شريط البيبي سي

الاثنين، 6 يونيو 2011

سبعة وجوه للثوره

Sun, 05/06/2011 - 08:05 المصري اليوم

يحلو للكثيرين من كتاب الروايات العميقة والملاحم، بدء مخطط الكتابة بفرز الشخصيات المتفاعلة فى الرواية، وتحديد سماتها، واستشراف مآلات انخراطها وتأثيرها فى الأحداث.
ليست «ثورة 25 يناير» سوى ملحمة سيسطرها التاريخ الإنسانى بحروف من نور، لكنها ملحمة شعبية، تخلو من أسماء الأبطال والقادة، لذلك سيكون من الصعب فرز الشخصيات بتحديد أسمائها، وربما سيتم الاكتفاء بسمات تلك الشخصيات، ورصد المواقع التى تتخندق فيها، والملامح العامة التى تجمعها.
وانطلاقاً من هذا الوضع، يمكن لنا إدراك أن ثمة سبعة وجوه لسبعة أبطال فى تلك الثورة.
العدو: الطغمة الحاكمة المنهارة، وعناصر الحزب الوطنى سيئ الذكر، وبعض رجال الأمن من المجرمين والفاسدين، ورجال الأعمال المرتبطون بمجمع المصالح والتوريث والفساد، والإعلاميون والمثقفون والتكنوقراط الانتهازيون الذين ارتبطوا بالنظام السابق، ومصالح دولية وإقليمية ترى فى نجاح الثورة المصرية إضراراً بها أو خصماً من سلطانها.
الجريح: رجال أعمال محترمون، ومستثمرون جادون، وعاملون فى مشروعات سياحية وعقارية وخدمية تضرروا جراء الأحداث المتصاعدة، وبسطاء من «الأرزقية» وأصحاب الدخل المتغير، وضباط أمن شرفاء، وسياسيون وتكنوقراط نزيهون، ألقت بهم الأقدار فى طريق التعامل مع النظام الفاسد المنهار.
المنفلت: ثائر أو مدعى ثورة.. يظن أن الثورة عمل دائم لا ينقطع، لا يريد أن يرى المطالب وقد تحققت والأهداف وقد أُدركت، لأنه لا يجد نفسه إلا فى الاعتصام والإضراب والهتاف.. وبعدما ظل مكتوماً ومكبوتاً لعقود، يعوض ما فاته بالانفلات والتجرؤ على كل سلطة وأى قيمة.
اللص: أتباع تيارات وجماعات تتخذ الدين مطية لتحقيق أهدافها فى الوصول إلى السلطة، وناشطون، وعناصر حزبية مدنية تواطأت مع النظام السابق أو سكتت عن معارضته خوفاً أو طمعاً، وراقصون من محترفى السياسة والإعلام، عارضوا الثورة وهونوا من أمرها فى بدايتها، ثم لحقوا بها محاولين ركوبها، حينما تحققوا من نجاحها، واليوم هم يريدون نسب الثورة لأنفسهم، وسرقتها لمصلحتهم.
المتفرج: قطاع عريض صامت. لا يشارك فى التظاهرات، ولا يُضرب أو يعتصم أو يهتف فى مسيرة، ولا ينخرط فى حوار. يقرأ عن الثورة فى الصحف، أو يشاهد صورها على الشاشات. لا يشغل نفسه بتطورات الأحداث، ويبدو على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، وكل ما يهمه أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه من انضباط وانتظام ودعة، سواء كان من يحكمنا فاسداً ومجرماً أو مدعى تدين أو ديكتاتوراً ومستبداً.
الضامن: مستودع الوطنية والحكمة والنبل.. الجيش المصرى الذى يحمى الثورة ويضمنها، والذى يحتمى بها من أى تجرؤ أو انفلات أو سوء تقدير. وذراع الجيش السياسية، الممثلة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى ألقت عليه المقادير بمسؤولية صعبة، ألزمته بالنزول إلى ساحة السياسة، فأظهر رحابة فى الصدر، مكنته من التعاطى المسؤول مع المحتجين والثائرين والمنفلتين فى أغلب الأحيان. وأبدى حنكة وفطنة، ساعدته فى محاولة استيعاب النقد والمطالب والضغط والإلحاح، بوصفها أدوات الممارسة السياسية، التى لا يجب أبداً إسكاتها أو قمعها، إذا رغبنا فى تحقيق تقدم مستند إلى وفاق وطنى عريض.
الحارس: شهداء الثورة، ومصابوها، وأبناؤها الذين فجروها، وأشعلوا جذوتها، وواجهوا أعداءها بالصدور العارية. والقوى المعارضة المدنية المستنيرة، التى ثارت على الفساد والاستبداد والتوريث والعجز، ونخبة المثقفين والإعلاميين والتكنوقراط الشرفاء، الذين تصدوا للنظام السابق، دون مهادنات أو صفقات أو مساومات.
لن يكون مآل «ثورة 25 يناير» سوى محصلة تفاعلات تلك الوجوه السبعة، وما تمثله من مواقف، وما تحتكم عليه من مقدرات، وما تبديه من همة وإصرار.
وبقدر ما تكتنف ملحمة الثورة الهواجس وتحيط بها المخاوف، فإن فرص النهايات السعيدة تزدهر، لكنها تحتاج إصراراً من الحارس ويقظة، وحكمة من الضامن وفطنة، وصبراً من الجريح وتحلياً بالأمل، وهدوءاً من المنفلت وإحساساً بالمسؤولية، ومشاركة من المتفرج وتحركاً إيجابياً، والتفافاً من الجميع لحماية الثورة من أعدائها ولصوصها.

رأي المدون:

هذا التقسيم لوجوه الثوره يبين مدى أهمية سرعة إجراء الإنتخابات للقضاء على التباين الواضح ...ولتوحيد قوة هذه الثوره في إتجاه واحد يقوده رئيس نحن في أشد الحاجة إليه له الأغلبيه الواجبة الإحترام ... وحتى نستطيع أن نسير للأمام وننطلق يجب أن يتم ذلك في أقرب وقت دون تأخير وتنتهي بسرعه فترة ( خطوة تنظيم ) حتى لا تكون سبب في تعطيل الإنطلاق المنشود ( سريعا مارش )

                                                                                التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق