شريط البيبي سي

السبت، 7 يناير 2012

أمانة الكلمة


بقلم   زياد العليمى    ٦/ ١/ ٢٠١٢


بتاريخ ٢ يناير ٢٠١٢ فاجأتنا جريدة «المصرى اليوم» بخبر على صفحتها الأولى بعنوان: «(المصرى اليوم) تكشف: واشنطن تضغط على العرب لمنع تقديم مساعدات لمصر»، وتضمن الخبر ادعاءات بأن أمريكا تمارس ضغوطاً على الدول العربية لمنع منح مصر مساعدات مالية كانت قد وعدت بها أعقاب الثورة، وأرجع الخبر ذلك إلى أن الضغوط الأمريكية تأتى بعد خلافات بين مصر وأمريكا، آخرها عدم موافقة المجلس العسكرى على اختيار الدكتور محمد البرادعى، رئيساً لوزراء مصر، عقب استقالة حكومة شرف.


ثم أضاف الخبر أن قيام الجيش والشرطة بتفتيش مقار ١٧ من المنظمات غير الحكومية جاء فى إطار رد المجلس العسكرى على هذه الضغوط. وأن المداهمات تتضمن رسالة للولايات المتحدة بالكف عن ذلك، لأن المجلس يمتلك ما يمكنه من الضغط بمنع النشطاء السياسيين من ممارسة مهامهم المدعومة بأموال أمريكية.


ذكرتنى صياغة الخبر بالبلاغات فى هيئة أخبار، التى كان يتطوع بتقديمها عدد من الصحفيين المعروفين بعلاقاتهم الأمنية على صفحات بعض الصحف القومية أثناء حكم الرئيس المخلوع.


فعلى الرغم من عدم وجود أى مصدر بالخبر المذكور، إلا أنه يحمل تعمد الإساءة إلى صورة الدكتور محمد البرادعى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ومنظمات المجتمع المدنى، والنشطاء السياسيين، دون أى سند أو دليل أو حتى مصدر واحد لأى حرف كتب فى هذا الخبر. وعلى الرغم من اختلاف الأطراف الثلاثة المساء إليهم فى هذا الخبر، فإن هناك قاسماً مشتركاً يجمع بينهم، وهو معارضتهم للمجلس العسكرى، السلطة الحاكمة للبلاد الآن. فالدكتور محمد البرادعى أكد أكثر من مرة ضرورة نقل السلطة إلى أياد مدنية منتخبة لفشل المجلس العسكرى فى إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية. ويخرج النشطاء السياسيون يومياً فى مظاهرات منددة بحكم العسكر ومحاولات المجلس الالتفاف على مطالب الثورة. وتعمل بعض منظمات المجتمع المدنى التى تمت مداهمتها، فى تقديم الدعم القانونى لأسر الشهداء والمصابين والمعتقلين فى سجون العسكر.


وبإعمال العقل قليلاً عند قراءة هذا الخبر، نجد عقولنا تعجز عن تصديقه. فالدكتور محمد البرادعى هو ذات الرجل الذى وقف أمام الولايات المتحدة الأمريكية عندما حاولت إدارة بوش تأمين غطاء دولى فى حربها ضد العراق بادعاء أن العراق يمتلك أسلحة نووية. وكذّب الرجل هذا الادعاء، بحكم منصبه آنذاك كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما جعل علاقته بالإدارة الأمريكية على غير مايرام. والنشطاء الذين ادعى الخبر أنهم يتلقون دعماً من أمريكا عن طريق دعم منظمات المجتمع المدنى، هم نفس النشطاء الذين اعتقل وعذب نظام مبارك الكثير منهم عندما خرجوا فى مظاهرات ضد الاستعمار الأمريكى لدول العالم. أما منظمات المجتمع المدنى، التى يحاول النظام الحاكم فى مصر اتهامها بالتبعية للولايات المتحدة الأمريكية، فإن بعضها يعلن منذ سنوات رفضه تلقى أى معونات أو دعم من المنظمات الحكومية بشكل عام، والمنظمات الأمريكية حكومية كانت أو غير حكومية بشكل خاص. بالإضافة إلى قيام عدد غير قليل منها بفضح انتهاكات أمريكا لحقوق الإنسان فى الدول التى قامت باستعمارها، أو فى مجال المحاكمات والإجراءات التمييزية ضد العرب والمهاجرين فى الولايات المتحدة.


أما المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى أظن أن محرر الخبر يقصد مجاملته، فجميعنا يعرف أن علاقته بالإدارة الأمريكية كانت ومازالت على مايرام. والإدارة الأمريكية كانت ومازالت أكبر داعم له وأعظم مموليه، وهى المعلومة التى يمكن لأى شخص ـ ناهيك عن كونه صحفياً - التأكد منها عن طريق البحث فى شبكة الإنترنت عن الدعم الذى تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للقوات المسلحة المصرية.


واللوم هنا يجب ألا ينصب على محرر الخبر وحده، بل على هيئة تحرير الجريدة كاملة، وكل من قرأ وراجع ونشر هذا الخبر دون التحقق من مصادره، وأراد الإساءة لأشخاص لولاهم ولولا أمثالهم لكنا جميعاً مازلنا نعانى الأمرين الآن تحت حكم الرئيس المخلوع، أو ننتظر أن يرثنا نجله، ولقتل الأمل داخلنا فى أى تغيير فى البلاد.


لقد ولّاكم الله أمانة الكلمة، فكونوا على قدر هذه المسؤولية، ولا تغيبوا ضمائركم وتخدعوا الناس مرضاة لأى حاكم. حافظوا على استقلالكم ودافعوا عن الحق أياً كان الثمن، فالحكام زائلون والشعب باق. صححوا أخطاءكم واعتذروا عنها وابتغوا وجه الحق والشعب قبل أن يفوت الأوان، وتضيع الفرصة. وتأتى ساعة حساب الشعب مع كل من ساهم فى دعم الاستبداد، وكل من استخدم قلمه للتضليل. واذكروا دائماً أن الهدف الرئيسى لأى إعلامى شريف هو التنوير والحرية، وأنكم أول من ستدفعون ثمن غياب هاتين القيمتين.




رأي المدون :


كنت ولفتره طويله من عشاق قراءة جريده المصري اليوم . في فتره قفزت بخطوات واسعه لتسبق كل الجرائد اليوميه الرسميه والحره ... وفي رأيي أن السبب الرئيسي لذلك هو أدائها حول محور رئيسي وهو الصدق والحياد والبعد عن بلاط السلطه.
منذ شهور  وبعد أحداث الثوره وظهور التيار الإسلامي بوضوح في الساحة المصريه وإحساس الجميع بأنه له قبول وشعبيه جارفه لدى جموع الأغلبيه المصريه.. يبدل الحال لدى مسئولي الجريده وبدأ الإتجاه المتحيز واضحا في كل المنشيتات والمقالات وفقدت الجريده مصداقية حياد العرض .
وبدى بوضوح الرغبه في التأثير على الرأي العام بما يتناسب مع رغبات الجريده التي تناهض التيار الإسلامي.
عند رصد هذا الاحساس لدى وتأكده عدة مرات بدأت الحرص على شراء جريده أخرى وهي جريدة الشروق للحصول على قدر من التعادل في الأراء والإتجاهات وحتى أستطيع أن أخرج من الإثنين بالماده الصحفيه الصادقه والمحايده.
أستاذ مجدي الجلاد.
ان اتجاه الجريده الجديد سوف يؤدي الى توقف القلب النابض لها وأعتقد إنه ما يزال هناك أمل في أن أستمر أنا وغيري في شراء الجريده يوميا كما تعودنا إن عادت إلى سيرتها الأولى.
وأعتقد أن الحسنه الوحيده الباقيه لكم الأن هو أن مقال الاستاذ زياد العليمي الصريح والمنشور بجريدتكم يوم الجمعه 06/01/2012 عو عرض صادق لوجهة النظر الأخرى وأعتبر أن هذا هو بمثابه الصدمه الكهربائيه الأخيره لإنعاش القلب ومحاله إستمراره في أن ينبض
التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق