن لا نضيع وقت كثير في محاوله الانتقام حيث أن أقامه العدل أصعب كثيرا من هدم الظلم ويجب أن نتفرغ لذلك ... ( الثائر / نيلسونن مانديلا )


وفي رأيي إنه من ينتظر لكي يتعلم من أخطاءه فسوف يحتاج إلى وقت كثير جدا لرؤية الطريق الصحيح حيث يجب أن تبدأ من حيث إنتهى الأخرون وحتى نوفر الوقت والجهد .
وليس عيبا أن نتعلم ولكن العيب أن نرفض التعلم .


التااريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق