شريط البيبي سي

الأربعاء، 11 أبريل 2012

..وخرج الأرنب أخيراً من جراب الحاوى

 بقلم   د.حسن نافعة    ١٠/ ٤/ ٢٠١٢
توجد شخصيات عامة تملك من الخصائص ما يؤهلها للعب أدوار سياسية شديدة الحساسية يحددها مخرج غامض يدير حركة الممثلين على المسرح من وراء ستار. ولأنه يبدو واضحاً أن الأدوار المطلوبة فى مثل هذه الأوقات شديدة الخصوصية لا تتناسب إطلاقاً مع ما هو ثابت ومعروف من قدرات ومؤهلات الممثلين المتاحين للقيام بها، من الطبيعى أن يلجأ المخرج العبقرى إلى كل وسائل وأدوات الإبهار لإحاطة هؤلاء الممثلين بهالة إعلامية مزيفة تصورهم كأنهم شخصيات أسطورية اختارتهم العناية الإلهية وأعدتهم خصيصا للقيام بهذه المهمة النبيلة التى لا يستطيع القيام بها غيرهم. وأظن أن عمر سليمان أصبح الآن واحداً من هذه الشخصيات الأسطورية التى يراد دفعها الآن للقيام بدور لا يتسق مطلقاً لا مع تاريخ الرجل ولا مع مؤهلاته الشخصية.
كان يفترض أن يكون المكان الطبيعى لعمر سليمان الآن هو السجن، تمهيدا لتقديمه للمحاكمة بتهمة إفساد الحياة السياسية باعتباره أحد المسؤولين الرئيسيين عن التدهور الذى أصاب مصر فى جميع المجالات وعما تعرضت له ثرواتها ومقدراتها من نهب على مدى ثلاثين عاما متواصلة. فالسيد عمر سليمان كان أحد أهم أعمدة النظام السابق وأقرب رجال مبارك إلى قلبه.
فقد اختاره لقيادة جهاز المخابرات العسكرية لعدة سنوات، ثم لقيادة جهاز المخابرات العامة لما يقرب من عشرين عاماً، وكان هو الشخص الوحيد الذى وقع عليه الاختيار لمحاولة إنقاذ نظامه من ثورة عارمة انفجرت فى وجهه حين عينه نائباً له وفوضه بالدخول فى حوار مع الثوار، وذلك قبل أيام من خلعهما معاً. ومع ذلك ظل الرجل حراً طليقاً منذ سقوط رأس النظام وكأنه لم يرتبط به بأى علاقة من أى نوع، بل حاول البعض تصويره كأنه كان معارضاً لمشروع التوريث، وأن محاولة جرت لاغتياله لهذا السبب.
وها هو رجل النظام القديم الذى تجاوز عمره ٧٦ عاما يعود اليوم إلى المسرح كمرشح رئاسى يطمح لقيادة مصر الثورة ومصر الشابة ومصر المستقبل. الأدهى من ذلك أن عملية ترشيحه صورت كأنها تمت تحت ضغط شعبى جارف. ولأن الرجل الزاهد فى أى منصب جديد لا يستطيع أن يعصى أمراً لإرادة شعبية تستدعيه، فمن الطبيعى أن يستجيب لأداء الواجب، ومن الطبيعى أن ترى فيه الجماهير بطلها القادر على إنقاذ البلاد من حالة الفوضى التى تمر بها الآن، وكأنه لا علاقة له أصلاً بالفوضى الدائرة ولا بالنظام القديم الذى ثار الشعب فى وجهه. هكذا أراد المخرج القابع وراء الكواليس للمشهد قبل الأخير أن يكون. لكنه لن يكون المشهد الأخير.
يصعب علىّ أن أتصور أن الشعب المصرى الذى علم الإنسانية كلها معنى الحضارة، ومهما بلغت قدرته على الاحتمال والصبر على المكاره، قد أصبح جاهزاً لالتقاط الطعم والتصويت لعمر سليمان رئيساً لمصر. فالمسرحية تبدو غير محكمة ورديئة جداً، والمخرج الذى يحرك الجموع من وراء الستار ليس عبقرياً إلى هذه الدرجة. فالحبكة الدرامية للفصل قبل الختامى التى دار فيها مشهد ترشيح عمر سليمان تبدو مضحكة جدا. فكيف يمكن للجمهور أن يصدق أن البطل الذى سيلعب دور المرشح المنقذ قبل الترشح فى نصف الساعة الأخير، ولم يكن يعلم شيئاً عن حشود المؤيدين الذين يجمعون له التوكيلات. وكيف يمكن للجمهور أن يصدق أنه يمكن لشخص أن يجمع ٤٤ ألف توكيل فى وقت كهذا.
أظن أن جمهور المسرح السياسى فى مصر يدرك بوضوح الآن أن جمع هذا الكم الهائل من التوكيلات يحتاج إلى تنظيم على درجة عالية من الكفاءة. ولأن المرشح عمر سليمان ليس له حزب يرشحه أو جماعة سياسية معروفة تناصره، فقد كشف ترشيحه عن أقوى تنظيم فى مصر الآن اسمه «تنظيم الثورة المضادة» بقيادة المجلس العسكرى نفسه، وأنه كان قد بدأ يعد نفسه لهذه اللحظة منذ فترة ليست بالقصيرة، وبالتحديد منذ أن بدأ يظهر ميدان العباسية فى مواجهة ميدان التحرير.
أخيراً أخرج الحاوى أرنباً من جرابه، لكن الجمهور لن يستطيع أن يتابع اللعبة بشغف لأنه كان قد كشف سرها من قبل رغم تظاهره بالعكس.

رأي المدون:

وياما في الجراب يا حاوي ......
بعد أن إتضحت كافة الأمور الأن نستطيع الإجابه عن الاسئله السابقة التي حيرت الجميع !!!

1- من هو الطرف الثالث أو اللهو الخفي الذي إستعصى معرفته على الجميع وهل يبدأ إسمه بحرف ( العين ) على طريقة المخابرات؟

2- من هو المسئول عن الإنفلات الأمني طوال الفترة الإنتقالية وهل هناك نوع من التواطؤ لإستمراره ؟

3- هل تم توصيل جموع الشعب المصري الطيبه الساذجة إلى مرحله الترحم على فترة حكم مبارك وتمنى أن يحكمنا ديكتاتور ( دكر ) من فصيلة أكلي لحوم البشر ؟

4- هل هناك جهاز متكامل يعمل تحت الأرض لإشاعة الفوضى وهدفه الآخر هو إجهاض الثورة المصريه في 25 يناير ثم الإجهاز عليها بحكم الديكتاتور .... ذيل النظام السابق ؟

إحذروا أيها المصريون الطيبون وإستيقظوا من غفلتكم وإتحدوا ضد عدوكم السابق اللدود والذي يريد أن يرجعكم مره أخرى للعب أدوار الكومبارس لأنكم كما قال شعب جاهل لا يستحق أن يحكم بالديمقراطيه.
إتحدوا فرب ضارة نافعة

التاريخ يسجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق