شريط البيبي سي

الخميس، 1 ديسمبر 2011

الإنتخابات .... إتركونا نفرح قليلاً

قصة ناخب .. شاهد ... وقارن .
أكتب إليكم اليوم 28/11/2011 من طابور الإنتخابات الخاصه بمجلس الشعب المرحلة الأولى من أمام لجنه مدرسة الكواكب التجريبيه بمصر الجديده.
أنا من ضمن أفراد الشعب المصري الذي كان مصمما دائما على حضورأي إنتخابات تحدث في مصر ولقد حضرت كثير من الانتخابات والإستفتاءات المماثله ورغم إنني كنت أعرف كل ما يحدث لكن حضوري كان من باب أداء الأمانه وعدم التنازل عن حقي الدستوري مهما كانت الأسباب وساعد طول فترة انتظار الطوابير على أن أعمل في ذهني نوع من ( الفلاش باك ) وعمل مقارنات ما بين ما كان يحدث سابقا وما يحدث حاليا.
سابقاً ( مصر قديماً ) : كنت أحضر عادة في منتصف النهار حوالي الساعه الواحده ظهرا وحيدا دون رغبه أي من أفراد أسرتي في الحضور معي لاعتقادهم أن ما يحدث هو مسرحيه محكمه فصولها ومعروف نتيجتها مقدما فما الداعي إذن للحضور هل هو لإستكمال الصوره المزيفه لا شئ أكثر من ذلك ؟
الحضور أمام اللجنه وبداخلها مجموعه من محترفي السياسه ( وشئ هام أخر)  من رجال الحزب الوطني والمجالس المحليه والمعروف عنهم من سنوات طويله إتساع الذمه ومعروف طريقتهم في التعامل مع مثل هذه الظروف وحيث تعود هؤلاء الأشخاص على قيادة مجموعه من الموظفين المواليين لاتجاهاتهم يقومون برئاسة اللجان والمساعده في الوصول إلى النتيجه المطلوبه وبمعنى واضح تبييض البطاقات لصالح الحزب الوطني وبالتالي تزوير إراده الأمة وذلك تحت حراسه ومباركة رجال الشرطة المنفذين لأوامر رؤسائهم وكله بحسابه..
موظفي الدوله المختارين عندما يكونوا مطيعين يحصل كل منهم على المعلوم المتفق عليه والذي يبدأ من 50 جنيه ويصل إلى 500 جنيه حسب مستوى مرتشي هذا بخلاف مكافأه الإشتراك.
اللجان دائما شبه خاليه تذكرني بالمحلات التجاريه الخاليه من البضاعه والتي يستعد صاحبها لإعلان إفلاسها . والموجودون داخل اللجان يذكرونك بموظفي الحكومه اللذين يسألون دائما عن ميعاد الإنصراف ويسألون كذلك عن ميعاد حضور وجبة الغداء المعتاده مع المشروب المفضل حسب الإتفاق .
الوجوه الموجوده للقيام بأعمال الناخبين وجوههم شاحبه يظهر عليها أثار السنين وعلامات الشقاء التي دفعتهم للقيام بهذا الدور المطلوب مقابل الحصول على مقابل متفق عليه لسد إحتياجات أولادهم الجوعى .
ونوع آخر من الناخبين لا يجدون أسمائهم بالكشوف ولا يعرفون مكان إنتخابهم ويطمئنهم المشرفين بإنه لاداعي للقلق ( ما فيش غرامات ) أما خارج اللجنه أمامها فتوجد حفله موسعه تشمل تشكيله من جميع أنواع الرتب من جهاز الشرطة وكل يمسك بيده من باب الشياكة جهاز لاسلكي متطور يسمع صوته من على بعد 10 أمتار يتحلق حول هذه المجموعه تشكيله من أمناء الشرطة بالملابس الرسميه والمدنيه ثم مجموعه أخرى من المخبرين السريين اللذين أصبحوا ظاهرين مع رجال مباحث القسم .
نظرات الإستعلاء والإستكبار تظهر على وجوه كبار رجال الشرطة ونظرات التوعد والتهديدات على أي إعتراض على وجوه رجال المباحث والمخبرين .
واللذين لا يتركون إلا ممر ضيق لدخول الناخبين من وسطه . هذا الإستعراض للقوه أمام مباني اللجان الهدف منه معروف طبعا وهو القضاء عل أي إعتراض لما يحدث تحت سمعهم وبصرهم .
حاليا ( مصر حديثاً ) :نظرا لما قيل في وسائل الإعلام عن إختلاف الإقبال عن إختلاف الإقبال عن الإنتخابات الجديده عن ما سبق فضلت أن أحضر مبكرا الساعه 7.30 صباحا .. حضر إبني من الأسكندريه خصيصا لحضور الإنتخابات لأن إسمه مازال مقيدا في دائرته بمصر الجديده رغم أن بدايه عمل اللجنه الساعه 8 صباحا فوجئنا بأن طابورا طوله حوالي 300 متر حاضر مبكرا منذ أكثر من ساعه للحصول على الأولويه نظرت إلى وجوه الموجودين في الطابور وتعمدت أن أرى مدى تأثر طول الوقوف في الطابور على ملامحهم فوجئت بأن أغلب الوجوه ضاحكه مستبشره وتتبادل النكات والقفشات والمقارنات ما بين القديم والجديد ووصل طول الطابور إلى حوالي 2 كيلو متر ويوجد طابور آخر قصير مخصص لكبار السن فوق ال 60 عاما.
ورغم أن سني قارب العام الخامس والستون إلا إنني فضلت أن أقف مع الطابور الموجود فيه إبني 38 عاما لكي أشاركه طول الوقت المتوقع للإنتهاء من العمليه الإنتخابيه .
لم يفكر أحد في الطابور الطويل أن يتجاوز من هو أمامه بل نشأ مع طول الوقت نوع من الصداقه والألفه ما بين الأطراف الاماميه والخلفيه لكل ناخب حتى أصبح مجتمع الطابور شبه أسرا متقاربه .
وصلنا إلى أول الطابور بعد حوالي 3 ساعات ووجدنا أمامنا نوع أخر من البشر الا هم رجال الصاعقة من القوات المسلحه .
لأول مره أجد ضابط يبتسم في وجوه الجمهور يقوم بتنظيم الدخول وهو عقيد وبجانبه رائد وبجانبه نقيب الكل يقف في الشارع أمام اللجنه على قدميه مثلنا دون أي وسيله راحه.
يساعد النقيب رجل مسن لا يستطيع طلوع درجات السلم الثلاث الموجوده أمام باب المدرسه لم يتركه إلا عندما أوصله إلى رصيف الشارع وهو يحمل سلاحه على كتفه . ليست هناك أي نظرات إستكبار ولا يملك سوى اللسان العفيف والنظرات الواثقه الطيبه .
رغم إنني كنت حريصا على معرفة مكان لجنتي ورقمها ومسلسلي في الكشف وقد كتبتهم في ورقه ووضعتها في المحفظه ولكني لا أعرف أين ذهبت وأصبحت في حيره من أمري كيف أتذكر رقم لجنتي لابد من البحث مرة أخرى على النت أو الإتصال بالتليفون على رقم 140 نظر إبني حوله فوجد عدد 3 شباب يجلسون تحت خيمه منصوبه في الشارع وكل منهم لديه جهاز ( لاب توب ) يقدم خدمة مجانيه لحل مثل مشكلتي ( إيه الحلاوه دي ) هما دول المصريين . حصلت على الرقم ودخلت لجنتي بمنتهى السهوله وكان نفسي أشوف الصناديق الشريفه في أول مره في حياتي . الصناديق التي لن تفتح إلا على يد قاضي شريف لا يعرف التزوير.
إستقبلنا القاضي وكأنه يستقبلنا في صالون منزله ( كان ناقص يطلب لنا حاجة ساقعه ) إنتهيت من الإجراءات في خلال 5 دقائق تقريبا وذهبت إلى القاضي الشريف لأشد على يده وأقول له إنت حامي حمى مصر حافظ على الأمانه التي حملها لك الشعب المصري .
وضعت يدي في الحبر الفسفوري وإنشغلت محاوله إبعاده عن ملابسي وخرجت من اللجنه وأنا أقول لإبني مبروك يا وليد أخيرا وصل صوتنا في الصندوق بدون تزوير.
قلت لأبني :
لقد ظهرت خيوط الفجر يا إبني لتقضي نهائيا على ظلمات الليل الطويل وأصبحنا أحرار نستطيع أن نختار من يمثلنا ثم نختار بعد ذلك من يحكمنا ونحاسبه على أفعاله.
لا أعرف هل أبكي أم أضحك أم أرقص ... لقد أصبحت أخيرا بعد هذا العمر حراً
وأصبحت كذلك بلادنا حره من اليوم


التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق