شريط البيبي سي

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

الفتنة النائمة

بقلم على السيد ٨/ ١١/ ٢٠١١ المصري اليوم

هل تولد الديكتاتورية من رحم الفوضى الناتجة من حرية منفلتة؟

هل تحتاج الحرية لمن يكبح جماح فوضويتها فى لحظة ما؟

هل الحرية الزائدة تولد الفوضى العارمة؟

أى نظام يمكن أن يأتى فى ظل الفوضى؟

متى يمكن للناس أن يقولوا «لا» للظلم والعدوان والتآمر والخنوع والخيانة، دون أن ينزلقوا إلى الأنانية والعبث بوطنهم؟

فحين تنتشر الفتن، وتكثر الجرائم الغريبة، ويعم الخوف، ويغيب التآخى، ويضعف الولاء للوطن، مقابل الولاء للقبيلة أو الطائفة أو فئة العمل، ويرتعش الأمن، ويتفشى السطو والنهب والقتل تترنح الدولة وتصبح على مشارف التهلكة، ومن ثم تكون أمامها خيارات مرة وقاسية، أحدها أن تقبل بالاستبداد مرة أخرى.

فـ«النظام الحاكم» يسقط فى لحظة، وتسقط «الدولة» فى سنوات. يسقط النظام بأيدى الشعب غالباً، وتسقط الدولة بأيدى الحكام والشعب والأعداء دائماً.

سقوط النظام يمكن أن يكون فرصة ذهبية لبناء دولة عظيمة، ومجتمع عصرى متطور وناهض بعد نفض غبار الاستبداد. بينما يؤدى سقوط الدولة إلى انتشار الفوضى، وموت القانون، وتسيد الفتن والشائعات، ورواج الدجل، وتفوق الكلام على العمل، ويصبح الكذب شطارة والبلطجة شجاعة، والتطرف إيماناً، والعلم إلحاداً، والهدم وطنية، ويتخلى الناس عن الإيمان بالوطن الواحد والعيش المشترك، ويختبئون خلف القبيلة أو الجماعة الدينية، وتصبح دور العبادة حاكمة ومتحكمة فى كل شؤون الحياة، لدرجة أن يصبح الدين موضوعاً متأخراً فى أولويات دور العبادة.

واستعادة الدولة أو الحفاظ على ما تبقى منها يتطلب قبضة حديدية وحكماً ديكتاتورياً يتخذ قرارات حادة وحاسمة، وهذا النوع من الحكم يعطى نتائج أشبه بتلك التى تعطيها الفوضى: تخلفاً وغياباً لروح الابتكار، ونزوعاً إلى الانكماش على الذات، وشيوع الرغبة فى عدم المشاركة، وفى الحالتين يشيد حائط عملاق أمام فرص التقدم، إذ يغلق باب الاجتهاد، ويفتح باب التطرف، يغلق باب التسامح ويفتح باب العنف، يغلق باب العمل ويفتح باب الفهلوة والتحايل، يصبح التعليم بلا جدوى، والصحة بلا فاعلية، تخرج الجامعات جهلاء، وتخرج المستشفيات مرضى ينتظرون الموت.

وحين يسقط «نظام حاكم» ينبغى أن تتجه أنظار وقلوب الشعب وقادته فى الفكر والسياسة والعلوم إلى الدولة، ليعضوا عليها بالنواجذ: يصلحوا ما فسد منها ويطوروا ما تخلف فيها، ويدعموا ما وهن منها، ويحولوا دون سقوطها بكل الوسائل، فسقوط دولة يمكن أن يكون نهاية لشعب بأكمله أو مقدمة لدخوله فى صراعات لا تنتهى إلا بتقسيمه.

الحكم المستبد الذى هو ضرورة الانفلات، والفوضى التى هى نتيجة الانفلات، يؤديان إلى:

١-تفكك مؤسسات الدولة، وتحولها إلى مؤسسات متصارعة مع غيرها للحفاظ على وجودها «الذاتى»، وتحقيق مكاسب «خاصة»، مثل صراع «القضاة والمحامين»، و«أمناء الشرطة وضباط الشرطة» و«أساتذة الجامعات مع وزارة التعليم العالى».. وغيرها من صراعات يؤدى احتدامها إلى نهاية الدولة.

٢- تقسيم الوطن على أسس عقائدية وطائفية وقبلية، بحل مشكلات كل فئة بمعزل عن مشكلات المجتمع، أو منع الفتن من منبعها، أى من المدرسة.

٣- تناحر النخبة السياسية والثقافية، للفوز بنصيب من الدولة المريضة.

٤- تفشى صراع الطبقات الاجتماعية، الذى يبدأ بالأفراد وينتهى بالجماعات فى ظل ارتخاء قبضة القانون. ٥- كثرة المطالب الفئوية فى ظل ظروف لا يمكن فيها تحقيق رغبات الجميع.

فهل سيكون نصيبنا استمرار الفوضى، أم انقضاض ديكتاتور على السلطة، أم سيظهر من يخلصنا من كل ذلك؟

رأي المدون:
المجلس العسكري والمستنقع الذي دخل فيه
مصر الآن تمر بفترة من أصعب فترات تاريخها المعاصر وبشئ من التحليل الهادئ نستطيع أن نحدد الصورة أمامنا كالآتي :
الصورة بها عده فصائل من الشعب المصري.
الفصيل الأول :
فصيل يمثله جزء كبير من شباب هذه الأمة المثقف والمتعلم ثار على نظام فاسد استمر قابع على صدر الأمة مده طويلة يفرض سيطرته بالقوة المسلحة والإرهاب والتعذيب والمعتقلات حتى قضي على كل رأي يعارضه وترك جزء منها مسيس كديكور لزوم ألصوره ولم يكتفي بذلك بل رأي أن إبن الرئيس يجب أن يكون هو الوريث الشرعي للحكم.
ثار هذا الشباب ليثبت للعالم كله إنه ليس قطيع من الماشية يساق حيث يريد له الراعي الفاسد... ثار للوصول إلى دوله حرة يحكمها أبنائها الأحرار المصريين وبصرف النظر عن الديانة أو الانتماء وأصبح هذا الشباب هو رأس ألحربه التي استطاعت أن تسقط النظام الفاسد وذلك سلميا.
الفصيل الثاني :
فصيل من هذا الشعب أكبر عمرا عاش في النظام القديم ردحا من الزمن وقاس كثيرا من ظلمه واستبداده حتى وصل إلى مرحله اليأس من تغييره ولم يجد بد لاستمرار الحياة من التأقلم معه ومن باب الرضا بالمكتوب وهذا الفصيل بحكم سنه لديه من المال والاستثمارات ما يخشى دائما أن يفقده في حاله عدم وجود الاستقرار
وهذه فئة رجال الأعمال والرأسمالية الوطنية الشريفة.
الفصيل الثالث :
فصيل من الشعب له اتجاهاته الايديولوجيه المختلفة حيث يوجد به جزء من المتدينين المتطرفين ( من الجانبين ) والاشتراكيين بأنواعهم والعلمانيين بأنواعهم كل له مدرسته الثقافية التي أقتنع بها ويؤمن بأهميتها وضرورة أبرازها الآن للتطبيق في دوله الثورة.
الفصيل الرابع :
فصيل كبير من الشعب المصري تعود أن يكون صامتا ومطيعا من باب السير بجوار الحائط أو داخل الحائط كما تعود دائما ووجد الوقت المناسب بعد الثورة لكي يعبر عن المكبوت في نفسه لمده طويلة وهذا الفصيل يمثله أغلبية الشعب المصري وهي طبقة الموظفين ومحدودي الدخل واللذين سحقتهم أعباء المعيشة والارتفاع المتواصل في الأسعار الذي إنتهك ميزانيتهم المتواضعة ورغم ذلك إستطاع هذا الفصيل أنه مكافح ويعلم أولاده ويحاول أن يلحق بقطار المعيشة الأدميه بقدر استطاعته .
هذا الفصيل ربما خرج من أبناءه من أوقد فتيل الثورة تحت ظروف انسداد كل الطرق التي أوقفت طموحاته وطموح أبناءه ... هذا الفصيل أحس عند قيام الثورة إنها الفرصة الذهبية للتنفيس عن كل ما هو مكبوت فيه طوال السنوات الماضية وأنتفض مطالبا بتصحيح الأوضاع المختلفة دون خوف من عقاب محاولا الوصول إلى أكبر مكاسب ممكنه من صوره مطالب فئوية متأكدا إنه إن لم يحصل عليها الآن وفورا فلن يحصل عليها أبدا في المستقبل.
الفصيل الخامس :
فصيل من الشعب المصري عاصر النظم السابقة منذ قيام الثورة 1952 وحتى عهد السادات ثم عهد مبارك وأستطاع أن يتلون في كل فتره بلون صاحبها وأن يناور ويهادن ويحاور حتى يستطيع أن يحصل لنفسه على أكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات الممكنة من كل عصر وذلك بدون التمسك بأي مبادئ أو قيم ...بل كانت مصلحته الشخصية هي المحرك الأول له في كل الاتجاهات وتكونت من هذا الفصيل كل رجال البطانة الفاسدة التي أحاطت بالحكام من المنافقين الباحثين عن دور لهم في أي مكان بجوار الحاكم وكذلك كل المشتاقين للسلطة وتحقيق ذلك بكل الطرق المشروعة والغير مشروعه وأشهرها استخدام البلطجيه كسلاح لهم في أعمالهم تحت حماية السلطة.
الفصيل السادس :
فصيل من الشعب المصري ( هو القوات المسلحة ) وفي رأيي إننا لا نستطيع أن نفصله عن الشعب المصري فهم أخواتنا المصريين ولكن في زيهم العسكري المشرف .
وجد هذا الفصيل وقيادته بعد قرار المخلوع بترك المسئولية وبتولي القوات المسلحة مسئولية الدولة وجد الدولة قد وقعت بدون إرادته ( في حجره ) فارتعش رعشه من إصابته الكهرباء فجأة واهتزت الأمور في يده فتره طويلة وربما حتى الآن وقد يرجع ذلك إلى عدم وجود الخبرة السياسية اللازمة لهذا الموقف .
أضطر لتعويض ذلك إلى الإستعانه بالخبرات السياسية والقانونية التي رأى ضرورة الاعتماد عليها .
ولم ينتبه إلى أن هذه القوى بها اتجاهاتها الأيدلوجية المسبقة والتي تضاربت مع بعضها مما أظهر القرار المتخذ متضارب أيضا وقد تعرض للخطأ في كثير من الأحيان مما أظهره إنه في حاله ضعف بيين.
وقد حرص هذا الفصيل في بداياته أن لا يغضب أحد وأن يأخذ موقف الحكم ما بين كل الاتجاهات الأيديولوجية التي فوجئ بها أمامه وقد ساعد ذلك على أن يظهر أمام الجميع إنه أكثر ضعفا وأقل حسما وقد أكد هذا الإحساس اعتماده على حكومة ضعيفة لا تقدم ولا تؤخر في أي شيئ .
ولقد حرص هذا الفصيل منذ اليوم الأول لاعتلاء كرسي السلطة  بالقول أنه لا يطمح فيها وإنه يتوق إلى تسليم السلطة إلى قياده من الشعب وحدد مده 6 شهور لانتخاب مجلس شعب وشورى وانتخاب رئيس للدولة مدنيا.
أعتبر هذا الفصيل نفسه وعلى لسان قائديه إنه شريك في الثورة وإنه قد ثار مثل الثوار على النظام القديم وساعد على نجاحهم بعدم تعرضه لهم.
بعد تحديد الملامح الرئيسية للصورة التي تمت خلال التسعة شهور الماضية.
حدثت الأحداث الآتية:

1- فصيل الشباب أنقسم هذا الفصيل إلى قسمين : القسم الأول وهو الذي أعتبر إسقاط رأس النظام وإسقاط مشروع التوريث البغيض هو تحقيق لكل أماله وأن القوات المسلحة كفيله بتكملة باق المشوار ورجع إلى بيته. القسم الثاني : أعتبر أن إسقاط رأس النظام هي مقدمة للإصلاح ومطلوب استمرار الثورة لهدم باق النظام وبناء حياه جديدة وهذا القسم هو الذي أصر على استمرار الاعتصام بميدان التحرير للضغط على المجلس العسكري( الفصيل السادس ) و على تقديم الرئيس والفاسدين ورموز النظام السابق إلى المحاكمة عن قتل المتظاهرين ونهب أموال ألدوله والإفساد السياسي ونجح في تحقيق ذلك بضغط التظاهر.
2- فصيل أصحاب الأيديولوجيات وقد أنتفض هذا الفصيل عن بكرة أبيه كل يبرع في تقديم نفسه وشرح أفكاره سواء كانت دينيه أو اشتراكيه أو علمانيه وبهدف الانتساب إلى الثورة ومحاوله إقناع جموع الشعب بها وخرج من تحت الأرض أصحاب نظريات كانت مختفية ولا يسمع عنها مثل السلفيين وليدغدغوا مشاعر الشعب المصري ( الأغلبية المسلمة ) والمتدين بطبعه بضرورة مناصرتهم للوصول إلى الدولة الدينية....قلب هذا الاتجاه من السلفيين الترابيزه على الجميع وأثار مخاوف المسيحيين من الدولة الدينية التي قد تطغى على حقوقهم كمواطنين مصريين وخاصة بعد مظاهرات السلفيين الحاشدة في ميدان التحرير والتي أثارت مخاوف الفصائل الأخرى أيضا من العلمانيين والاشتراكيين من الحكم الديكتاتوري الذي يتخيلونه للدولة الدينية. حتى أن بعض هذه الاتجاهات بعد أن كانت تعادي اتجاه الإخوان المسلمين بوضوح أصبحت تعتبرهم بالنسبة للاتجاه السلفي هو الاتجاه الديني المعتدل والذي إن كان لابد منه فهو الأفضل.زادت ضغوط كل الاتجاهات الأخرى ضد التيار الديني في محاوله إيقاف تقدم التيار الديني الذي أحس الجميع إنه يحظى بقبول الشارع المصري وخاصة بعد تداول قضايا الفساد والسرقة للعهد السابق في كل مكان وتأكدهم أن الرجوع إلى صندوق الانتخاب سوف يرجح نجاح هذا الاتجاه. وصلت هذه الضغوط إلى الفصيل السادس من الشعب وهو القيادة العسكرية وحاولت أن تضع حل وسط يرضي الأطراف جميعا وهو المبادئ الفوق دستوريه التي يتفق عليها الجميع لوضع الدستور حتى لا يميل في اتجاه على حساب الآخر. . زامن تأجج الصراع أن الاتجاهات الأخرى لم تستطع أن تتألف مع بعضها لكي تكون قوه في مواجهه الاتجاه الديني المنظم وتفتت هذه القوى وتناثرت واختلفت فيما بينها كالعادة ولم تتفق على شيئ.
3- وهو فصيل رجال الأعمال الشرفاء والذي يقوم الاقتصاد الوطني عليه تقريبا هذا النوع من الناس يحملون في أعناقهم أقدار أسرهم وأسر من يعملون معهم ويديرون تقريبا عجلة الاقتصاد في مصر الذي دائما يؤثر عليه بالسلب أي اهتزاز في منظومة العمل مما يؤثر بالسلب أيضا على ضغط الإنتاج والاستثمار والتوسع والتقدم لأي دوله تقوم على الاقتصاد الحر واللذين ينادون دائما ( ألحقونا الاقتصاد حيقع !! ) هذا الفصيل يفضل الاستقرار دائما ويقلقله دوما ما يعطل الإنتاج والذي أستمر إلى ما يقرب من عام . فضلا عن تأثير ذلك على السوق الخارجي والذي لا ينفصل في العصر الحديث عن السوق الداخلي ولذلك أصبح هذا الفصيل معارض لأي أعمال تعارض الاستقرار
4- فصيل الأغلبية التي كانت صامته. وهذا فصيل محدودي الدخل وموظفي الدولة المطحونين يرى أن الاستقرار هو ضياع لحقوقه ولذلك يقدم دائما بهز أي استقرار للأوضاع بالمظاهرات الفئوية والأمثلة كبيره طوال الشهور السابقة من مظاهرات الأطباء والمدرسين وأمناء الشرطة وموظفي الكهرباء ومترو الأنفاق والقطارات والنقل العام ومراقبي المطارات وعمال المصانع وغيره حيث شملت تقريبا كل جموع الشعب والتي استطاعت أن تخرج من القمقم الآن فقط.
5- الفصيل الذي ضاعت مكاسبه بقيام الثورة وسقوط رؤوس النظام وهذا الفريق يحاول بكل قوته في المحافظة على مكاسب التي حققها طوال السنوات السابقة ويخشى من أن فقدان القرب من السلطة سوف يفقده سلطانه وربما ما تمكن من امتلاكه بالفساد خلال الفترة السابقة ولذلك يقوم هذا الفصيل بالإستماته في الرجوع إلى السلطة ولو بالعودة إلى النفاق وبتكوين أحزاب جديدة تحت مسمى أخر يستطيع أن يمارس فيها نفس الدور الذي يمارسه من قبل وليس هناك أي مانع من أن يتغير اللون ولكن الهدف واحد لا يتغير.
6- وهو فصيل المجلس العسكري ( الذي هو جزء من الشعب المصري ) أين هو من هذا المستنقع الذي وضع فيه بدون إرادته ؟
وجد المجلس العسكري نفسه مضطر إلى اتخاذ القرارات ألأتيه :
1- عدم السماح للفصيل الأول ( شباب الثورة ) بالاستمرار في إضرابات ميدان التحرير لأكثر من ذلك وأضطر إلى إجلائهم من الميدان بالقوة حتى يمكن أن تسير منظومة العمل بالدولة .
2- حتى يمكن أن تسير عجلة الاقتصاد في طريقها ويستطيع جموع الشعب أن تجد لقمة العيش والملبس وغيره أعطى الضوء الأخضر للفصيل الثاني باستمرار النظام الاقتصادي الحالي لإعطاء الأمان لرؤوس الأموال الشريفة بالعمل.
3- في محاوله رأب الصداع الذي ترتب على ظهور التيارات الدينية المتطرفة ومحاوله أحداث الفتنة الطائفية ما بين الأديان قام بتحمل تكاليف إعادة بناء الكنائس في صول وإمبابة ووقوف موقف الحكم بقدر الإمكان في كل هذه الأحداث.
4- في محاولة القضاء على مخاوف الاتجاهات الغير دينيه في المجتمع وكذلك الأخوة المسلمين من سيطرة الاتجاه الديني على الدستور أقترح عمل مبادئ فوق دستوريه حاكمة لواضع الدستور لا يمكن الخروج عليها كحل وسط لهذا التخوف.
5- للقضاء على مخاوف قصر الفترة اللازمة لإجراء انتخابات الرئاسة وعدم استعداد الأطراف الأخرى غير الإسلاميين لها لقلة الوقت اللازم لذلك فقد تم مد مدة تسليم الرئاسة إلى عام 2013 لتحقيق هذا الهدف.
6- بنفس القاعدة التي نفذت في ميدان التحرير في منع المظاهرات الفئوية من تعطيل عجلة الإنتاج ثم من تعطيل عجلة الإنتاج تم منع مظاهرات ماسبيرو من أمام التليفزيون بالقوة عن طريق الشرطة العسكرية بعد استمرارها أكثر من 3 أسابيع.
7- اعتبرت بعض القيادات المسيحية أن استخدام القوة في هذا الموقف نوع من التعصب من الجيش ضد فئة معينه وتم استخدام القوه أيضا للرد على قوه المنع من الجيش مما ترتب عليه سقوط ضحايا من الجانبين في موقعة ماسبيرو الشهيرة والمؤسفة.
8- ظهر ائتلاف غريب في الفترة الأخيرة ينادي بأن يقوم بترشيح المشير قائد المجلس العسكري نفسه رئيسا للجمهورية وتبعه نفي من المجلس العسكري لذلك مذكرنا بما كان يحدث أثناء ترشيح جمال مبارك للرئاسة في العهد البائد
9- ظهر المشير قبل ذلك في وسط البلد بزي مدني يقابل ويصافح الجماهير بشكل غير معتاد ولم يعرف سببه إلا بعد ذلك.
ترتب على ما تقدم الآتي:
1- إحساس كل القوى الشعبية بجميع أطيافها أن المجلس العسكري قد تغيرت خططه بالنسبة لوعده بتسليم الحكم في فترة زمنيه معينه وإنه يتراجع بوضوح في تنفيذ هذا الوعد مستندا إلى تناحر القوى الوطنيه وعدم تجمعها على هدف واتجاه واحد.
2- نزول د . علي السلمي بالمبادئ الفوق دستوريه مع وجود بنود بها تعطي للمجلس العسكري سلطة أكبر من سلطة رئيس الدولة ومجلس الشعب هو نوع من القفز على الدولة وعلى المجالس المنتخبة ونوع من الدكتاتورية العسكرية المرفوضة.
3- حرص المجلس العسكري على عدم تحديد جدول زمني واضح لتسليم السلطة للشعب يزيد من المخاوف من نياته.
4- الخوف من أن يكون المحرك الرئيسي لكل الاضطرابات التي حدثت من المرحلة الإنتقاليه هي اضطرابات مقصوده والهدف منها . ضرورة العودة إلى قوة الدولة في صورة الحكم العسكري الديكتاتوري مرة أخرى. وخاصة أن هناك فصائل من الشعب المصري كما سبق توضيحه يهمها ذلك لاستمرار دوران عجلة الإنتاج والحفاظ على الاستقرار.
ليس أمام أغلبية فصائل الشعب المختلفة إلا النزول مره أخرى إلى ميدان التحرير 18/11/2011 لإفاقة المجلس العسكري من نشوة السلطة التي تمتع بها لمدة 10 شهور كانت كافيه لوصوله إلى حد الثمالة وعدم تقدير الأمور كما يجب التضحية بالقليل خوفا من فقدان الكثير .
ولقد إستطاع المجلس العسكري بدون أن يدري أن يوحد هذه الفصائل المتنافرة مره أخرى ويخلق لنفسه يوم أسود مثل يوم تنحي مبارك.
إن الشعوب الواعية عند قيام الثورات تحرص على أن يسقط النظام القديم بالكامل وفي نفس الوقت تضع نصب أعينها ألا تسقط الدولة وتترك للشعب عن طريق صندوق الانتخاب أن تختار قائدها دون وصاية من أحد.

التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق