شريط البيبي سي

الاثنين، 4 يونيو 2012

الانتحار ليس حلًا




فهمي هويدي

آخر تحديث: السبت 2 يونيو 2012 - 8:30 ص بتوقيت القاهرة


منذ أعلنت نتائج التصويت على المرشحين للرئاسة، ما صادفت أحدا إلا وعبر عن حزنه واكتئابه بصورة أو أخرى. وطوال الأيام الأربعة الماضية ــ منذ الأحد 27 مايو ــ وأنا أجاهد فى مقاومة مشاعر اليأس والإحباط عند من التقيتهم. ولكثرة ما سمعت من انطباعات سلبية من ذلك القبيل قفز إلى ذهنى مصطلح «أيلول الأسود» «سيئ الذكر المحفور منذ عام 1971 فى الذاكرة الفلسطينية. بل واستدعيت أجواء «نكسة» عام 67 التى صدمت كل المصريين وأصابتهم بالحزن والانكسار، رغم أننى أزعم أن الكارثة لم تقع بعد.

هذا الحزن النبيل أفهمه وأحترمه. وأعتبره دليلا على حجم الآمال الكبار التى علقها الشعب المصرى بكل شرائحه على الثورة التى اعتقته من استبداد وفساد النظام السابق، وهى الجماهير التى ارتفع عاليا سقف أحلامها منذ نجحت فى إسقاط صرح النظام والتخلص من جبروته. وقد عصف بهم الحزن حين تبين أن أحد أعوان النظام السابق دخل السباق وبدا فى الأفق أن ثمة احتمالا لنجاحه، حينذاك أدرك كثيرون أن شبح الكابوس الذى تخلصوا منه عاد يطل عليهم بوجهه الكئيب من جديد. (جريدة «الشروق» نشرت فى 30/5 ان 60% من المصريين أصيبوا بالاكتئاب).

أدرى أن هناك من بكى، وهناك من انطوى على نفسه وانعقد لسانه من الحسرة، لكن ما أزعجنى حقا أننى سمعت أصواتا قررت الانسحاب من المشهد، وقرأت للبعض أن المقاطعة هى الحل. واعتبرت أن هذا الموقف لا يختلف كثيرا عن ترك ميدان التحرير فى عز الثورة، بعدما تصدع النظام وأصبح آيلا للسقوط. وكان رأيى ولايزال أن الجموع التى أسقطت رأس النظام الذى مثل التحدى الأكبر قادرة على إسقاط ذيوله، وانه يتعذر إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء حقا، لكن الأهم من ذلك أن الشعب الذى صبر على مبارك طيلة ثلاثين عاما، تغير، ولم يعد مستعدا لأن يحتمل شيئا منسوبا إلى ذلك العهد المظلم، وأن الذين كسروا قيودهم لن يسمحوا بتكبيلهم مرة أخرى. ولا يقولن أحد أن ذيول مبارك لابد سيختلفون عنه، على الأقل من حيث إنهم لن يكرروا أخطاءه. ولا أستبعد أن يحلف ممثل الذيول بالثلاثة على أنه يشكل طبعة جديدة تماما منفتحة ومتطورة من أدران وخطايا النظام السابق. لكننا نخدع أنفسنا إذا صدقنا هذا الكلام، ليس فقط لأن غاية ما يفعله الورثة ــ إذا وقعت الواقعة ــ أن يقدموا مبارك معدلا، ولكن أيضا لأننا نرى الآن أن أركان مبارك وأبوابه قد خرجوا من مكامنهم، كما نرى أن ماكينة النظام القديم عادت مرة أخرى للعمل فى عديد من المحافظات مزودة بقدرات مالية استثنائية. كما ان أذرع ذلك النظام المنتشرة فى أجهزة الأمن والإدارة ظهرت على السطح، وباتت تعمل بجرأة فى أوساط عوام الناس.

لست ضد مبدأ المقاطعة، الذى دعوت إليها فى بعض الحالات. لكننى أفهم أنه فى عالم السياسة فإن المواقف والسياسات تتحدد فى ضوء الموازنة بين المصالح والمفاسد، بل أحيانا تضيق الخيارات فتصبح موازنة بين المفاسد ذاتها، بحيث ترجح المفسدة الصغرى على المفسدة الكبرى. وقد تكون بين مفسدة كبرى وأخرى أكبر وأخطر. وفى الموقف الذى نحن بصدده فاننى لست مع الذين اسودت الدنيا فى أعينهم واعتبروا اننا أمام كارثتين متساويتين. وهو ما عبر عنه أحد زملائنا الفنانين حينما صور ما هو مطروح علينا بحسبانه خيارا بأن واحد يشنقنا بحبل وآخر يقتلنا بالرصاص، بما يعنى أننا مقتولين فى الحالتين، الأمر الذى يمثل دعوة صريحة ليس لليأس والإحباط فحسب، وإنما للهجرة من البلد كلها للنجاة من ذلك المصير البائس. وذلك تصوير مغرق فى التشاؤم، فضلا عن أنه مغلوط من أساسه. ذلك أنه ليس من الإنصاف أن يوضع المرشحان على قدم المساواة، وقد سبق أن قلت إن أحدهما يقودنا إلى مستقبل مجهول يحتمل الإيجاب والسلب، والثانى يستدعى ماضيا كئيبا قامت الثورة للقطيعة معه. الأمر الذى يعنى أننا بصدد اختيار بين مفسدة محتملة وأخرى أكيدة. ثم أنه ليس من الإنصاف ولا وجه للمقارنة بين الدكتور مرسى الذى وضع فى السجن بسبب الثورة (تم اعتقاله فى 27 يناير) وبين الفريق شفيق الذى كان نديما لمبارك ورئيس وزرائه الذى أراد به أن ينقذ النظام ويحتال على الثورة.

إن التحدى الكبير والأول الذى نواجهه الآن هو كيف يمكن إسقاط مرشح النظام القديم الذى استهدفت الثورة أحداث القطيعة معه، الأمر الذى يستدعى استنفارا واستدعاء لكل عناصر الجماعة الوطنية، لمواجهة احتشاد الفلول المدعومين ببعض عناصر الإدارة والأمن. أما التحدى الثانى فيتمثل فى الزام المرشح الآخر بطمأنة الخائفين والمتوجسين بما يقتع الجميع بأن اختياره يفتح الباب للاستقرار والأمن الحقيقيين.

إن المقاطعة فى الظرف الراهن تمثل إضعافا لصف الجماعة الوطنية، وتصويتا غير مباشر لنظام مبارك، الذى حقق الاستقرار بمصادرة الحريات وإماتة السياسة، وحقق الأمن بوضع كل المعارضين فى السجون، وفى ظله بلغت الفتنة الطائفية ذروتها، ونهبت ثروة مصر، وتحولت «أم الدنيا» إلى بلد من الدرجة الثالثة. يدور فى فلك الولايات المتحدة وإسرائيل. من هذه الزاوية فإن المقاطعة لا  تعد حلا وإنما هى الخطوة الأولى فى السير على طريق الندامة الذى ينتهى بانتحار الثورة.

رأي المدون:
قرآت هذه المقاله الاحد 03/06/2012 وبعدها بدقائق رأيت المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق شفيق .
وقد خرجت بعد هذا المؤتمر وكأنني كنت داخل فرن عالي الحرارة أصابت حرارته كل أجزاء جسمي ... حيث سمعت ورأيت الآتي :-
1- رأيت مرشح لرئاسة مصر ( يقدم رشوه ) لبعض مرشحيه على حساب مصلحة الوطن مثل 
* الاعفاء من ديون الفلاحين.
* السماح بالبناء على الأراضي الزراعيه وتجريف الثروه الزراعه.
* إعفاء الاقساط المستحقة للدولة لأصحاب التاكسي الأبيض.

2- رأيت مرشح لرئاسة مصر ( يكذب )
حيث أدعى على المخلصين من المعارضين أيام عهد المخلوع واللذين وقفوا ضده في كل مناسبه إنهم كانوا متعاونين مع النظام وجزء منه ؟ فهل كنت أنت يا رئيس وزراء مبارك الذي كنت ضد النظام ؟

3- رأيت مرشح لرئاسة مصر ( فاجر )
رأيت من يريد أن يرجع عقارب الساعة إلى الوراء.
رأيت من أخرج الفئران من جحورها مره أخرى إعتمد على كوادر الحزب الوطني المنحل بدعايته.
رأيت الفجر يطل من عينه عندما قال سوف أحمي الثورة من الذين قفزوا عليها.
رأيت من يريد أن يرجعنا إلى الادارة العسكريه والفساد والمحسوبيه مره أخرى.
رأيت من يصرف من أموال الشعب المنهوبه من عهد المخلوع على حملته الانتخابيه.
إن المقولة التي تقول أن فاقد الشئ لا يعطيه هي مقوله صادقة فعلا.
فقد تعود سيادة الفريق منذ أن أخذ الثانويه العامة وإلتحق بكلية الطيران حيث لم ينبت بعد شعر ذقنه ... على طريقة واحده تربى عليها سبعون عاما وهي طريقة الأمر والنهي ولم يتعلم غيرها فمن أين يستطيع أن يطبق وينفذ الديمقراطيه وأن يحكم الشعب بغير الطريقة التي تعلمها منذ نعومة أظافره وهل هذه الطريقه الوحيده لإدارة الدول ؟ وهل أصبحت بذلك رجل دوله ليس له مثيل من قبل ؟ والأمثله في  التاريخ كثيرة ( هتلر - موسيليني -................) .
نحن لا نريد الطريقة العسكريه مره أخرى التي أورثتنا التخلف والفساد.
نحن نريد أن نتنفس أوكسجين الحريه والكرامة بعيد عن أمثالك.
حل عنا أيها الرجل... إن كانت في دمائك بعض الرجوله .
وأترك هذا الشعب ولو لمرة واحده لكي يحكم نفسه.

التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق