شريط البيبي سي

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

كتبة كل العصور بقلم محمد رضوان ١٥/ ٢/ ٢٠١١


رحم الله الكاتب الصحفى الراحل موسى صبرى.. كتب على مدى سنوات طويلة مدافعاً عن الرئيس الراحل أنور السادات وعن سياساته حتى تلك التى أثارت ضده غضباً شعبياً عارماً، فهاجمت صحف المعارضة الكاتب الراحل واتهمته بالنفاق، واعتقد الكثيرون عند وفاة السادات أن موسى صبرى سوف ينقلب مثلما انقلب آخرون ليهاجم من دافع عنه بالأمس.. ولكن على العكس من هذا فوجئنا باستمرار صبرى مدافعاً عن السادات وعائلته ووفياً له حتى آخر نفس فى حياته وتأكد الجميع أن موسى صبرى كتب ما كتب عن عقيدة وإيمان، وأنه كان رجلاً يملك كل أخلاق الرجال.
الآن نرى إعلاميى وكتبة الحزب الوطنى والنظام يقفزون ويتقافزون ويتحولون.. ليس خلال أسابيع ولا أيام.. بل خلال ساعات.. ويا لها من قدرة فائقة على التحول والتلون.
الكاتب النبيل مجدى مهنا - الذى غادر دنيانا قبل نحو ثلاث سنوات - تعبر مقالاته التى كتبها قبل خمس وست سنوات - وتعيد «المصرى اليوم» نشرها حالياً - أفضل تعبير عن الثورة، وتتحدث بلسان شبابها اليوم.. وأنتم مقالاتكم يومى ٢٤ و٢٥ يناير بل وخلال الأيام الأولى من الثورة ضد كل ما أرادته أغلبية هذا الشعب!
الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن ديمقراطية جمال مبارك وتوريث جمال وجمعية إسكان جمال و«حلاوة اقتصاد جمال» يكتبون الآن أن مشروع التوريث أدى إلى توريط النظام بأكمله فى أزمة لم تتعرض مصر لمثلها من قبل.. والذين طالما أشادوا بعبقرية أحمد عز فى إدارة الانتخابات البرلمانية، وعظمة وانتشار الحزب الوطنى وأحقيته فى اكتساح الانتخابات.. عادوا ليكتبوا الآن «أنه لم يقتنع أحد بما ردده عز.. لكننا أيضاً لم تكن لدينا فرصة لمناقشته فالمشهد كان يؤكد أنه جنرال الانتخابات وانتصر.. وعادة لا يناقش أحد القائد المنتصر.. لكن النصر كان ورقياً وهمياً».. هكذا.. بلا خجل.
إذا لم تكن لديك الشجاعة لقول كلمة الحق فى مثل تلك القضايا والمواقف المهمة والمصيرية فمتى ستمتلكها؟!.. الآن تقولها بعد فوات الأوان.. بعد أن ضللتم الشعب وكذبتم عليه سنوات طويلة.. ثم تأتون الآن لتتهموا الذين كانوا حول مبارك بأنهم سبب توريط النظام فى الأخطاء، وأنهم قدموا إليه المعلومات المضللة والناقصة وغير الدقيقة عن الأمن والسيطرة وضآلة وضحالة شباب «الفيس بوك» والإخوان الذين دخلوا الجحور، والشعب الذى يسبح بحمد النظام وعن الشعب الذى لن يمانع فى التوريث.. تتهمونهم بأنهم ورطوا النظام.. وأنتم ماذا فعلتم؟!.. أنتم الأسوأ لأنكم آلة النظام الإعلامية.. تكذبون على الشعب وتخدعونه وتضللونه عن الحقيقة والواقع.. وتكذبون على الحاكم وتنافقونه حتى ينتفخ ويعتقد نفسه إلهاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. والجميع يسبح بحمده.. لا يسمع لأحد ولا يقبل نقداً.. يتحول إلى حاكم بأمره مدى حياته.. الحاكم الديكتاتور المستبد هو من تصنعونه دائماً بأيديكم.
قال لى صديق معقباً على ما كتبته عن «أرشيفهم الذى مازال موجوداً»: اعتبرهم راجعوا أنفسهم وعرفوا أخطاءهم فعادوا وانحازوا إلى جانب الشعب.. اعتبر ما يكتبونه اليوم اعتذاراً.. قلت له القضية ليست هكذا.. تصور معى لو- لا قدر الله - فشلت هذه الثورة.. ستشهد تراجعهم فوراً والعودة لسيرتهم القديمة.. وستجدهم يطالبون بنصب المشانق فى الميادين العامة لشباب الثورة.. وستجد نفس الصفات التى كانوا يطلقونها عليهم وأبشع تعود لتحتل مانشيتات صحفهم وأعمدتهم.. هم أول من سيبيع الثورة إذا فشلت.. وأول من سيجرى إلى قطف ثمارها عندما تثمر.. وكل مساحيق العالم لن تكفى لغسل سمعتهم وخطاياهم السابقة.

تعليق

أيها المنافقون إن لم تستحي فإفعل ما شئت

التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق