شريط البيبي سي

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

أين البلطجية؟

بقلم   محمد البرغوثى    ٥/ ١٢/ ٢٠١١ المصري اليوم  لا أريد أن أفسد فرحة الكثيرين بأول انتخابات برلمانية يشارك فيها المواطنون بهذه الكثافة غير المسبوقة فى تاريخ مصر، ولا أريد أن أنتقص من روعة «عرس الديمقراطية»، الذى نجحت قوات الأمن والشرطة العسكرية فى تأمينه وحمايته من البلطجية الذين انشقت الأرض وابتلعتهم طيلة يومى الانتخابات فى المرحلة الأولى.
صحيح أن الملايين الذين انتظروا مؤتمر إعلان النتائج لأكثر من ٤٨ ساعة أصابتهم خيبة أمل كبيرة فى رئيس اللجنة العليا للانتخابات، الذى «دلق النتائج بطريقة مرتبكة لا تليق بأهمية الحدث»، وصحيح أن آلاف المراقبين انتبهوا إلى أن رئيس اللجنة لا يكاد ينطق جملة واحدة بطريقة سليمة، وأنه نسى دائرة كاملة فى محافظة القاهرة لم يشر إليها بكلمة واحدة، وأنه امتنع عن إعلان نتائج القوائم على مستوى عدد الأصوات التى حصلت عليها كل قائمة، وصحيح أن المراقبين قبل ذلك كله رصدوا ارتباكاً غير قليل فى كل الدوائر واللجان، ورصدوا العديد من شواهد خرق ضوابط الدعاية الانتخابية.. ولكن كل هذا لم يمنع الكثيرين - خصوصاً مؤيدى المجلس العسكرى وأنصار الإخوان - من الرقص والطبل والزمر فى «عرس الديمقراطية».
أنا أيضاً سعيد إلى درجة كبيرة بهذا الإقبال الضخم على الانتخابات، ولكن سعادتى أقل كثيراً من سعادة المستشار عبدالمعز إبراهيم، رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات، الذى وصف مشاركة المواطنين فى الانتخابات بأنها الأكبر فى تاريخ مصر «منذ الفراعنة وحتى الآن»، ولعل عموم الذين استمعوا لبيان رئيس اللجنة لاحظوا أن الرجل يقرأ من ورقة مكتوبة، لا مجال فيها للارتجال الذى قد نندفع إليه تحت ظروف «طرطشة» السعادة، ولا مجال فيها لأخطاء المواقف المفاجئة المشحونة بالمشاعر ولا أدرى كيف فات على الذين كتبوا لهذا الرجل بياناً كهذا، أن ينتبهوا إلى أن «الانتخابات» فى العالم كله ظاهرة حديثة لا يزيد عمرها على ثلاثمائة عام فقط.
ورغم ذلك كله لم تتأثر سعادتى بالإقبال الكثيف على الانتخابات، ولكننى فى الوقت ذاته لا أستطيع أن أمنع نفسى من سؤال وزارة الداخلية والمجلس العسكرى عن «إخواننا البلطجية» الذين اختفوا بقدرة قادر من المشهد الانتخابى، وهو كما نعلم مناسبة، لم يحدث فى تاريخ مصر المعاصر أن تخلف عنها البلطجية، ولم تمر علينا مظاهرة أو وقفة احتجاجية منذ خلع مبارك إلا وظهر خلالها البلطجية منظمين ومسلحين بالطوب والشوم والسنج والمطاوى والمولوتوف، وواثقين من أنهم فى أمان تام من أى مطاردة أو مساءلة.
إن أى إنسان يمتلك قدراً بسيطاً من الوعى لا يمكنه إلا أن يدرك فوراً أن جيش البلطجية - وقد اختفى من المشهد الانتخابى كله - لا يظهر ولا يختفى من تلقاء نفسه، وإنما تديره جهات نظامية «تعمل بدأب على تصفية الثورة واصطياد الثوار، وتستخدم أرباب السوابق والبلطجية فى تخريب الاعتصام السلمى للمواطنين، وفى الاعتداء الوحشى على المتظاهرين، وفى تدبير مؤامرات الفتنة الطائفية، كما حدث أمام ماسبيرو، وفى انتهاك رمزية ميدان التحرير الذى بات نموذجاً يحتذى به كل أصحاب الحقوق المهضومة والمؤجلة فى العالم بأسره»، كما لاحظ بيان شديد الأهمية أصدرته الجمعية الوطنية للتغيير التى يقودها الدكتور محمد البرادعى.
والمحصلة أن غياب البلطجية عن الانتخابات هو الدليل الدامغ على أن الانفلات الأمنى وإطلاق البلطجية على المواطنين الآمنين لم يكن عملاً عشوائياً، وإنما هو عمل منظم تقوده جهات رسمية وتستخدمه سلاحاً لإجهاض الثورة والانتقام من الثوار.

رأي المدون :
ما هو تعريف البلطجييه ؟
البلطجيه تاريخيا هم مجموعه من الرجال الأشداء بدنيا كانوا يسيرون أمام موكب السلطان حاملين ( البلطه ) بهدف قطع فروع الأشجار التي  تعيق المسيره .. وبعد رحيل نظام السلاطين أصبح هؤلاء البشر عاطلين ولا يملكون سوى أجسامهم القويه والبلطه مما دفعهم لإلى إستخدام العنف والإجرام في ضد المواطنين لإكتساب قوت يومهم ( ولذا أطلق عليهم بلطجيه نسبه إلى استخدامهم البلطة وسابق عملهم بها ).
وفي القرن الحديث  وخاصه فى مصر إستمر هذا النوع من البشر الذي أوجدته الأنظمه الدكتاتوريه وتقوم بحمايته حتى تستطيع أن تستخدمه في صورة ميليشيات تعمل لحسابها في الوقت المناسب وترتدي هذه القوات ملابس مدنيه من مهامها أن تقوم بالأعمال القذره.
والغير مشروعه من قتل وخطف ونهب وسلب وترويع للمواطنين أو المعارضين لتحقيق أهداف الدكتاتور بالطريقه السريعه المطلوبه.
وحتى تستطيع السلطه أن تضمن ولاء هذه المجموعات وحسن السيطره عليها فلابد أن تغدق عليها بالأموال والامتيازات الكثيره وأن تقوم أيضا بحمايتها من الملاحقه القانونيه عند الضروره.
وبذلك أصبح هذه المجموعات تقريبا فوق القانون .
ونظرا لأن أفراد هذه المجموعات في الأساس ليس لها أي قواعد علميه أو ثقافيه فإنها في كثير من الأوقات قد تخرج عن السيطره وتقوم بالعمل لحسابها الخاصه بل أن ما حدث أكثر من ذلك وهو أن ظهرت فعلا مجموعات من البلطجيه تعمل لحسابها الخاص بعيدا عن السلطه

بناء على التحليل  السابق هل تستطيع الإجابه على هذه الأسئله ؟
1- لماذا حدث هذا الإنفلات الأمني بعد ثوره 25 يناير ومازال يحدث حتى الأن ؟
2- من الذي كان يحرك البلطجيه من قبل ومن هو الذي مازال يحركهم حتى الأن ؟
3- هل هذا الإنفلات الأمني الموجود حاليا مقصود أم أن البلطجيه خرجت عن السيطره؟
4- هل من يخاطر ويربي ثعبان الكوبرا تحت وسادته يضمن ألا يقضي عليه الثعبان وهو نائم ؟

من الواضح أن هذه الظاهره هي من الأخطاء الفادحه لنظام مبارك المنحل فمن الواجب على السلطة الحاليه والمستقبله أن تتخلى تماما عن هذه الأفكار المتخلفه والتي أرجعتنا للعصور الوسطى وحتى نستطيع أن ندعم دولة القانون والديموقراطيه بالإستغناء عن سلاح البلطجيه في وزارة الداخليه ولابد من إستدعاء أحد  الرفاعيه المهره لإدخال هذا الثعبان الخطير في قفصه مره أخرى مع إحكام إقفاله حتى لا يخرج مره أخرى.
0
ملحوظه : مازال رئيس الوزراء الجديد يبحث عن هذا الرفاعي ( وزير الداخليه ) ولم يعثر عليه حتى الآن !!!

التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق