شريط البيبي سي

الاثنين، 23 يوليو 2012

«خسارة فينا الحرية»



ياسر عبد العزيز
Sat, 21/07/2012 - 22:16

العنوان ليس لى، إذ كانت «المصرى اليوم» قد نقلته عن أحد المواطنين فى تعليقه على حادث قطار البدرشين الأخير، حيث قال: «إذا أثبت التحقيق فعلاً أن حادث القطار سببه وضع الفلنكات من ركاب القطار الآخر على القضبان، يبقى خسارة فينا الحرية والديمقراطية، لأننا شعب لا يصلح معه إلا القمع والردع».
لست من هؤلاء الذين يواصلون الهجوم على المواطن المصرى طوال الوقت، أو يعتبرونه إنساناً ذا سمات سلبية لصيقة به، ولا أرتاح أبداً لكل من يكيل الاتهامات بانتظام للشخصية الوطنية، وخصوصاً هؤلاء الذين يرددون دائماً عبارات من نوع «إحنا شعب ما يمشيش غير بالكرباج»، أو «إحنا شعب غير متحضر».
ما زلت أعتقد مثلاً أن ثورة يوليو، التى أخطأت كثيراً وأخفقت كثيراً، ثورة عظيمة، لأنها، إضافة إلى إنجازات أخرى كبيرة، أعادت الشعور بالفخر الوطنى إلى إنسان هذا البلد، وأعادت إنتاج سيرته، وحسنت مكانته، ووضعته فى الموضع اللائق به بين مواطنى الدول الأخرى.
لم أحترم كثيراً، ولم أصدق غالباً، ما نُسب مثلاً إلى صحابة أجلاء، أو مفكرين عظماء، عن بعض «الخصال المتدنية» فى الشخصية المصرية، وكونها، كما ورد فى مثل تلك الأقوال، «خنوعة»، أو «منافقة»، أو «مسحوقة لمن بيده القوة والسلطان».
كانت ثورة 25 يناير ذروة شعورنا بالعزة والفخر الوطنيين، حيث ضرب المصريون فى الأيام الـ18 المجيدة المثل مجدداً على قدرتهم على إلهام العالم واجتراح المعجزات.
لم تكن المعجزة التى حققها المصريون فى تلك الأيام المجيدة فى الحشد، أو الصمود، أو التضحية والفداء فقط، لكن المعجزة كانت فى الطريقة الحضارية التى تعاملوا بها فى جميع الظروف، وتحت أثقل الأهوال، حيث حافظوا على المناقب الرفيعة على مدار الوقائع المتلاحقة، ليبرهنوا للعالم أنهم أمة ذات حضارة عريقة، وأن معدنهم الأصيل يظهر فى الشدائد مهما غالبته المحن.
لكن ما يجرى فى الشارع الآن يضعنا جميعاً على المحك، ويكاد ينسف ما استعدناه من الأمجاد فى أعقاب ثورة 25 يناير، ويكاد يثبت فعلاً بعضاً مما قيل فى حق الشخصية الوطنية من انتقادات غليظة على مر القرون.
لقد أثبتت التحقيقات فعلاً أن بعض المواطنين الغاضبين «أشعلوا النار ووضعوا مخلفات على قضبان السكة الحديد»، قاصدين من ذلك الإضرار بقطار ينقل مواطنين آخرين، وكانت النتيجة بالطبع قتلى وجرحى وخسائر مادية فادحة وتعطيلاً للطريق.
تلك جريمة قتل عمد مكتملة الأركان، لا يقلل من فداحتها أن هؤلاء المواطنين فقراء أو مطحونون، أو أن مرفق السكة الحديد فاسد وعاجز وفاشل، أو أن الدولة بلا سلطة تنفيذية قادرة على الفعل والتصرف، أو أن الشرطة منهارة تواطئاً أو ارتباكاً.
تلك جريمة تماثل ما جرى فى بورسعيد فى حادث مباراة الأهلى والمصرى، أو ما جرى فى السويس، حين قتل ثلاثة متنطعين شاباً متعلماً واعداً تحت دعوى «هدايته»، أو ما جرى فى العديد من المحافظات حين تم الاعتداء على الكمائن ورجال الشرطة والأقسام.
إذا كنت من هؤلاء الذين يسيرون فى شوارع القاهرة بانتظام، فلعلك تعلم الآن أنه لا توجد قاعدة مرورية واحدة يحترمها المصريون فى تلك الأيام، فالسير العكسى بات حدثاً مألوفاً مكرراً، واللوحات المطموسة مسألة عادية، والانتظار المخالف شىء طبيعى، وشغل شوارع وسط المدينة وأرصفتها بالبضائع لم يترك للسيارات أو المشاة فرصة للسير فى الطرق.
ليت الأمر يقتصر على ذلك فقط، لكن الأصعب فعلاً هو استفحال حس الشجاعة والرغبة فى المعارضة والتصعيد فى أتفه الأمور، حيث تتوالى الاحتجاجات الفئوية وتتخذ طابعاً حاداً لا يتناسب أحياناً مع درجة إلحاح المطالب أو مع درجة تقاعس المسؤولين عن تقديم الحلول.
وهكذا بات القصر الرئاسى محاصراً ومستباحاً بالمطالب والاحتجاجات، وكذلك قاعات المحاكم التى أصبحت مطالبة بالبت فى القضايا تحت التهديد والوعيد، فضلاً عن قطع الطرق المنتظم، وفوضى الشارع وانفلاته وميله المطرد لاستخدام العنف.
ليس لدينا حكومة فعلياً، والرئيس لم يباشر عمله جدياً حتى الآن، والشرطة منهارة، وثمة صراع على السلطة فى البلد يرهقه ويربك سلطانه.. هذا صحيح، لكنه أبداً لا يبرر اتخاذ الشخصية المصرية هذا المنحى الهمجى، أو قتل المواطنين بعضهم البعض فى الشوارع.
لم تقم ثورة يناير من أجل هذا، ولا يجب أن يسمح المصريون بهذا، إذا كانوا فعلاً شعباً «يستحق الحرية».
رأي المدون:
ما الذي يحدث في مصر الأن ؟
إن الموضوع يحتاج إلى كبار علماء النفس لتحليل سلوك الشعب المصري في هذه الأيام ... ونحن نحاول في تحليل ذلك .قد تكون أسباب هذا السلوك بعض النقاط التالية:
1)  خروج الشعب المصري من فترة كبت طويلة جدا إمتدت من أيام الفراعنه الى الدولة التركية العثمانية ثم إلى عهد محمد علي مرورا بالاحتلال الانجليزي ثم إلى عهد سيطره العسكر على مقدرات البلاد .. كان لا يستطيع أن يفتح فيها فمة أو أن يعبر عما يتفاعل داخل نفسه من اعتراضات والا كان مصيرة الهلاك.
2)  عندما قامت ثورة 25 يناير التلقائيه كان الشعب المصري مثل ( الحلة على النار ) وقد غلي الماء بداخلها و يبحث عن مخرج له ... فخرج الماء المغلي بشده واندفاع دون تخطيط فأخذ كل ما هو أمامه إلى أعلى بدون توجيه وفي أي إتجاه .
3)  كان خروج الماء وبهذا الاندفاع كفيل بأن يهدئ من غليانه أو يخفف منه على الأقل .. ولكن ذلك لم يحدث لثلاث اسباب.
السبب الأول - هو أن شعلة النار التي توجد تحت ( الحلة ) مازالت مشتعلة وأن مصدر الغليان مازال موجودا وحتى لم تخفف قوته
السبب الثاني - عدم وجود القيادة الرشيده التي تستطيع أن توجة هذا الاندفاع في الاتجاه الصحيح وتستطيع أن تستثمر لصالح الشعب المصري والثورة القائمة
السبب الثالث - محاولة إعادة الانضباط بالاسلوب العسكري وبوضع الغطاء على الحله مرة أخرى فتعاد الكرة ثانية
4)  كان البعض يعتقد أن إختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر سوف يضع البلاد والعباد على أول الطريق الصحيح ولكن ذلك لم يحدث لسببين .
السبب الأول : استمرار الصراع على السلطة ما بين الرئيس والعسكر حتى الأن .
السبب الثاني : سلوكيات المسئولين أثناء الفترة الانتقاليه في الخضوع لكل مطالب الجماهير سواء كانت مشروعه أو غير مشروعه عند استخدام سلاح المظاهرات مما أرس في وجدان الشعب المصري ( أن الدنيا لا تؤخذ إلا غلابا ) فمن يشعر أن له حق فليأخذه بيده ! مما هدد بإنهيار الدوله الحديثة وشيوع الفوضى الخطيرة المدمرة مثل ما حدث في حادث قطار الصعيد.
نقطة نظام .
في رأيي أن محاولة حل هذه المشكلة يتم بالترتيب الآتي :
أولا :عاجل وهام جدا وبأسرع ما يمكن لابد من وجود قياده شرعية وقوية لهذه البلاد تستطيع أن تقبض بيدها القويه على ( دولة مصر الحديثة ) دون نزاع من أحد حتى تستطيع أن تسير أمور هذا البلد بالقانون فلابد وفورا من إنتهاء من كل الاجراءات التي تصنع دستور واضح لهذا البلد يستطيع الحاكم المختار من الشعب ومهما كان نوعه أن يسيطر به على الامور وأن ينفذ بالنظام والقانون هيبة الدولة .
ثانيا : لابد لمجلس الشعب أن يتم إنتخابه بأسرع ما يمكن حتى يستطيع أن يصدر حزمة من القوانين التي تساعد على إعادة الانضباط إلى الشارع المصري لاهمية وضرورة عودة النظام وعودة هيبة الدولة إلى الشارع المصري وذلك بعوده السلطة التشريعية  الطبيعية.
ثالثا : لابد وان ترجع القوات المسلحة إلى ثكناتها بأسرع ما يمكن ويعود الجيش المصري إلى دورة الطبيعي في حماية حدود البلاد والا يتدخل بالمرة في السياسة وحتى يشعر المواطن المصري أن السياده في البلد للقانون وللشرعية المنتخبة وليس للقوة العسكرية التي تفرض على الناس ما تريده.

رابعا : على من شاء الله له وكان قدرة أن يوجد في قمة السلطة الأن أن يكون همه الاول هو إطفاء هذه الشعله التي تقبع تحت ( الحلة ) وأن يعرف كيف يقوم بإطفائها لأن في ذلك هو الحل الناجح لكل مشاكل مصر .
هذه رؤيتي لامكانية الحل وحمى الله مصر من كل ما يدبر لها بليل وإلا كان القول بأن خسارة فينا الحرية هو قول صحيح.
التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق