شريط البيبي سي

السبت، 17 ديسمبر 2011

كى تنجو مصر


معتز بالله عبد الفتاح

 الأربعاء 14 ديسمبر 2011 جريدة الشروق



المجلس العسكرى، أولا، يغادر السلطة فى أسرع وقت (يا ريت قبل 30 يونيو 2012 قدر المستطاع) والحقيقة لو كان الأمر بيدى لحاكمت كل من قدم وكل من استجاب للاقتراح الخاص بتأجيل الانتخابات التشريعية من يونيو إلى نوفمبر حيث إن 90 بالمائة من كوارث الفترة الانتقالية حدثت خلال تلك الفترة بل على العكس لو كان الهدف أن يتم إعطاء فرصة أكبر للثوار والقوى الليبرالية كى تمثل فى البرلمان، فكانت الفرصة الأكبر لهم آنذاك. لكن الكل، بما فى ذلك الليبراليون، لعبوا لصالح المحافظين دينيا، والآن يشتكون.

ثانيا، الدستور لا بد أن يكون توافقيا بما يضمن الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها فى دستور 1971 ومع تضمين الدستور للتعديلات الدستورية التى أقرها الشعب فى مارس الماضى. وأن تكون الجمعية التأسيسية ممثلة للجميع كبارا وشبابا، مسلمين ومسيحيين، رجالا ونساء، يمينا ويسارا، إخونا وسلفيين وصوفيين، وعلمانيين، أدباء وأطباء، علماء ومثقفين، نقابيين وعمالا وفلاحين بنسبة متوازنة وبدون تدخل من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو من المجلس الاستشارى أو من الحكومة. ولا أعتقد أن أيا من هؤلاء أمناء على الوطن أكثر من النواب المنتخبين. وبصراحة، لو كان لى أن أختار بين ثقتى فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد أدائه السياسى فى الشهور العشرة الأخيرة وبين البرلمان المنتخب، أيا كانت الأغلبية، فأنا مع البرلمان. هذا ليس فقط اختيار استنباط من النظرية الديمقراطية التى تحذرنا من قرارات الجهات غير المنتخبة، ولكن اختيار استقراء من الأداء السياسى للمجلس العسكرى، لاسيما بعد أحداث ماسبيرو، وأحداث محمد محمود التى لم يزل عقلى وقلبى غير قادرين على تجاوز ما حدث فيهما من قتل لمصريين بأيد مصرية بعد ثورتنا المجيدة، فضلا عن تمسكه بحكومة شرف بلا صلاحيات وبلا تغيير.

ثالثا، أتمنى أن يكون الرئيس القادم من غير الخلفية السياسية للأغلبية البرلمانية. ولهذا سببان، أولا توازن السلطات بين الطرفين مهم للغاية، ثانيا لأن الأغلبية فى البرلمان ستكون محافظة دينيا، بما سيفتح الباب واسعا للضغوط من الداخل والخارج. وقد أحسن الإخوان صنعا بأن أعلنوا أنه ليس لهم مرشح فى انتخابات الرئاسة.

رابعا، أتمنى أن تعلى القوى السياسية والأحزاب الصالح العام على أى مصلحة شخصية أو حزبية، ولنبحث عن التوافق بكل ما أوتينا من قوة وأن تكون النقاشات على مائدة الحوار أفضل من التصريحات والتصريحات المضادة. لا تهزوا ثقة الناس فيكم. آفة السياسة فيما قبل عام 1952 كانت النخبة التى ما اجتمعت إلا لتختلف، وما اختلفت إلا لتتنابذ، ويضيع صالح الوطن.

خامسا، أن يكف الإعلام عن تشويه كل الرموز من كل التيارات وكأن الشخص إن لم يكن ملاكا فهو شيطان رجيم. ولو كان الأمر بيدى لمنعت أى كاتب رأى أو صحفى أو معد أو مقدم برنامج من عمله حتى يثبت استيعابه لخمسين كتابا على الأقل من كلاسيكيات القرن الماضى. لا أتصور قارئا جادا (ناهيك عن صحفى أو إعلامى جاد) ألا يكون قد قرأ كتابا أو أكثر لطه حسين، العقاد، أحمد أمين، المنفلوطى، فؤاد زكريا، سعيد العشماوى، غالى شكرى، المسيرى، جلال أمين، محمد الغزالى، محمد عبده، زكى نجيب محمود، أحمد بهاء الدين، حسنين هيكل، توفيق الحكيم، عبدالرحمن الكواكبى، فهمى هويدى، القرضاوى، البشرى، كمال أبو المجد، العوا، سعيد النجار، حازم الببلاوى، رمزى زكى وغيرهم من مبدعى هذه الأمة. وإلى أن ينتهوا من قراءة هذه الكتب، قد نكون وضعنا أنفسنا بالفعل على طريق النهضة، قولوا يا رب.

رأي المدون : 

بعض الحقائق الهامة على الساحة الأن :-
1- هناك خطط مدبره من أكثر الاعلاميين يريد أن يصور أن نتائج المرحله الأولى في إنتخابات مجلس الشعب والمعبره عن رأي الأغلبيه بأن كارثه محققه على مصر وذلك بهدف التأثير بالسلب على المرحله الثانيه والثالثه أو توجيه الناخب نحو إتجاه معيين خوفا من المتوقع .
2- تصور بعض اللقاءات المرتبه بين الأطراف المتنازعه في الإنتخابات وضوح الإختلاف الدائم والمستمر في كل القضايا والذي لا يصل إلى نتيجه سوى ضرورة تدبير الطرف المخالف للأخر دون أي إحترام للرأي والرأي الآخر حيث لم يتعلم أحد بعد ثقافة الإختلاف .
3- يجب أن يتوقف كل رجال الإعلام وفورا عن هذه المباريات بينهم للحصول على السبق الإعلامي في الليالي السياسيه وفي التصريحات والتعليقاتالتي تصب الزيت على النار لتزيدها إشتعالا ولتصور أن مجلس الشعب القادم لن يتفق على شئ وأننا ندخل إلى نفق مظلم.
4- لقد تكلم أخيرا ( حزب الكنبه ) والذي كان إهزوئه الإعلاميين وقال رأيه فيكم وفي حزب الشاشات فيجب أن تحترموا رأيه وتتركوا الفرصه لمن إختاره صندوق الإنتخابات الشريف ( لأول مره ) ولا تتبعوا أسلوب من قال علي وعلى أعدائي فلا تهدموا المعبد ولا تحرقوا روما كما فعل ( نيرون ) ولا تحرقوا مصر لأنكم لم تفوزا في الإنتخابات فأنتم بذلك تحرقوا أنفسكم لأن مصر بلد الجميع .
وأتذكر القول المصري الفصيح في مثل هذه الحالات ( نقطونا بسكاتكم ) كي تنجو مصر .

التاريخ يسجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق