شريط البيبي سي

الخميس، 25 أكتوبر 2012

لماذا تنازلات الرئيس عن الضبعة؟

د. صفوت قابل    ٢٤/ ١٠/ ٢٠١٢

فى زيارته لمطروح عقد الرئيس مرسى لقاء جماهيرياً وتحدث عن مشروع إقامة محطة نووية بالضبعة، ورغم أنه قال إننا نحتاج إلى خمس محطات فإنه قدم وعوداً ترقى لمرتبة القرارات حيث صدرت من أعلى سلطة تنفيذية إلى الأهالى الذين اقتحموا منذ شهور أرض مشروع الضبعة واستولوا على ما بها وأقاموا مبانى وباعوا محتوياتها لتجار الخردة، ورغم أن ما فعلوه يعد من قبيل الجرائم فلم تفعل الدولة ما يوقفهم عما فعلوه. وكان من المتوقع بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أن تكون هناك مواجهة حاسمة لكل ما فعله الأهالى ردعاً لكل من يهاجم منشآت حكومية ويستولى عليها، ولكن بدلاً من ذلك وجدنا الرئيس مرسى يقدم تنازلات لأهالى مطروح تكاد تصل فى حقيقتها إلى إلغاء المشروع، وبدلاً من أن يوضح لهم خطأ ما فعلوه نجده يتقبل ما حدث وهو ما يمكن إيضاحه فيما يلى:
أولاً: لكى يستميل الرئيس مرسى الأهالى ويكسب رضاهم وعدهم بدفع تعويضات بأسعار اليوم، وهو يعلم أن الدولة قد دفعت هذه التعويضات مرتين من قبل، وأن هذه الأراضى كلها يفترض أنها ملك للدولة، وأن ما يأخذه هؤلاء الأهالى هو نتيجة ما يسمى «وضع اليد»، وهو بذلك قد وضع عرفاً أن الدولة عندما يخرج عليها البعض بالقوة تدفع لهم ما يريدون، ثم كيف تعيد الدولة دفع التعويضات عدة مرات؟ وهل إذا طالب آخرون ممن أخذت الدولة أرضاً منهم للمشروعات العامة منذ سنوات بدفع تعويضات بأسعار اليوم ستستجيب الدولة لهم وتدفع؟ هل هذه دولة القانون أم دولة العصابات؟
ثانياً: رغم قول الرئيس مرسى إن هناك ما يسمى حرم المشروع ولابد من ترك مساحة خالية تالية لمنشآت المحطة النووية فإنه وعد الأهالى بتقنين ما قاموا ببنائه فى هذه المساحة، فكيف يعقل هذا إذا كانت الاشتراطات العلمية تقول بترك مساحة من الأرض خالية، فكيف تترك الدولة من قام بالبناء عليها بل تقنن أوضاعهم، كيف ننادى باتباع المنهج العلمى وما يحدث هو أقصى درجات الفوضى، وهل سيتم إنشاء المحطة النووية بهذا الأسلوب الذى يفرض فيه البعض مصالحه وترضخ الدولة؟.
ثالثاً: كيف يستجدى رأس الدولة موافقة الأهالى على إقامة المشروع، وأنه لن يضرهم بل سيستفيدون منه فى فرص العمل به؟ وكيف يقبل أن يتحدث مع هؤلاء وهم يرفعون أمامه لافتة تقول (اعملوها فى القاهرة) هل وصل تفكك الدولة إلى أن كل قبيلة تفرض ما تريد، وكيف يقول الرئيس «نحن لا نريد إجباركم على مشروع لا تريدونه وسيكون ذلك بالتفاهم» وهل أصبح من حق كل مجموعة فى هذه الدولة التى تتفكك بفضل حكامها أن تحدد ما هو الصالح لها والمقابل الذى تأخذه؟
إننى كمواطن بلا حول ولا قرار أناشد الرئيس أن يتوقف عن هذه السياسة فهناك مصالح عليا للدولة على الجميع قبولها، ومن يخرج بالقوة على الدولة لابد من مواجهته وليس التفاهم معه، وإلا سيطلب البلطجية المعاملة بالمثل.. فهل هذه هى دولة الثورة التى تسعون إليها؟


رأي المدون:


إن الاسلوب المتبع منذ قيام الثورة ممن كانوا على رأس السلطة في الفترة الانتقاليه هو إسلوب المهادنه.. وربما كان لذلك الاسلوب أسبابه الوجيهه في هذه الفترة حتى لا نفتح على أنفسنا أبواب كثيره من المشاكل التي تحتاج إلى حلول ووقت لكي يتم حلها .
ولكن الآن وبعد انتخاب رئيس تاجمهوريه بالصندوق الشفاف لا يجب أن نتبع هذا الاسلوب .. يجب أن تثبت الدوله إنها قويه وحازمة في إسترداد كافة حقوق الشعب ورغم كثرة المشاكل المتواجده أمام الرئاسه وتعقيداتها إلا إنه لا يجب المهادنه في ما يسمى بأعمال السياده وهيبة الدوله حتى لا ينفرط عقد السلطة ونذهب إلى طريق الفوضى.
ونعطي الامثله على خطورة ذلك بالأتي
1- يجب عدم التساهل أو التفاوض عن أعمال البناء العشوائي الغير قانوني على الاراضي الزراعيه وعلى أطراف المدن والطريق الدائري وغيره من الخطوره بمكان التغاضي أو التصالح في ذلك فإننا نفقد 3 فدان من الاراضي الزراعيه القابله للزراعه كل ساعه.
2- يجب عدم التساهل أو التغاضي عن أعمال البلطجة وقطع الطرق والسرقه بالإكراه سواء على الطريق الدائري أو في المساكن والاعتداء على الملكيه الخاصه وسرقة السيارات بالإكراه لأن ذلك كله معناه إنهيار سلطة الدوله على الأفراد والانتقال إلى شريعة الغاب.
3- يجب عدم التساهل أو التفاوض عن أعمال الخروج من السلطة التي بدأت تنتشر في سيناء وهي جزء عزيز من الوطن الكبير فإن انتشار الجماعات المسلحة المنظمة لفرض سيطرتها على الارض والسكان .ينزع من الدوله سلتطها وهيبتها في هذه الأماكن مما يهدد بإنفصال هذه الاماكن بالكامل عن جسد الأمة وهذا هو الخطر بعينه.
أعتقد أن على رئيس الجمهوريه الأن أن يغير سياسة الفتره الانتقاليه الناعمة وأن يستخدم سياسة أكثر شده لكل الخارجين على القانون وأن يتم محاسبتهم وعقابهم أيضا بالقانون . حتى تسترد الدوله سلطاتها وهيبتها أمام الجميع وحتى لا يشجع ذلك من تسول له نفسه أن يأخذمن غنيمة الفوضى ما يريد وأن يخشى أن تقطع يديه عند محاولة التفكير في ذلك .
فإن ذلك سوف يهدم الدوله ويفككها ويطعن الوطن في مقتله.
د مرسي مطلوب تغيير الاسلوب وفورا.
التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق