شريط البيبي سي

السبت، 13 أغسطس 2011

لِــــــــــــمَ

لِــــــــــــمَ
بقلم : د . معتز بالله عبد الفتاح


لِمَ تبذل مجهودا كبيرا كي تمنع شرا، ومع ذلك يقع . . ولِمَ تبذل مجهودا كبيرا كي تصنع خيرا، ومع ذلك لا يتم.
ولِمَ يتكرر ذلك، ألا يعني ذلك أنك أصبحت بلا دور أو تأثير؟

لِمَ تجتهد في تجميع أموال لمشرع خيري، وتكتشف أن البعض يتهمك بأن لك أغراضا غير بريئة، مع أنه لا يوجد في تاريخك ما يشير إلى أن قرشا حراما واحدا دخل بيتك.

ويتوقف المشروع لأن القضية تحولت من عمل لله، إلى مسابقة في أن كل إنسان يدافع عن نفسه.

ألا يعني ذلك أن الحرث في البحر مضيعة للوقت؟

لِمَ قدرة بعض الناس على الإساءة والتخوين والتشكيك تفوق أضعاف قدرتهم على التسامح والتفهم والتعايش،
ألا يعني هذا أن مبارك ورجاله لم يكونوا كل المشكلة وإنما هم فقط جزء من مشكلة أكبر؟

لِمَ نتفق ونلتزم ونؤكد ونشهد الله على ما اتفقنا عليه، ثم يتنصل الكثيرون مما اتفقنا عليه والتزمنا به وأكدنا عليه وجعلنا الله عليه شهيدا،
ألا يعني ذلك أن فينا الكثير من النفاق؟


لِمَ ينال الصبية والتافهون والأقزام من قيمة ومكانة أهل الفضل والعلم والأخلاق (وأنا قطعا لست من أي الفريقين)،
ألا يكون ذلك انتحارا أخلاقيا جماعيا؟

لِمَ تكون المشكلة أن أهل القوة والأمانة ينسحبون (ولهم أسبابهم)، وأهل القوة بلا أمانة يتقدمون (ولهم مصالحهم)،
ألا يعني ذلك أننا مقدمون على منزلق خطير؟

لِمَ يخشى أفضل الناس أن يعملوا، ويتقدم المفضولون الصفوف،
ألا يعني هذا أن العملة الرديئة ستطرد العملة الجيدة؟


لِمَ تقوم ثورة بهذا الطهر، ثم يعقبها هذا الكم من الأنانية والصبيانية والعشوائية،
ألا يعني هذا أنها كانت استثناء انتهى وقد عاد كل منا إلى سابق عهده مما ألفاه وألفه؟

لِمَ تحاول استخدام العلم لعلاج مشاكل مجتمع لا يعترف بالعلم،
ألا يعد ذلك محاولة غير علمية؟

لِمَ تحاول استخدام المنطق لعلاج مشاكل مجتمع عشوائي،
ألا يعد ذلك تفكيرا غير منطقي؟

لِمَ تحاول أن تعيش بالأخلاق في مجتمع يتاجر بالأخلاق،
ألا يعد ذلك سفها غير أخلاقي؟

لِمَ تجد شخصا يتغنى بالوطنية، وبعد أن تساعده إيمانا منك بصدق حسه لوطنه ثم تكتشف أنه سمسار يتاجر بالوطنية ويقدم لك رشوة باسم الوطنية لتمرير عمل غير أخلاقي ،
ألا يجعلك ذلك أكثر حذرا وأقل ثقة في أهل «الوطنية الزائفة»؟
والأغرب أنك بعد أن ترفض «الرشوة» يتهمك وآخرون بأنكم مقصرون لا تقومون بواجبكم في خدمة «الوطن»؟

لِمَ الإنسان يترك ماله وعمله وأسرته كي يساعد بلده، ويكتشف هذا الكم من الغل والكره والحقد،
ألا يكون الإنسان قد أخطأ وعليه أن يصحح خطأه؟

لِمَ كل أسرتك القريبة منك، الأم والزوجة والأخت والأخ والبنت، يقولون لك سافر، وتقرر ألا تسافر،
ألا تعد مجنونا؟

لِمَ كل هذا يحدث، أي آية يطبق الإنسان:
الآية الكريمة التي تقول «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»

أو الآية الكريمة:« إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَة فَتُهَاجِرُوا فِيهَا»؟

هذا البلد فيه شرفاء كثيرون، ولكنهم متفرقون، لا يجمعهم مشروع مشترك، وبعيدون عن مفاصل صنع القرار.
وهذه معضلة أخرى تستحق شيئا من البحث، لأن الحلول التي قال بها الأكاديميون الغربيون لن تنطبق علينا، فيما أعلم.

والله أعلم.
 
رأي المدون :
 
يا أستاذ / معتزبالله
أنا من أشد المعجبين بك وبمواقفك وآراءك
وأعتقد إنه من أهم مميزات ثورة 25 يناير هي ظهور من هم أمثالك ولكن أرغب أن أعطيك نصيحة الشيخ المجرب
نحن نعرف أن من يتصدر للعمل العام أو الخدمة العامة لابد أن يتصف ببعض الصفات والتي أهمها الآتي.
1- نكران الذات التام .
2- عدم إنتظار المكافأه أو حتى العرفان بالجميل أو حتى الشكر .
3- أن يهب مجهوده وتعبه لوجه الله فعنده حسن الثواب.
4- أن لا تتملكة أبدا روح اليأس لأن هذا هو ما يتمناه أعداءه.
5 - أن لا ينظر أبدا إلى الخلف وينظر دائما للأمام .
6- أن يكون دائما واثقا في نفسه ولا يبالي بأسهم الحقد التي يجب أن يتوقعها دائما .
 
ولا ننسى يا أستاذ معتز أن المثل الذي يقول أن الشجره المثمرة هي دائما التي تتعرض للقذف بالطوب ويأتي هذا دائما من الصغار وليس الكبار
 
عزيزي ... أستمر وتقدم فمن أمثالك هم أمل مصر للمستقبل .
 
                                                                              التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق