شريط البيبي سي

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

أسكتهم يا سيادة المشير


  بقلم   ياسر عبدالعزيز    ٣٠/ ١٠/ ٢٠١١  المصري اليوم


أعرف أن المشير طنطاوى نفى تماماً ما تردد عن وجود مرشح للمؤسسة العسكرية فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، حين قال بوضوح، فى ٥ أكتوبر الجارى: «هذه شائعات لا ينبغى التوقف عندها، ولا يجب استهلاك الوقت فى الحديث عن شائعات».
وأعرف أيضاً أن ثورة ٢٥ يناير، التى لم تخمد جذوتها بعد، رغم كل ما اعترى مسارها من ارتباك وأخطاء، لا يمكن أن تسمح بأن يتم خطفها لتصبح مجرد «انقلاب عسكرى»، مهما كان تقديرها لدور القوات المسلحة فى حمايتها، ومهما كانت ثقتها فى تلك المؤسسة العظيمة وفى رجالها.
لكن الهواجس مع ذلك تتعاظم يوماً بعد يوم، مرة حين يتباطأ المجلس العسكرى، أو «يتواطأ» فى تلبية مطالب الثورة بتصفية النظام الساقط، ومرة ثانية عندما يتخذ قرارات قد تؤدى إلى إعادة إنتاج هذا النظام، ومرة ثالثة حين يطيل الفترة الانتقالية دون ذرائع مقنعة، ومرة رابعة حين تصدر تصرفات ملتبسة عن سيادة المشير نفسه.
لقد كان ظهور المشير فى أحد شوارع وسط القاهرة، خلال الشهر الماضى، مرتدياً البدلة المدنية، ومصافحاً بعض المواطنين، عملاً غير مفهوم بالمرة، أثار الكثير من الشكوك، أو على الأقل أوجد شعوراً بعدم الارتياح لدى الكثيرين، خصوصاً أن التبرير الذى تم تقديمه آنذاك لتلك الخطوة لم يكن مقنعاً.
وبعد هذه الواقعة المثيرة للجدل بأسبوع واحد، قام المشير بالظهور ثلاث مرات متتالية فى افتتاح ثلاثة مشروعات ثانوية، حيث حرص فى كل مرة على التحدث عن تلك المشروعات بوصفها «إنجازات مهمة»، وعلى توجيه المسؤولين وحضهم على المزيد من العمل، بلغة وأسلوب يذكران بما كان يفعله الرئيس السابق فى المناسبات المشابهة.
من حق سيادة المشير، بل من واجبه، أن يعمل على تسيير الأعمال فى البلاد، وأن يتأكد من أن الأمور تمضى إلى تحسن، أو على الأقل لا تتراجع إلى الوراء، لكن ذلك يجب أن يتم بمعزل عن أى محاولة للتسويق أو التلميع السياسيين، انطلاقاً من أن إدارته للدولة، من خلال رئاسته المجلس العسكرى، ليست سوى حل مؤقت أوجبته الظروف الاستثنائية التى نشأت بفعل الثورة، وهى إدارة ليست قابلة للاستمرار أو إعادة الإنتاج بأى صورة من الصور.
منذ أربعة شهور مضت تظهر مطالبات من قوى سياسية عديدة بإبعاد المجلس العسكرى عن الحكم بدعوى تباطئه فى نقل السلطة، وتردى أداء الحكومة التى عينها، لكن النواة الصلبة فى الثورة لا تدعم تلك المطالبات، رغم إيمانها بصحة معظم الانتقادات التى بنيت عليها، وهو موقف ينبع من إدراك الثورة لكون القوات المسلحة هى العمود الأخير المتماسك فى الدولة المصرية، ولثقتها فى أن تلك المؤسسة العريقة لا يمكن أن تتخلى عن دورها فى نقل مصر إلى الحرية والحداثة، ولا تستطيع أن تخون ثقة الشعب بها، أو تتراجع عن التزاماتها ووعودها التى قطعتها على نفسها، بالحفاظ على مقدرات الدولة، وتأمين نقل الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة.
خلال الأسبوع الماضى، ظهر ما قيل إنه «ائتلاف» يهدف إلى جمع مليون توقيع لدعوة المشير إلى الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وهو أمر يجب أن نقبل به كضريبة من الضرائب التى يجب أن يدفعها أى مجتمع أراد أن يحترم الديمقراطية ويتبناها فى جميع ممارساته السياسية.
يقول أصحاب تلك الدعوة إنهم يريدون ترشح المشير فى انتخابات الرئاسة لـ«استعادة الأمن والاستقرار والتأكيد على دولة القانون»، وهى دعوى مغرضة وفاسدة دون شك.
فإذا كان المشير، وهو رأس الدولة المصرية من خلال قيادته للمجلس العسكرى الحاكم، لا يستطيع أن يضمن تحقيق الاستقرار والأمن على مدى نحو ثمانية أشهر أمضاها فى المسؤولية، فلا يصح ترشحه للرئاسة ليحقق ما أخفق فى تحقيقه بالفعل، وإذا كان يستطيع أن يضمن الاستقرار والأمن وإقامة دولة القانون، لكنه لا يفعل، فهو مما يحتم عدم الدعوة إلى ترشحه أيضاً.
أرادت مصر من ثورتها أن تصبح دولة مدنية حداثية عادلة وقوية وكريمة، وهى لن تقبل أن تتحول إلى فاشية دينية أو حكم عسكرى، فيما العالم يتغير من حولها، ويخطو إلى الأمام بخطوات جادة وعاقلة، لذلك فإن مثل تلك الألعاب والدعوات لن تثمر أبداً.
نحن نعرف أن سيادة المشير، وغيره من قيادات المجلس العسكرى، أكدوا بوضوح عدم تبنى المؤسسة العسكرية مرشحاً رئاسياً، ونحن بالطبع نصدق، لأننا ندرك أن هؤلاء الرجال يعتبرون الوفاء بالعهود جزءاً من شرفهم العسكرى.
ورغم ذلك، فإن تدخل سيادة المشير، بالتنصل من تلك الدعوة وانتقادها علناً، يمكن أن يكون تصرفاً مهماً، على الأقل ليمنع بعض المزايدين والمغرضين من السير فى الطريق ذاته.. فلتسكتهم يا سيادة المشير.

رأي المدون :
أفرز نظام مبارك المخلوع خلال 30 عاما الماضيه نوع غريب من البشر ... أصبح هذا النوع فريق يسطف في طوابير يشتاق كل منهم في أن يصل إلى المرتبه الأولى لدى الحاكم من الرضا وإثبات الولاء .
ومواصفات هذا النوع هي الآتي :
1- القدرة العجيبه على التسلق والقفز على كل الموانع للوصول إلى رضاء الحاكم والتنازل عن كل القيم والمبادئ في سبيل الوصول إلى هذفه.
2- تقنين كل طلبات وتوجيهات الحاكم في صوره شرعيه من قوانين وتشريعات تناسب إحتياجاته والاستعداد لبيع كل شئ في سبيل الحصول على مكانه رفيعه لديه .
ويحصل هذا النوع مقابل ذلك على كل طلباته وامتيازاته الماديه والمعنويه والوصول إلى مصالحه الشخصيه له ولمن حوله مقابل ذلك ويتزاحم المتسلقون للوصول إلى هذا المكان ويصل تدافعهم إلى حد الموت في سبيل تحقيق هدفهم.
هذا النوع من البشر يعاد إنتاجه الأن في مصر رغم الفتره الحرجة التي تمر بها
وينافق الحاكم ( المؤقت ) الحالي لكي يغريه أن يكون حاكم ( دائم ) ولننتج لنا ديكتاتور جديد كلاكيت لرابع مره !!!
 
    محمود عطية

نفاجئ بمنافق جديد إسمه محمود عطيه يطالب أن يكون المشير رئيسا ؟
ومن هو هذا الرجل ؟
وما هي مؤهلاته ؟
ومن سمح له أن يطلب ذلك ؟
ومن دفع له لكي يطبع كل هذا العدد الهائل من المطبوعات المؤيده لهدفه ؟
الإجابه ببساطه ... إنه عبده مشتاق الجديد مع فارق بسيط هو تبديل الأشخاص الموجودين على الكراسي فقط .
أيها المنافقون .... الخطأ الحادث الأن ليس منكم فقط بل هو ممن قبل أن تنافقوه !!!
ان جزائكم في الدنيا ... هو نظرة الإحتقار من جموع الشعب المصري وقد نمى إلى علمي الأن أن الإعلامي حمدي قنديل قد طلب محاكمة هؤلاء المنافقون
 وجزائكم في الأخره هو الدرك الأسفل من النار .
وإلى من في السلطه المؤقته اليوم إحذروا غضب الشعب المصري عندما يشعر إنه قد خدع.

التاريخ يسجل

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

هل هي محاولة أخرى لخداع الشعب المصري ؟؟؟؟

فوجئ المواطنون في شوارع مصر ان هناك ملصقات كثيرة في الشوارع عليها صورة المشير محمد حسين طنطاوي تدعو الي تشريحه رئيسا للجمهورية في الفترة الرئاسية القادمة,

وبعد الاستفسار عن مصدر الملصقات وجد ان ائتلافا جديدا يسمي (مصر فوق الجميع) قد اعلن عن دعمه للمشير محمد حسين طنطاوي لانتخابه رئيسا للجمهورية, واكدوا ان هذا مطلب شعبي رغبة في الاستقرار.

الملصقات انتشرت في شوارع القاهرة وخصوصا في الميادين العامة مثل ميدان عبد المنعم رياض وميدان رمسيس, وانتشرت في الاسكندرية في مسجد القائد ابراهيم وايضا في الجيزة.

واكد الائتلاف انهم بصدد حملة لجمع مليون توقيع من المواطنين الموافقين علي انتخاب المشير كرئيس للجمهورية في الفترة الرئاسية القادمة.

واشار منسق الائتلاف الاستاذ محمود عطية: (لمشير طنطاوى والمجلس العسكرى حموا الثورة من محاولات إجهاضها من النظام السابق ووقفوا مع الثوار، وهذا يعد أكبر داعم للفوز بالرئاسة) واكمل قوله بـانهم ارادوا ارسال رسالة الي المشير مفادها: (قرار ترشحك مطلب شعبى وليس شخصياً)



رأي المدون:

تم التمهيد لــ ( جمال مبارك ) طوال عام 2010 ليرث الحكم وبنفس هذه الطريقه الغبيه .....
وكان نتيجة هذا الإستعباط للشعب المصري أن ثار هذا الشعب على هذا التهريج المخطط لسرقة إرادته .
يا سيادة المشير إن كنت صادق فيما إدعيت .. بأن المجلس العسكري بقيادتك لا يبغي البقاء في الحكم وسيقوم بتسليم السلطة إلى قيادة مدنيه فلماذا هذا الذي يحدث الأن؟  ....  ولماذا هذا التوقيت المريب ؟ والذي لن يصل إلا إلى نفس نتيجة جمال مبارك وربما أسوء... هل تريد ذلك ؟
إن كنت لا تريد ذلك فقم بإيقاف هذه الحمله المشبوهه فورا إحتراما لعقول الشعب المصري ولنفسك

وإن كنت تريد ذلك ....



فإنني أقترح عليك إستخدام رجل كفء للقيام بهذه الحمله وهي المرفقه صورته بالتعقيب وهو السيد / مجدي الكردي المنسق العام لحملة إئتلاف الشعب المصري لترشيح جمال مبارك ( هارب الأن ) لكي يكون لك خير معين !!!

                                               التاريخ يسجل

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

الثورة المصرية.. إلى أين ؟

 
الثورة المصرية.. إلى أين ؟
الأحد 23 أكتوبر 2011 - 9:05 ص بتوقيت القاهرة

فاروق جويدة

لا تستطيع الثورات أن تتخلص من كل أعداءها فى لحظة واحدة .. هناك ثورات حاربت زمنا طويلا رغم نجاحها وظلت تواجه أنواعا كثيرة من الفلول حتى سلكت مسارها وحققت أهدافها .. وهناك ثورات أخرى تعثرت ولم تتجاوز حدود الانتفاضه التى كانت تعبيرا عن حالة غضب انتهى بعدها كل شىء .. والثورات مثل الزلازل هناك زلزال يغير وجه الأرض ويخلق حقائق جديدة وواقعا مختلفا .. وهناك زلزال آخر يهدم بعض البيوت ثم تهدأ الأرض وتستكين ..

ولاشك أن ثورة 25 يناير مازالت حتى الآن تواجه تحديات كثيرة أمام واقع معقد تتشابك فيه أطراف كثيرة .. ولا نستطيع أن نقول أن الثورة تعثرت ولكنها حتى الآن لم تأخذ مسارها وبقيت معلقة بين الأرض والسماء وهناك أسباب كثيرة وقفت أمام طموحها وأهدافها حيث تحاصرها عوامل جذب كثيرة ..

مازالت فلول الماضى تسعى لإجهاض ثورة 25 يناير وللأسف الشديد أن هذه الفلول تملك الكثير من أطراف اللعبة السياسية .. هناك جزء كبير من هذا الماضى مازل حتى الآن فى مواقعة .. وهذا الماضى تحكمه أشياء كثيرة تبدأ بالولاء وتنتهى بالمصالح ولاشك أن النظام السابق استطاع أن يخلق شبكة واسعة من المصالح التى حققت لأصحابها مكاسب رهيبة.. أن ثلاثين عاما من الفساد كانت قادرة على بناء قلعة واسعة من أصحاب المصالح ..

هناك طبقة جديدة من الأثرياء ورجال الأعمال الذين جمعوا أرقاما خيالية من المال فى ظل النظام السابق .. وهؤلاء تصدروا الساحة وتحولوا إلى رموز ومراكز قوى وطلائع لمواكب النهب فى هذا المجتمع .. ولاشك أن رحيل النظام يمثل خسارة كبيرة لهم وهم على استعداد لأن يتحملوا أى ثمن من أجل الحفاظ على مصالحهم ..

وهناك أيضًا جزء كبير من النخبة الفاسدة من فلول  المثقفين وحملة المباخر الذين تصدروا الساحة الثقافية وأصبحوا رموزًا فى الفكر والإبداع فى زمن الانحطاط الفكرى والثقافى لأنهم تحولوا إلى أبواق لهذا النظام فخاضوا كل معاركه بالحق والباطل وتحولوا إلى أدوات للقمع الفكرى وقد جمع الكثيرون منهم ثروات هائلة بلا عمل أو جهد غير أنهم كانوا من المنافقين وحملة المباخر ..

وهناك قطيع آخر هم فلول الحياة السياسية الذين أنجبهم النظام من خلال تشكيلات عصابية حملت أسم الحزب الوطنى وهذه الفلول انتشرت فى ربوع مصر كالوباء ومارست كل ألوان التحايل والجرى وراء المال الحرام وقد حقق هؤلاء أيضًا ثروات رهيبه ولاشك أن ثورة 25 يناير قد أجهضت الكثير من أحلامهم فى مزيد من المال والسلطان ..

هذه الثلاثية من أصحاب رؤوس الأموال ونخبة المنافقين والتشكيلات العصابية تمثل الآن أكبر الأخطار على الثورة المصرية .. أنها تملك المال الذى تحرك به أطرافا كثيرة وتملك سلطة القرار الذى تتحايل به على إجراءات كثيرة وتملك الإعلام الذى تمارس من خلاله كل ألوان الدجل وتشويه الحقائق ..

أن زواج السلطة ورأس المال لم يكن فقط بين الحكومة ورجال الأعمال ولكنه تشعب على امتداد سنوات طويلة وتسلل إلى مواقع أخرى فى إدارة شئون الدولة المصرية وقد سيطر هذا الزواج على الكثير من المؤسسات الهامة ومازال هؤلاء حتى الآن فى مواقعهم .. كان هناك زواج آخر باطل بين الإعلام ورأس المال وهذه الثلاثية السلطة والمال والإعلام كانت وراء كل الجرائم التى ارتكبها النظام السابق ودفع ثمنها الشعب المصرى بكل طبقاته..

 أن الجزء الأكبر من مؤسسات الدولة لم يتغير فيه شىء .. فمازالت القيادات فى مواقعها ومازالت السياسيات تحكمها نفس العقول والتوجهات التى حكمت آداء النظام الراحل .. مازال البطء الشديد فى اتخاذ القرارات .. ومازالت السلبية وروح التواكل .. ومازالت أساليب التحايل وعدم الشفافية وقبل هذا كله مازالت الحقائق غائبة تماما أمام غياب المعلومات وسرية القرارات ..

يأتى فى هذا السياق أيضًا أخطاء وقعت فيها رموز العمل السياسى خاصة كتائب الأحزاب السياسية .. ورغم أن الكثير من رموز هذه الأحزاب سواء كانت معلنة أو سرية قد دفعوا ثمنا باهظا أمام النظام السابق إلا أنهم وقعوا فريسة صراعات ومعارك على غنائم لم تأت بعد وقد خسروا الكثير من تعاطف الشارع المصرى بعد الثورة كما أنهم دخلوا فى جدليات لن تفيد مع فلول العهد البائد أفقدتهم الكثير من الحسم والجدية فى هذا الوقت العصيب..

استطاعت فلول العهد الماضى أن تخلق حالة ارتباك وانفلات وفوضى فى الشارع المصرى .. أن لديها المال فاتجهت إلى معاقل الاقتصاد المصرى تهدم فيها وكانت خسائر البورصة أكبر دليل على ذلك .. واتجهت هذه الفلول إلى وقف النشاط الاقتصادى تحت دعاوى الاستقرار فقام جزء كبير منهم بتصفية أعمالهم وتجميد نشاطهم .. وهناك فصيل ثالث حرص على تشجيع الأجانب على الرحيل وكان الهدف من ذلك كله هو أرباك الاقتصاد المصرى ..

ومع تصفية جهاز أمن الدولة خرجت فلول كثيرة من الخدمة وتحول هؤلاء إلى معاول هدم اتخذت الفوضى الأمنية وسيلة لها .. لا أحد يعرف حتى الآن من أين جاءت فلول البلطجية ولكن الشىء المؤكد أن رؤوس النظام السابق من رجال الأعمال والنخبة والوطنى المنحل وأمن الدولة هذه الجهات تعرف من أين جاء البلطجية ..

لابد أن نعترف أن أعمدة النظام السابق مازالت تمارس دورًا خطيرًا فى إثارة الفوضى فى الشارع المصرى .. كيف نتجاهل أحداثا خطيرة مثل هدم وإحراق الكنائس فى سول والكشح وإمبابة وأسوان .. وكيف نتجاهل الانفلات الأمنى فى السفارة الإسرائيلية وأحداث مايسبيرو الدامية .. وأحداث العباسية ومحاولات الاعتداء على مؤسسات الدولة كيف نتجاهل انهيارات البورصة وارتفاع الأسعار وتوقف الأنشطة الاقتصادية وتوقف السياحة أمام الغياب الأمنى .. أن هذا الكم الرهيب من الجرائم يؤكد أن هناك أيادى خفية تهدد أمن واستقرار مصر.. ان الغريب فى الأمر أيضًا أن كل هذه الجرائم لم تتكشف حقيقتها أو أسبابها أو حتى المتورطين فيها .. وأمام غياب الحقيقة وعدم الشفافية تحولت هذه الجرائم إلى أسباب للإدانة وأيضًا أسباب للخلاف مع الحكومة والمجلس العسكرى بل أنها وصلت إلى درجة التشكيك فى النوايا والمواقف..

كيف تسمح الحكومة وأجهزة الأمن بعقد مؤاتمرات للحزب الوطنى المنحل فى نجع حمادى والشرقية وأكثر من محافظة .. هناك حكم واضح صريح من القضاء المصرى بحل الحزب الوطنى وإبعاده عن الحياة السياسية .. وهناك قرار بحل مجلسى الشعب والشورى وهناك انتخابات جديدة على الأبواب فكيف تقيم فلول الوطنى هذه المهرجانات وبأى حق تصدر البيانات وما هى الجهات التى تتحمل مسئولية ذلك ..

مازال الخلاف بين مؤسسات الدولة حول قضية العزل السياسى والواضح أن هناك ضغوطا يتعرض لها المجلس العسكرى والحكومة لمنع هذا القرار ولاشك أن ذلك يترك فرصا واسعة للتساؤل والتأويل أمام هذه المواقف الغامضة ..

أن عدم الجدية فى التعامل مع الكثير من الجرائم التى شهدها الشارع المصرى وعدم الحسم فيما يتعلق بقضية العزل السياسى والسماح لحزب منحل أن يقيم المهرجانات ويهدد الحكومة ويعلن الحرب وبعد ذلك كله تتسع دائرة الفوضى وتزداد أعداد البلطجية وتسود حالة من الخوف والذعر حياة المواطنين دون رد فعل حاسم من أجهزة الدولة كل هذه الأشياء تحتاج إلى شفافية وكشف للحقائق ..

ولاشك أن الاضرابات الفئوية التى جاءت جميعها فى وقت واحد تمثل لغزا فى سلوكيات الشارع المصرى خاصة أنها جمعت فصائل كثيرة من النخبة التى كان ينبغى أن تكون آخر من يبحث عن الحقوق والغنائم أمام ثورة وليدة تحاصرها المؤامرات .. وهنا يمكن أن تدور أسئلة كثيرة حول إضراب أساتذة الجامعات والمدرسين والأثريين والأطباء وحتى رجال الدين وأئمة المساجد .. كان الأولى بهذه النخبة أن تدرك صعوبة اللحظة وخطورة المواجهة بين الثورة وفلول النظام السابق وتؤجل ذلك كله حتى تهدأ الأحوال ..

ومع كل هذا الارتباك يأتى دور غامض للإعلام المصرى فى إشاعة الفتنة بين المسلمين والأقباط تحت دعاوى الحرية والدفاع المشبوه عن رموز العهد البائد وما يجرى أمام المحاكمات وتسريب الأخبار الكاذبة .. وتشوية صورة الثورة والثوار أمام الشارع المصرى  .. هناك سقطات رهيبة وقع فيها إعلام مصر الخاص والحكومى فى كل هذه الأحداث وكأنه قرر ان يشعل النيران فى كل  شىء .. والأغرب من ذلك كله أن تعلن الحكومة فى أكثر من مناسبة عن كشوف للتمويل الاجنبى وصلت إلى جهات عديدة فى مصر من جمعيات أهلية ونشطاء سياسيين وجهات إعلاميه وبعد ذلك صمت كل شىء..

أن هذا الأداء الكسول البطىء المتراخى قد وصل بنا وبالثورة إلى ما نحن فيه الآن فقد غاب الحسم  فى جميع القضايا واختفت الحقائق أمام الشفافية المفقودة .. ومازالت فلول النظام السابق وقواعده وأركان الفساد فيه تتحكم فى مواقع كثيرة .. ومازالت حقائق الأشياء مجهولة ابتداء بموقعة الجمل وحتى جرائم إحراق الكنائس وإشعال الفتنة الطائفية .. أن كل هذه المواقف تؤكد أن هناك من يحاول إجهاض ثورة هذا الشعب والدليل أن السفينة لم تتحرك حتى الآن وكل ما نراه حولها عواصف عاتيه وبحر هائج وركاب يصرخون ..

رأي المدون:
أرى أن كلام أ -فاروق جويده واضح بل شديد الوضوح أن بقاء المجلس العسكري طوال عشرون عاما تقريبا قريبا من السلطة ... أصبح جزء منها ولذلك ليس من مصلحته هدم النظام القديم لأن ذلك سوف يمسه من قريب أو بعيد فهو الأن في لحظة الدفاع عن النفس ولكن بطريقه مستتره.
لا تعليق أكثر من ذلك

التاريخ يسجل

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

هديتنا للثورة المضادة


الأربعاء 19 أكتوبر 2011 - 9:25 ص بتوقيت القاهرة فهمي هويدي جريدة الشروق
يوما بعد يوم نكتشف أننا نتعرض لحملة تشويش وبلبلة قد نفهم مقاصدها لكن الله وحده أعلم ببواعثها. آية ذلك مثلا أننا عشنا طوال الأسبوعين الأخيرين فصول قصة هدم كنيسة الماريناب بمحافظة أسوان التى كانت ذريعة لمظاهرة الأحد الدامى (9/11) وانتهت بفاجعة قتل 25 شخصا وأصابت أكثر من مائتين. وبعد كل ذلك تبين أن الكنيسة لم تهدم، وأن بعض الشباب هدموا قبة لها تجاوزت الارتفاع القانونى المقرر كما ذكرت صحيفتا أخبار اليوم والوفد. وهو ما أشرت إليه فى سياق التدليل على أن الانفعال ذهب بالناس بعيدا فى إساءة الظن، إلا أنه تبين لاحقا أننا كنا ضحية معلومات مغلوطة، وأن ثمة تلاعبا فى تراخيص البناء، حيث لم تكن هناك كنيسة أصلا فى المكان.

هذا الذى تكشف أخيرا لم يكن «كلام جرايد»، ولكنها معلومات وردت فى بيان نائب رئيس هيئة قضايا الدولة بأسوان المستشار حسين عبده، نشرته صحف الاثنين 19/10. خلاصة البيان أو أهم نقطة فيه أن كاهنا بكنيسة ادفو، اسمه مكاريوس بولس مجلع، تقدم بطلب إلى الوحدة المحلية لمجلس مدينة ادفو لإجراء المعاينة اللازمة لترميم كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل بقرية «خور الزق» التابعة لمدينة الرديسية التى تقع شرق النيل على مسافة 35 كيلومترا من مدينة ادفو. وقد قامت الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية بعمل المعاينة اللازمة واستجابت لطلبه حيث قررت هدم الكنيسة بالكامل وإجراء إحلال كلى لها، لكن ما حدث بعد ذلك كان مفاجئا. ذلك أن التراخيص والموافقات الصادرة لإحلال مبنى كنيسة «خور الزق» فى شرق النيل استخدمت لإنشاء كنيسة أخرى فى الماريناب التى تقع غرب النيل، على أنقاض منزل قديم يملكه مواطن اسمه معوض يوسف معوض. وتبين أن هذا التحايل فى استخدام التراخيص تم بواسطة بعض الموظفين العاملين بالوحدة المحلية فى مركز ادفو، وقد صدرت ايصالات تركيب عداد الكهرباء والمياه باسم الشخص مالك العقار المسجل فى مستندات الجمعية الزراعية كمسكن وليس مضيفة أو دار عبادة.

بقية القصة معروفة، وهى أن شكاوى قدمت بخصوص الموضوع إلى محافظ أسوان الذى أحال الأمر للنيابة العامة للتحقيق، وخلاله تكشفت تفاصيل التلاعب فى التراخيص والمستندات، فصدر قرار إزالة ما كان مخالفا للقانون. وأحدث هذا القرار أصداءه التى استخدمت فى تفجير الغضب أمام ماسبيرو مما أدى إلى وقوع الكارثة. يحتمل الأمر تساؤلا من قبيل: لماذا اضطر كاهن كنيسة إدفو إلى التلاعب بالمستندات والالتفاف على القانون لإقامة كنيسة فى الماريناب؟ وهل كان سيستجاب للرجل إذا اتبع الطريق القانونى فى مطلب إقامة كنيسة لسكان القرية من الأقباط (40 أسرة قبطية وسط 50 ألف مسلم)؟ وإذا كان مقتضى القانون أن يصدر قرار بإزالة المخالفة، فهل كان يمكن أن يعامل الأمر بأسلوب آخر يضع فى الاعتبار حساسية المرحلة ودقة الموقف السياسى؟ وهل يقبل أن يقوم الأهالى من جانبهم بإزالة المخالفة؟

هذه كلها أسئلة مشروعة، لكنها ينبغى ألا تغيب حقيقة أن التلاعب فى الأوراق والتصاريح هو الذى جر جميع التداعيات اللاحقة خصوصا المسيرة التى لاتزال ظروف اطلاقها محاطة بغموض محير، لا نستبين منه إلا أمرين: الأول أن ما جرى فى القاهرة كانت أسبابه فى العاصمة وليس فى الماريناب، الثانى أن الأمر لم يخل من عمد وترتيب لا نستطيع أن نفترض البراءة فيه، بدليل ما آلت إليه الأمور بعد ذلك.

بالمثل فإننا لا نستطيع أن نفترض البراءة فى الترويج لخبر وصورة إلقاء أربع جثث لضحايا مظاهرة ماسبيرو فى النيل. وهو الخبر الذى روعنا وأفزعتنا الصورة التى نشرت معه. ثم تبين أنه خبر مكذوب ومدسوس. حين كشف أحد المدونين أن الصورة نشرت قبل ثلاث سنوات فى صحيفة «الرياض» السعودية لشخص غرق فى أحد الوديان التى غمرتها المياه بالمملكة. وكان موقعا أطلقه بعض المتعصبين قد نشر الخبر والصورة. إسهاما منهم فى تأجيج المشاعر الغاضبة جراء ما جرى فى ماسبيرو، كأن مقتل 25 شخصا لم يكن فيه الكفاية. والتقطت الصورة إحدى صحف الإثارة فأبرزتها، الأمر الذى أدى إلى إشاعة الخبر ونقل الصورة فى العديد من مواقع التواصل الاجتماعى.

اللافت للنظر أنه بعد انفضاح أمر الكذبة فإن الموقع المذكور سحب الخبر والصورة، أما الصحيفة فقد تجاهلت الفضيحة والتزمت الصمت، ولم تكلف خاطرها أن تعتذر للقارئ عن الورطة التى وقعت فيها.

إن الهرج الذى يسود الساحة المصرية والتوتر المخيم على مختلف الأطراف، إذا انضافت إليهما السموم التى يبثها المتعصبون، ذلك كله يمكن أن يشكل «خلطة» تفسد أجواء الربيع الذى بشرتنا الثورة به، وهى أكبر هدية يقدمها الأبالسة الذين يحركون تلك الأحداث إلى أركان الثورة المضادة

رأي المدون :
من الواضح أن هناك من يحاول وبقوه أن يلعب بمقدرات هذه الأمة .
الأمة المصريه التي عاشت أكثر من ألف وأربعمائه عام في وفاق وتآلف .
المتطرفين اللذين يروجون للمعلومات المغلوطة و الأخطاء المتبادله ما بين قطبي الأمة والذين لا يراعون الله ولا ضمائرهم فيما يفعلون.
إنه اللعب بالنار التي سوف تحرق الجميع.
إنها ليست مباراة في كرة القدم يتعصب كل جمهورة لفريقه .
إنها مصير أمه و الأمة المصريه التي لن تنتهي أبداً على أيدي مثل هؤلاء الصعاليك !!!
يا حكماء هذه الأمه إنهضوا وتكلموا قبل فوات الأوان.

التاريخ يسجل

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

الخروج من المستنقع

الخميس 6 أكتوبر 2011 - 9:10 ص بتوقيت القاهرة
تقول النكتة، أن أحد مذنبى الدنيا عُرضت عليه ألوان العذاب ليختار من بينها، فرأى النار تشوى الوجوه، ورأى الجلود تمزقها مقالع الحديد، ورأى ورأى، وما أن أبصر مذنبين يقفون فى مستنقع فضلات ونفايات تغمرهم حتى أعناقهم، حتى سارع فى فى اختيار هذا النوع من العذاب على اعتبار أنه الأهون، لكنه بعد أن وقف مع الواقفين، رأى أحد الزبانية يعتلى تلة تشرف على المكان ومعه صفارة عندما يُنفخ فيها يتوجب على الواقفين فى المستنقع أن يقرفصوا ليغطسوا فى هذا القرف المهين، ولا يخرجون رؤوسهم إلا بعد صدور صفارة أخرى يطول انتظارها، وتتكرر دورات العذاب!

هى نكتة قديمة، توحى لى بالموقف الذى صرنا إليه، فنحن الآن كالواقفين فى المستنقع ننتظر الأسوأ. و هذا لايعنى أننا كنا سابقا فى الجنة تحت مظلة النظام الساقط، فقد كان جحيما من قرف أشنع، وما هذا المستنقع الذى انحدرنا إليه إلا حساء نفايات إجرامه البليد الغليظ المتكاثف على امتداد السنين. لكننا بدلا من أن نقوم بتجفيف هذا المستنقع وردمه وإقامة حديقة أو ناديا أو مجمعا سكنيا أو مصنعا أو مزرعة بمكانه، تركناه يزداد تحللا، وانسقنا إلى الخوض فيه!

 الهشاشة الأمنية التى نعيشها الآن ليست جديدة، بل هى متفاقمة من زمن اختطاف مؤسسة الشرطة لتكون حارسة أمن ومواكب ومهرجانات وكرنفالات وسرقات وتعديات الأسرة الحاكمة السابقة وبطانة السوء والمحاسيب والمنتفعين من حولها. وعشوائية المجتمع وقمامة الشوارع ليست بالشيء الجديد. أما «عجلة الانتاج «، فقد كانت تدور بطاقة تخريبية على حساب تدمير البيئة والأرض الزراعية التى أشارت التقديرات المستقبلية إلى كامل انقراض رقعتها فى أقل من عقدين، ولصالح مشاريع النهب فى قطاع البناء الذى كان مغارة على بابا لعصابة ناهبى الأرض وبناء مدن لاظهير لها ولا مستقبل، إضافة للصناعات الملوثة للبيئة ونهمة الاستهلاك للطاقة التى كان الغرب يطردها من أراضيه ليستقبلها على أرضنا المحاسيب من عصابة الفساد والتربح الفاحش الحرام.

  أما الاتجاهات المتعصبة التى باتت وقود الهوجة الاجتماعية والسياسية التى نعيشها، فهى ليست إلا حصاد عقود القهر والقمع والإذلال والتفاهة الثقافية وغياب العدل الاجتماعى وافتقاد عدالة القانون وتخريب نزاهة التشريع وإهدار القيم التى رعاها النظام السابق بقيادة رجل يجعلنا بعض ما تم الكشف عنه مؤخرا من سلوكه ومعالجاته للأزمة وماقبلها نستغرب كيف لفارغ بليد إلى هذا الحد أن يتمكن من حكم بلد كمصر على امتداد عقود ثلاثة، بمساعدة عيال ورجال جوف، خاصة فى السنين الوبيلة الأخيرة؟

  المشكلة الآن ليست أننا كنا أحسن وصرنا أسوأ، بل أننا كنا أسوأ ولم نصبح أحسن بعد ثورة حضارية شهدت لها الدنيا. فلماذا؟

 إجابتى الاجتهادية هى أن ما قادنا لنوحل فى هذا المستنقع هو تغييب الصدق فى كثير من مفاصل الفترة الانتقالية بين القوى السياسية التى طفت على السطح والمجلس العسكرى الحاكم، بعد أن صنع الصدق ملحمة تاريخية تناغم فيها أداء جناحى الثورة : الشباب الذين التف حول مطالبهم الواضحة الشعب : « تغيير. حرية. عدالة اجتماعية «، وجيش مصر الوطنى ممثلا فى قياداته التى خاطرت واقعيا بأرواحها لتدعم مشروعية مطالب الأمة وعلى رأسها الإطاحة بمشروع التوريث وردع استفحال الفساد. ثم؟

  انصرف شباب الثورة عن ميادينها لأنهم كانوا أبرياء حقا وبلا أطماع وتحركهم تطلعات لقيم عليا كالحرية والعدالة وسلمية تداول السلطة فى دولة ديموقراطية حديثة، فيما طفت على السطح قوى كانت مختفية أو مقموعة وليس لديها غير رؤى لاتستوعب متغيرات العصر وحماس يوشك أن يكون عدوانيا تجاه كل من يخالفها الرأى، وكان السواد الأعظم من فقراء الأمة يتعجلون الحصول على ما افتقدوه طويلا من الإنصاف والعدالة.

  فى هذه الأثناء تسلم المجلس العسكرى زمام السلطة لفترة انتقالية بتفويض شعبى لايمكن إنكاره، فيما كان هذا المجلس يتعرض لضغوط خارجية وإقليمية توشك أن تكون ابتزازا، ولم يخل الأمر من مظاهر تخريب داخلى تنفذه أياد خفية، وقد صرح أركان المجلس العسكرى فى هذه الملابسات الصعبة بأنهم توافقوا على شيئين : « عدم القفز على السلطة، وعدم اتخاذ أى إجراء يخالف القانون «، بل أفصح كثيرون من أقطابه أنهم مع الدولة المدنية والنظام الديموقراطى. فلماذا رأينا ما رأينا بعد ذلك؟

 لقد أطلت الفتنة برأسها وكان أول الفتنة تلك « التعديلات الدستورية « التى فصَّلتها لجنة أفصح تفصيلها عما وراءها من ضيق المنظور الوطنى الجامع بل بعض الهوى لتمكين تيار بعينه. ثم كان الاستفتاء المؤسس على هذه التعديلات، والذى كشف عما لم تفصح عنه الخبايا والطوايا، بعد أن جاءت نتيجة الاستفتاء بالأغلبية لمن قالو»نعم»، بوهم الحصول على الاستقرار، وبعد حملة غير عادلة ولا صادقة تم فيها توظيف الدين بفظاظة لاصدق فيها ولا عدل لصالح مشروع سياسى ملتبس !

  لم تكن « نعم « فى الاستفتاء فى مجملها تأييدا لهياج بعض السلفية ولا تجييرا لنزوع بعض الإخوان ولا تكريسا لقيادة القوات المسلحة التى لم تكن فى حاجة أصلا لتكريس لأنها كانت مناط إجماع شعبى جارف. كانت نعم ممنوحة لوعد الاستقرار وحلم الطمأنينة تبعا لما روجه المروجون آنذاك. وكانت « لا « ممنوحة للطريق الآمن فى مسار الفترات الانتقالية التى تعقب الثورات، فقد كانت طلبا لأولوية التوافق على دستور جامع، ودولة مدنية ( لا تخضع للتحكم العسكرى ولا للتسلط باسم الدين )، ومنفتحة لتداول سلمى للسلطة على أسس ديموقراطية. ثم تبين أن « لا « مثل « نعم « !

  مضت الشهور وراء الشهور وقارب عام كامل على المرور بعد 25 يناير، بينما افتقاد الأمن يزداد، ومُخرَجات عمل اللواء ممدوح شاهين من اجتهادات واستشارات تزيد بلبلة الناس وتسيء إلى صورة المجلس العسكرى. أما الحكومة فهى تكاد تكون حكومة وكلاء وزارات لا وزراء إلا ما ندر، فلا عجلة الاقتصاد دارت بالسرعة المأمولة، ولا انصلحت الأحوال، وتكاثف الضباب فوق المستنقع الذى نكتشف يوما بعد يوم أننا نخوض فيه ونوغل !

  مؤكد أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الغطس فى هذا المستنقع، لكنها ليست مستبعدة إذا استمر التدهور، ولن نكون عندئذ فى انتظار صفارة لنقرفص غارقين فى العفن والوحل، لأن ألأسن هو الذى سيصعد ليعمى العيون ويكتم الأنفاس، كل أنفاس الأمة، فماذا نفعل؟

  ليس أمامنا إلا أن نتصارح، والصراحة تقتضى الاعتراف بأن الأمة فى خطر، ولم تعد هناك نواة مؤسسية صلبة يتماسك حولها كيان «الدولة» غير القوات المسلحة، وقد صار المجلس الأعلى للقوات المسلحة موضع تساؤل كثيرين بعد كل تلك الألغاز التى لايكف عن إطلاقها علينا اللواء ممدوح شاهين ومستشاريه الذى باتوا أشباحا لايظهرون فى الصورة. وبرغم كونى أحد الواقفين فى موضع التساؤل، إلا أننى أحسست بالارتياح لما لم يرتح له كثيرون لهم مبرراتهم، عندما ردد المشير أن مصر « لن تسقط، ولن نتركها تسقط «، وحمدت الله على بعض ذلك الاستمساك وليس كله، لأننى أحس المعنى المرعب لانهيار الدولة، وليس العراق بعد قرار « بريمر « المشئوم بحل الجيش والبوليس فى أعقاب الاحتلال بغائب عن الذاكرة، وليست فوضى الصومال وأفغانستان خافيتين عن الأبصار والبصائر، أما « النموذج « السودانى الذى رسمته عصا البشير الملوحة مع التكبير وبصحبة « إرشادات « الترابى قبل أن تنفض شراكتهما ويتحولان إلى خصمين لدودين، فهاهى النتيجة تفصل جنوبه السودان عن شماله، دون أن يكون ذلك آخر تفتيت لوحدة السودان، للأسف.

  أتصور أن الصراحة تقتضى أن نعترف بأن القوات المسلحة ممثلة بقيادات المجلس العسكرى تريد حصانة ومنعة من أن يعصف بها المُزايدون إن حكموا، كما تقتضى الصراحة أن نعترف بأنه قد وقعت التفافات كثيرة حول مطلب البداية الصحيحة لمسيرة التغيير فى اتجاه دولة حديثة ديموقراطية تحترم دين الأغلبية وتستلهمه كمصدر أساسى للتشريع دون العسف بحق غير الأغلبية فى الاحتكام فى أمورهم الروحية والشخصية لما ترتضيه شرائعم. ويبقى أن نعترف بأنه لا أحد يحتكر تمثيل الأمة، لا الإخوان، ولا السلفيين، ولا اليساريين، ولا الليبراليين، فالأغلبية الحقيقية الكاسحة تكمن فى الوسطية المصرية فى كل شيء، وعلى كل الأطراف أن تتواضع لله، وتضع مطلب الحق فوق شهوة القوة.

  ما المانع فى أن نتصارح، ونعترف بحقيقة ما يطلبه كل طرف فى معادلة الأمة الدولة فى إطار الصالح العام؟ ونتفاوض من موقع المصارحة، ونعترف بخطأ القليل أو الكثير مما أهدرناه من خُطى ونعود عنها لنبدأ بداية صحيحة أولها التوافق والاتفاق على خريطة سير هى من بديهيات كل شروع فى الحركة لدى الأحياء وفى كل الحياة، أى الدستور، الذى توازيه الخارطة الجينية فى كل خلية منحها الله حق الحياة. هذا هو قانون الله لمن يحاججون باسم الله؟

  لابد أن نخرج من هذا المستنقع ونردمه، ونقيم بمكانه كل جميل مفيد صادق شريف، وبأسرع ما يمكننا تداركا لما ضاع من جهد ووقت، ونفوت الفرصة على الـ « نيكروفيلييون «، الذين يمثلون حالة مرضية متطرفة من الجنوح النفسى البشرى التدميرى، يتعلقون فيها بالنفايات والفضلات، ولا يسوؤهم الوقوف حتى أعناقهم فى مستنقعاتها، بل ينتظرون صفارة الغطس؟!

 ولا حول ولا قوة إلا بالله

رآي المدون:
أرى أن الجملة التي قيلت بوضوح في المقال ... وهي أن الصراحة تقتضي أن نعترف بأن القوات المسلحة ممثلة بقيادات المجلس العسكري تريد حصانه ومنعه من أن يعصف بها المزايدون إن حكموا .
إذن عرفتم لماذا تتأخر القوات المسلحة في تسليم السلطة؟
وإنني أرى أن طول الفترة الإنتقاليه سوف تؤدي بالمجلس العسكري إلى التورط في إخطاء أكثر كان لا يريد أن يدخل فيها .... ولذلك فإن الطريق السليم له هو الإسراع بقدر الإمكان في تسليم السلطة حتى لا يزداد تورطة...
والبديل عن ذلك هو استمرارالعسكري إلى الأبد في السلطة خوفا على أنفسهم وبذلك يكون قد كتب على الشعب المصري أن لا يحكم نفسه أبداً!

هل هذا هو البديل ؟
التاريخ يسجل

هذا كلام العقلاء ..... يا ترى كم عددهم في مصر ؟؟

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

كلمة حق أقولها وقلبى حزين

بقلم   د. أيمن الجندى    ٨/ ١٠/ ٢٠١١ المصري اليوم


كنت واحدا من الذين أشادوا كثيرا بالمجلس العسكرى وحكومة شرف. واليوم لا مفر من أن أعترف بالخطأ.
لقد أسرتنا من الأعماق الكلمة السحرية: «لم ولن نطلق النار»، وسحرتنا التحية العسكرية لأرواح الشهداء. وصدقنا أن قيادة الجيش رفضت إطاعة أمر إطلاق النار! وأنهم قالوا لمبارك إما أن تتنحى أو ستُجبر على ذلك.
كلها أشياء صدقناها بعظيم الفخر. صدقناها لأننا نحب أن نصدقها. ولأننا لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم. ولأن مسار الأحداث فى بداية الأمر كان يُوحى بذلك. صحيح أنه كانت هناك وقائع متناقضة مع هذه الرؤية الرومانسية. خذ عندك مثلا: لماذا لم يتدخلوا لحماية المتظاهرين أثناء إطلاق النار؟
 ولماذا تركوا بلطجية معركة الجمل يمرون؟ ولماذا تركوهم يذهبون؟ وهل من المعقول أن يلزموا الحياد، وهناك مُعتدٍ مسلح، ومعتدى عليه أعزل! لكننا شطبنا أدوات التعجب وعلامات الاستفهام، وتبارينا كلنا فى الغزل العفيف.
تخلى مبارك عن الحكم للمجلس الأعلى، واستبشرنا خيرا بما هو آت. لكن - لدهشتنا البالغة - ظلت الأمور كما هى لأكثر من شهرين. لم نفهم كيف يمكن أن يظل القطّ وسرايا رئيسى تحرير! لم نفهم كيف يكون بطل البنبون أحمد شفيق، رئيسا للوزراء!
لم نفهم كيف يمارس زكريا عزمى مهامه فى ديوان رئاسة الجمهورية بعد أن استبدل بمبارك المشير؟ لم نفهم كيف يظل مبارك آمنا فى شرم الشيخ يرسل إلينا برسائل التهديد؟! لم نفهم لماذا لم يعد الأمن إلى الشارع المصرى، ولماذا يتركون العنان للبلطجية ليقوموا بالسلب والترويع؟ ولماذا لا تبدو فى الأفق بارقة أمل فى التغيير؟
كلها أشياء كانت تزعجنا، ولكننا كنا نتجاهلها، خوفا من مواجهة الحقيقة! وفى كل مرة كانت التغييرات الإيجابية لا تحدث إلا بعد مظاهرات مليونية وأحداث جسام.
وفجأة، كشفت الحقيقة لثامها وأطلّت علينا بوجهها الصريح. فى البدء وعدونا بأنهم سيسلمون السلطة خلال ستة شهور. واليوم يتحدثون عن عام ٢٠١٣! حتى قانون الغدر مازالوا يفكرون فيه! وفجأة، أدلى المشير بشهادته أنه لم يصدر أصلا أمرٌ بإطلاق نار! بالطبع نحن نكبر شجاعته ونثمن شهادته أمام الله والتاريخ، لكن الكلام عن حماية الثورة صار يحتاج الآن إلى تدقيق.
الأمر ببساطة أن المجلس الأعلى كان فى وضع ملتبس، فلا هو يشعر بالارتياح تجاه الثورة بحكم عقيدته المحافظة والمرحلة العمرية لأعضائه، وفى نفس الوقت تحكمه مخاوفه وكبرياؤه العسكرية من نفاذ مشروع التوريث! فلما انفجرت الثورة كان لسان حاله يقول: «بركة يا جامع اللى جت منك!».
لكن العقيدة المحافظة انتصرت فى النهاية. لذلك كان دائما ينفر من الشرعية الثورية، ويريد أن يحتكم إلى الدستور الذى سقط بسقوط النظام بعد أن سحب الشعب توكيله، كونه صاحب الحق الوحيد.
أضف إلى ذلك أنهم لما تسلموا السلطة فوجئوا بكمّ الفساد فى النخبة السياسية التى راحت تتصارع على الكعكة الوهمية ما بين علمانى وإسلامى، وكلهم ينهشون لحم الوطن الجريح. لم نشجعهم على احترامنا، فاحتقرونا وصاروا يستكثرون علينا تسليم السلطة، ولسان حالهم يقول: «إن لم نكن نحن، فمن؟ وإن لم يكن الآن، فمتى؟».
والآن نحن بحاجة إلى إعادة التذكرة بالبديهيات:
 ١- الجيش مؤسسة وطنية لها عظيم الاحترام.
٢- طالما يمارس المجلس الأعلى السياسة فإنه يجوز عليه النقد والمراجعة.
 ٣- انتهى وقت التسليم الأعمى والتوقيع على بياض، وبقى حساب المصالح والخسائر الذى يقول إن أى مواجهة مع المجلس الأعلى مقامرة بكيان البلد، والحل يكمن فى لمّ الشمل وتأجيل المطالب الفئوية والمراقبة اللصيقة لما ستؤول إليه الأمور.

رأي المدون :

نحن في فترة فارقه وخطيره ونحن في أشد الحاجة إلى الاستماع إلى العقلاء من مخلصي هذه الأمه وليس إلى كل من يسعى إلى مصلحتة الخاصه ...

إحذرو الطوفان

التاريخ يسجل

الأحد، 9 أكتوبر 2011

د. أحمد زويل يكتب: إلى أين نحن ذاهبون؟

٨/ ١٠/ ٢٠١١ المصري اليوم د أحمد زويل


«إلى أين تتجه مصر».. طرح علىّ سائق يدعى «محمد» هذا السؤال مؤخراً، ولا شك أن هذا هو السؤال الذى يدور فى نفوس الجميع، بعد أن فتحت الثورات الشعبية التى أوجدت الربيع العربى، باباً جديداً لانتخابات نزيهة هذا الخريف.
فى تلك اللحظة الفارقة فى التاريخ، فإن هناك تحديين رئيسيين يواجهان الأمة التى تحتل موقع القلب فى العالم العربى. الأول، هو كيفية تحفيز الانتقال الديمقراطى بشكل يضمن وحدة المصريين وتماسكهم كنسيج قوى، والتحدى الثانى مرتبط بالأول ويدور حول كيفية الوصول إلى سلام عادل فى المنطقة، وهو الأمر الذى يؤيده الرأى العام المصرى بشكل عام.
ومنذ الإطاحة بحسنى مبارك، قبل عدة أشهر، كان الطريق إلى الديمقراطية وعرا، إلا أن روح التفاؤل لاتزال طاغية، وأذكر هنا أن آلاف الأشخاص التفوا حول مبنى الجامعة الأمريكية فى ميدان التحرير ليشهدوا إعلان المشروع القومى للنهضة العلمية، وبناء المدينة الجديدة للعلوم والتكنولوجيا. فأخيرا شعر المصريون أنه سيكون بوسعهم أن يلتحقوا بالمستقبل الذى كان مغلقا فى وجوههم بسبب الديكتاتورية، وكان حديثى - الذى بثه التليفزيون على الملايين من المصريين - بهذه المناسبة تحت عنوان «مصر الأمل».
إلا أن التفاؤل اهتز قليلاً مع ما حدث فى شهر يوليو الماضى، عندما شهد العالم أكبر مظاهرة منذ الإطاحة بمبارك، حيث زحف الإسلاميون إلى ميدان التحرير وطالبوا بأن يتم حكم مصر بواسطة قوانين متشددة، ووجود الأعلام السعودية التى رفعها بعض المتظاهرين أثار مخاوف كبيرة، وعكست ذلك بعض العناوين الرئيسية فى الصحف فى اليوم التالى، وكان من بينها «بن لادن فى التحرير». بعدها وتحديدا فى «سبتمبر»، جاء الهجوم على السفارة الإسرائيلية فى القاهرة بعد مقتل ضباط مصريين على الحدود فى سيناء، ليتسبب فى إثارة الانتباه والانزعاج، خصوصا فى أمريكا، وفرض هذا الحدث نقاشات مطولة حول أمن إسرائيل ومستقبل السلام فى الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من تلك الأحداث، إلا أننى بقيت متفائلا بمستقبل مصر، حيث إن المصريين لم يعودوا خائفين من حكامهم، وأصبحوا يعرفون كيف يتظاهرون وهم مصممون على أن يغيروا الطريقة التى حكمت بها بلادهم عقوداً طويلة. ولكن علينا أن نتبع مبادئ قوية ومحددة تعينهم على التقدم نحو المستقبل.
أول هذه المبادئ هو أنه على المصريين أن يركزوا على الأهداف طويلة المدى، فمن غير المجدى أن يستمر الإعلام فى أساليبه الضحلة التى اعتاد عليها فى الماضى. والآن عليه أن يفتح نقاشا واسعا وبناء حول الأشياء الأساسية المتعلقة بمستقبل مصر مثل المبادئ الدستورية والعلاقة بين الدين والسلطة، وكيفية إعادة تشكيل النظام التعليمى وتحريك الاقتصاد الراكد، ودفعه للأمام.
ثانياً: سيكون من غير المنصف أن يتم إبعاد جميع الأشخاص الذين كانوا مرتبطين بالنظام السابق، حيث يجب النظر إليهم بوصفهم مواطنين، من الأفضل لهم ولنا إعادة توجيه طاقتهم والاستفادة من مواردهم بما يسمح ببناء مستقبل البلاد، فمصر لا تتحمل أن تستبعد جزءا حيويا من طاقتها الفكرية بسبب انتمائه للماضى، أو بسبب الصراع بين القادة السياسيين حول حجم القطعة، التى سيحصلون عليها من كعكة الثورة. حيث إن تأمين عملية الوصول إلى الديمقراطية يتطلب البعد عن الاستقطاب والتناحرالسياسى والأيديولوجى، التى ظهرت خلال الآونة الأخيرة، من أجل تحقيق الهدف الذى قامت الثورة من أجله وهو «إسقاط النظام».
وأخيراً، ولكنه المبدأ الأهم فإنه يجب على الجيش والحكومة أن يضعوا جدولاً واضحاً للأسابيع والشهور القادمة، لأنه لم يعد هناك فرصة لأحد لتبديد الوقت. فالمصريون مازالوا يكنون احتراما كبيرا للمؤسسة العسكرية، إلا أنهم قلقون لأن المجلس العسكرى لايزال الوحدة الأساسية والوحيدة التى تدير عملية الانتقال إلى الديمقراطية، وبقاء الوضع الراهن قد يذكر البعض بمخاوف تسبب فيها النظام السابق من أجل إحباط الطموحات الديمقراطية.
وأفضل علاج للشك هو الوضوح والاتصال من المجلس العسكرى ووضع جدول زمنى بالمواعيد المستقبلية مع تحديد جملة من الأشياء الأساسية مثل: قانون الطوارئ، وحق المصريين فى الخارج فى التصويت، ودور المحاكم العسكرية، ويجب أن يحدد المجلس أيضا كيف ومتى سيتم تسلم الحكومة الجديدة مقاليد الأمور؟، فالمظاهرات الضخمة لاتزال مستمرة فى التحرير ولكى تتقدم البلد للأمام لابد من الاستقرار والأمن.
وهناك وسيلة أخرى مقترحة لبناء الثقة بين الطرفين تتمثل فى إنشاء مجلس وطنى من الشخصيات البارزة يعمل كحلقة وصل بين المجتمع المدنى والمؤسسة العسكرية الحاكمة، فوجود «مائدة مستديرة» بين المجتمع المدنى والعسكريين فى بولندا ساعد البلد على الانتقال الديمقراطى مع نهاية الحرب الباردة.
ولاشك أن الارتباك والحيرة الحالية يهددان التطور الاقتصادى للثورة، كما أن التطور الديمقراطى للبلاد يعتمد كثيرا على تطورها الاقتصادى، لذا يجب أن يكون الانتقال الديمقراطى حقيقيا وبأسرع ما يمكن.
وسيكون من الخطأ القول بأن التوتر الحالى بين مصر وإسرائيل سيعنى نهاية معاهدة السلام بين البلدين، فخلال الثورة لم يكن هنا شعار واحد ضد السلام أو ضد إسرائيل فى ميدان التحرير، وقال السفير الإسرائيلى فى مصر إنه لم تتم معاملته بشكل سيئ قبل الأحداث الأخيرة، فما أثار غضب الشباب المصريين هو قتل الضباط والجنود المصريين فى سيناء، ووصف مسؤول إسرائيلى فى حكومة نتنياهو لمبارك بأنه «أفضل صديق لإسرائيل».
ومنذ اندلاع الثورة يشعر المصريون أنهم «نحن الشعب»، وليس الحكام من سيقرر كيف تكون العلاقة مع إسرائيل.
وبعد تونس ومصر وليبيا، فإن الشرق الأوسط كله يستيقظ، وروح الربيع العربى ستمتد إلى الفلسطينيين الذين سيطالبون بإنهاء الاحتلال، مثلما طالب المصريون بإنهاء الديكتاتورية. ولا يجب أن تقف القوى الكبرى فى مواجهة تيار التاريخ، وبدلا من ذلك فإن عليهم أن يلتزموا بإنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى بإقامة دولة جديدة على حدود ١٩٦٧، واتباع مثل هذا المسلك يعد أفضل ما يمكن فعله للمجتمع الدولى، لأنه سيوجه طاقات العرب إلى بناء دولهم بدلا من التركيز على الصراع مع إسرائيل، ففى تلك اللحظة الدقيقة فإن كل من يستخدم الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى للحصول على مكاسب سياسية فإنه مدان بارتكاب جريمة ضد الأمل.
والأولوية الآن هى منع الآمال والطموحات التى ظهرت فى الربيع العربى من الخروج من سياقها بسبب التشتت وغياب الرأى الموحد أو بسبب التلاعب بالمشاعر المتأججة التى طالما ارتبطت بالقضية المركزية، وهى السلام فى الشرق الأوسط.
نقلاً عن جريدة «نيويورك تايمز»

رأي المدون:
نحن الأن في دائرة جهنميه لا نستطيع أن نرفع رؤوسنا من كثرة الدوار داخلها .
إن مثال د . زويل وهو بعيد إلى حد ما عن الدائرة هو خير من يستطيع أن يحدد طريق الخروج منها
وأعتقد أن هذا المقال به خريطة واضحة لكيفية الخروج ... ولكن هل من مجيب

التاريخ يسجل



نشكركم على حسن وصادق مشاعركم ... ادعو معنا للفقيد بالرحمة والمغفره .. وأن يسكنه الله فسيح جناته .. اللهم أمين


                                                  مجدي فرج والاسره

توفى الى رحمة الله

توفى الى رحمة الله الحاج فرج سيد احمد مؤسس مجموعة شركات فرج لصناعة وتجارة الاقمشه والملابس باالقاهره الكبرى والعاشر من رمضان وستشيع الجنازه السبت الموافق 8- 10 -2011 من مسجد الصديق مساكن شيراتون هليوبليس بعد صلاة الظهر وسيقتصر العزاء على المسجد ومقابر العائله بارض الجولف بمصر الجديده خلف كليه البنات .............