شريط البيبي سي

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

ديكتاتورية الأقلية


بقلم أ / مجدي فرج سيد أحمد
هناك أشخاص وكتاب ومذيعين على شاشات التليفزيون كنا نكن لهم أكثر من الاحترام ولكنه للأسف فقدوه الآن ... حيث يتداول على شاشات الفضائيات المسيسة نظريات غريبة حيث يقول أساطين النخبة في مصر بأن نظرية الانتخابات الديمقراطية غير عادلة حيث أن أغلبية الشعب المصري شعب ( أمي ) لا يجيد القراءة والكتابة وبالتالي يمكن توجيهه بسهوله في الاتجاه المطلوب واستخدام الدين في ذلك يسهل من مهمة التيارات الدينية للاستحواذ على هذه الأصوات.
وتمادى بعض الغلاة في ذلك بأنه يجب منع هؤلاء الأميين من الاشتراك في الانتخابات وعليه فإن ترك الأمور للصندوق سوف يرجع مصر إلى عدة قرون من التخلف وستصبح مصر دولة مثل أفغانستان أو العراق أو السودان.
والإجابة على هذه الهرطقات واضحة وسهلة حيث انه من المعروف في جميع أنحاء العالم المتمدين إنه عند اختلاف أي مجموعة في الرأي في أي موضوع يتم الاحتكام إلى رأي الأغلبية وهي التي يرجح السير في الاتجاه الصحيح وبالتالي يلتزم الجميع بهذا الرأي حتى وإن كان قد جانبه الصواب هذا من ناحية التطور والمدنية.
ثم نذهب إلى النقطة الأخرى بأن الشعب المصري أغلبيته شعب أمي ويجب أن يعامل معاملة القاصر الذي لا يعتمد على رأيه بل إنه بذلك وصل إلى وضع السفية والسؤال هو من أنتم اللذين تريدون أن تصادروا على جميع الشعب المصري وتنعتونه بأحط الأوصاف .. فإن كل دساتير العالم تذكر أن الشعب هو مصدر السلطات ولم تحدد نوع ثقافة هذا الشعب ولا مؤهلاته .
عيب جدا أن تقولوا على أبائكم وأهلكم مثل هذه الأوصاف وإن كان شعبكم لا يروق لكم فيجب أن تنسلخوا أنتم من هذا الشعب وهذه الأمة وتبحثون لكم عن أهل آخرين أو شعب أخر.
ثم لا تنسوا أن هناك أميين يعرفون في السياسة وعندهم من الوعي أكثر مما لدى المثقفين المدفوعين لهم أجر ما يفعلوا .. على الأقل فهم شرفاء ثم أن كل العالم يعرف أن رسول الله صلى الله علية وسلم كان ( أمي ) ولقد اختار الله له هذه الصفه ليكون معجزة العالم ويكون هو الهادي إلى هذا العالم وهو ( أمي ).
إن كنتم لا تستطيعون أن تصلوا إلى هذا الشعب الطيب وإقناعه فإن العيب ليس في الشعب ولكن العيب فيكم.
لقد خسرتم في كل الانتخابات السابقة قبل أن تتعدوا على كرامة هذا الشعب المحترم وسوف تخسرون أكثر بعد أن مسستم هذا الشعب الطيب في كرامته وستكون نتيجة الاستفتاء القادم إن شاء الله أكثر من 80% لصالح الدستور الجديد.
-          لقد كسرتم أهم قاعدة للديمقراطية وهي الصندوق وحيث كنتم تتشدقون بها دائما .
-          لقد خسرتم شعبكم المصري الطيب بوصفكم بأنه أمي
-          لقد خسرتم الشارع المصري باستخدامكم القوة والحرق والتدمير لمنافسيكم في الانتخابات بعد إفلاسكم السياسي.
-          لقد استعنتم بالبلطجيه وبقايا النظام الفاسد السابق للاعتداء على إخوانكم في الثورة وذلك بهدف تحقيق أغراضكم الخاصة وأصبحت هذه الدماء الطاهرة معلقة في رقابكم.
سوف نحافظ على صبرنا بقدر استطاعتنا حتى نثبت لكم وللعالم أجمع بعد الاستفتاء إننا على حق وبعدها سوف تتعرى كل الوجوه وستفرق جموعكم التي لم تجتمع إلا ضد الشرعية وعلى الاعتداء على رمز الشرعية وهو رئيس الجمهورية.
سوف تعرفون حجمكم  في الشارع بعد الاستفتاء حيث نستطيع أن نسمي بعد ذلك جبهتكم بـ جبهة الإفلاس بدلا من جبهة الإنقاذ.
إن هدفكم الآن أصبح واضحا هو إسقاط رئيس الجمهورية المنتخب د . محمد مرسي وهذا الهدف في الواقع يعبر عنه المثل القائل ( لما تشوفوا حلمة ودنكم )حيث أن د . محمد مرسي ليس هو ولن يكون أبداً حسني مبارك.
حيث يقف وراء رئيس الجمهورية المنتخب انتخابات صحيحة بدون تزوير أكثر من 13مليون مصري هم من انتخبوه..
ولنفترض أسوأ الفروض وهو إنكم ووصلتم إلى هدفكم .
ماذا بعد ذلك
1-      إن أول ما سيحدث هو اختلافكم المعتاد وسوف تتنازعون على السلطة لأن كل واحد منكم له هدف مختلف عن الآخر وسوف تذهبون بالبلاد إلى الفوضى.
2-      إن إرساء قاعدة جديدة بأن من لم يعجبه الرئيس يستطيع أن يسقطه بالتجمع في الميادين وتعليه صوته بالكذب في الفضائيات هو قاعدة خطيرة جدا على أمن مصر وعلى أمنكم شخصيا  حيث سوف تسقطون بعد ذلك مع أول مظاهرة ضدكم طبقا للقاعدة ؟
إذن إلى ماذا تسعون ؟
أعرف الإجابة .. تسعون إلى تدمير هذا الوطن.
ولن يمكنكم الله سبحانه وتعالى ولا الشعب المصري الواعي من هدفكم ولا أستطيع أن أقول بعد رفض قوى الضلال للإعلان الدستوري الجديد والذي سيخرج الأمة من محنتها سوى قول الله سبحانه وتعالى ( إنما لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) صدق الله العظيم
التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق